ثقافة وفن

ما بين يهود دمشق الشام وأنشودة الشعر … شمس الدين العجلاني لـ«الوطن»: لأننا كتبنا الحقيقة في 400 وثيقة تتمّ محاربتنا

| عامر فؤاد عامر

تزدان دمشق بمخزونها الفكري، والإبداعي، والجمالي، ففي كلّ يوم نشهد فعاليّة ثقافيّة أو فنيّة تشير إلى انتصار الحالة الإبداعيّة على لغة الدمار والحرب، وفي ذلك دليل على رغبتنا في الحياة واستمرار لغة الأمل لدينا. «يهود دمشق الشام»، و«تغريدة دمشقيّة من أثينا» كتابان تمّ توقيعهما في حفلٍ جمع الأصدقاء والمثقفين والإعلاميين والمهتمين، في المركز الثقافي في أبو رمانة، والتوقيع للموثق، والباحث، والصحفي «شمس الدّين العجلاني»، برعاية وزارة الثقافة.

تغريدة
رحبت مديرة المركز الثقافي في أبو رمانة «رباب الأحمد» بالحضور وبالوسائل الإعلاميّة التي شاركت حفل التوقيع بتغطياتها وتصويرها للحدث، كما رحبت بالأستاذ «شمس الدين العجلاني»، وبالدكتور «إسماعيل مروة» الذي اختصّ بقراءة نقديّة تخصّ الكتابين، وقد أشار في كتاب «تغريدة دمشقيّة من أثينا» إلى أنه معجونٌ في حبّ دمشق، وحبّ المرأة، وتقمص نزار، وحالة الإلهام، فخرج الكتاب تغريدة ملوّنة برحلة عمر في حبّ دمشق، فهو امتداد للصدى النزاري بلغةٍ أخرى.

كتاب يوثّق لليهود ودورهم
ذكر د. «إسماعيل مروة» أيضاً فيما يتعلّق بنوعيّة الكتب التي تتحدّث عن يهود دمشق، بأن هناك عدداً من الإصدارات التي تخاطب هذا المجال ومنها كتاب الدكتور «يوسف نعيسة» الصادر في الثمانينيات عن دار المعرفة في دمشق، والكتاب لا يتجاوز الخمسين صفحة، وبصدوره أحدث ضجة كبيرة، بين اقتناء ومنع، على الرغم من أنه يحتوي في جزئه الأكبر على ذكر أسماء العائلات اليهودية فقط، أمّا في كتاب «يهود دمشق الشام» فقال: «… الكتاب لا يقصد به التحدّث عن الوحدة الوطنيّة ورفع الشعارات، بل مرحلة توثيقيّة، نجد فيه أسماء الأسر اليهوديّة، وأعمالها، وتجاراتها، وأبنيتها، ورحلاتها، ودورها، وكلّ مالديها. وعند التحدّث عن الدور السياسي لهذه الأسر سنجد أن يهود سورية كان لديهم نائب في البرلمان، وفي دورة يكون من دمشق وفي أخرى من حلب، بمعنى أن الكتاب يوضح أنهم يقومون بممارسة حياتهم السياسيّة أيضاً. «يهود دمشق الشام» كتابٌ لا يحوي أيّ نوع من الانتقاص من اليهود، ويحوي الدقة بتصويره اليهود، وما عملوه في دمشق، ضمن مجالات الصناعة، والتجارة، والعمران، وغيرها، وعن خصوصيّتهم التي جعلتهم متقوقعين، وبذلك يمكن أن يكون هذا الكتاب مرحلة توثيقيّة وثائقيّة مصوّرة، ويحسن أن يتحوّل لمادّة تلفزيونيّة عن هؤلاء اليهود الذين كانوا جزءاً من المجتمع السوري، وله خصوصيّته».

تأكيدٌ في العنوان
تحدّث الباحث والموثّق «شمس الدّين العجلاني» في تصريحٍ لـ«الوطن» عن المقصد من العنوان فقال: «كتاب يهود دمشق الشام، وفي طبعته الثالثة، أكدت من خلاله، أن اليهود جزء وتكوينة من المجتمع الدمشقي، على الرغم من نفي البعض لهذه الحقيقة، فلم أكتف بعنوان يهود دمشق بل وضعت يهود دمشق الشام تأكيداً على هذا المغزى».
خصّ «شمس العجلاني» «الوطن» بعضاً من ذكرياته مع هذا الكتاب فقال: «في العام 2008 كانت الطبعة الأولى من هذا الكتاب، وأذكر هذه الحادثة المرتبطة بصدور الكتاب، فقد أخذتُ المخطوط الخاصّ به؛ متوجهاً إلى وزارة الإعلام، وكان يوم خميس، وقدّمته إلى الديوان في الرقابة، وعندما قرأ الموظف عنوان المخطوط رماه من يده! وقال لن أسجّله وتعامل معي بعصبيّة، ودار بيننا نقاش على المخطوط لتنفيذ دوره في تسجيل المخطوط، لا إبداء رأيه والممانعة في العمل، وفي النهاية فعل ذلك وعلى مضض. بعدها بيومين أيّ بمرور يومي العطلة الجمعة والسبت، وكنت قد انتظرت إلى صباح يوم الأحد، يوم الدوام الرسمي، اتصلت بالوزارة لأتابع ما جرى بشأن المخطوط، وفوجئت عندها بأن المخطوط موافقٌ عليه للطباعة والنشر، فكان أسرع كتاب يتمّ منح الموافقة عليه، وهذا الأمر أعتزّ به، فهو ينفي كلّ ما يُقال إن الإعلام السوري فيه خطوط رقابيّة صعبة، فقد مُنح المخطوط الموافقة خلال أقل من 48 ساعة، وما أريد أن أقوله أيضاً لـ«الوطن» من ذكرياتي مع هذا الكتاب، أنه هُرّب إلى دول أوروبيّة، على الرغم من طباعته في دمشق وتوزيعه فيها فقط، ومع ذلك وصل إلى أوروبا، وأمريكا، ونوقش في الأمم المتحدة، واتُخذ بحقّي إجراءات، منها أن مُنعت من دخول عدد من الدّول العربيّة بسببه، فالكتاب فيه حقائق ووثائق بحوالى 400 حقيقة موثقة، ولأننا كتبنا هذه الحقيقة تتم محاربتنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن