رياضة

نادي الجزيرة من محنة إلى أخرى ولا حياة لمن تنادي

| الحسكة – دحام السلطان

بخلاف التوقّعات المرسومة على جبين أسود الشرقية في دوري التصنيف الذي صدمت بداياته الجزراويين بخسارتين أمام تشرين صاحب الأرض والجمهور، وأخرى ثقيلة بثلاثية أمام إعصار العاصي المثقل بالهموم هو الآخر وبالنتيجة ضياع 6 نقاط، وكلتا النتيجتين كانتا ثقيلة على الجزيرة وأدخلتاه بالهم فوق الهموم المثقل بها التي طارت معه إلى مفارقات وأوجاع دوري تصنيف فقِيد من محنة إلى أخرى وضاعت نداءاته التي فقدت الحياة، لأنها لم تجد آذاناً مصغية.

واجب الجدل
انتفض الجزراويون بعدها وأثبتوا بالدليل القاطع أن وجودهم في اللاذقية ليس لأداء الواجب الكروي، وإنما لتحقيق وتنفيذ الواجب الوطني قبل كل شيء وهذا البند في الحقيقة لم يدركه ولم يتفهّمه البعض للأسف، ولا يزال الجدل في هذا الموضوع مخيماً على رؤوس الجزراويين الذين لم يأخذوا منه حقاً ولا باطلاً، ولا تزال الإجابة عنه غائبة أو مغيّبة إن صح التعبير! وبالنتيجة أكد الجزراويون أن مشكلتهم ليست فنية بالمطلق- بل تتعلق بالدرجة الأولى بابتعاد صناع القرار الرياضي والكروي المقيمين في العاصمة عن الواقع وهمومه ومجانبتهم له، فلم يستوعبوا وجهة نظر الجزيرة بعد، ولم يتفهّموا واقع المحافظة من مختلف الجوانب التي تأتي تراتبيتها التسلسلية وتتبوّب في عدة نقاط، ويحتل الجانب الوطني المرتبة الأولى قبل الحديث عن شؤون وشجون تصنيف الاحتراف الكروي الذي لم يحصل عليه الجزيرة، ولم يقبض منه إلا الاسم وتطبيق الشروط والأوامر عليه فقط، وتتعلق النقطة الثانية بصناع القرار بالحسكة الذين لم يصفوا مع الجزيرة ولم يبكوا مع بكائها، لذلك فإن إدارة الجزيرة وعبر رئيس مجلس إدارتها فيصل الأحمد أعلنت الرحيل عن الدوري وهم جادون في ذلك، بعد أن أثبتوا أن فريقهم ليس (مهلهلاً) ولا متخاذلاً ولا مكسر عصا فنياً، بدليل فوزه المستحق على النضال بثلاثية، وبتعادل مستحق مع آزوري دير الزور، صاحب الصولات والجولات على الرغم من هذه الظروف العصيبة التي تعصف به.

جردة حساب
استنتاجاً لمنغصات القرارات القادمة من (فوق) من موقعي القرار، وبجردة حساب بسيطة تتعلق بحجم الأيام بمفردها، التي سيمضيها الجزيرة دفعة واحدة لحين انتهاء المرحلة الأولى من الدوري التي قاربت الشهر، وهذه الفترة التي أمضاها الجزيرة في اللاذقية وما رافقها من ضغط نفسي وقلق وإرهاصات في حسابات النفقات المرتبطة بأجور الإقامة والمنامة والإطعام والنثريات الأخرى وظروف اللاعبين الاجتماعية والدراسية، وهم الغائبون عن أسرهم وعن كلياتهم باعتبارهم متأهلين ومعيلي أسر وطلاب جامعات ومعاهد كل تلك الفترة عن الحسكة، وفوق ذلك كله تفرض القرارات الاتحادية نفسها ويستأنف الدوري إياباً بعد 3 أيام من نهاية الذهاب، ليسافر الفريق إلى دمشق مرغماً ليكمل مشوار العودة من الدوري! فمن غير المعقول أن يظل الجزراويون أسيري قرارات الجزاء والعقاب الممنهجين، ومفرزات الضغط النفسي وكأن من يصدّر القرارات يشعر أنه لا يتعامل مع واقعنا الذي فُرض علينا في الحسكة وبظروف قاهرة، فأين الاحتراف في الموضوع لأن يلعب الفريق مرتين في الأسبوع؟ وهل الاستراحة 3 أيام كافية بين الذهاب والإياب؟، وهل السيولة المالية الموجودة بين أيدينا تكفي لأن يدخل الفريق الإياب مرتاحاً! على الرغم من أننا خاطبنا المعنيين وبشكل مباشر مع أصحاب القرار المركزي لأننا فقدنا الاتصال بالحسكة، واستجداءاتنا لقياداتنا في الحسكة لم توصلنا إلى حلول في ضوء الإفلاس الذي نعيشه، بعد أن حكم علينا القدر بأن نعيش على المعونات التي لم يصلنا منها سوى 3 ملايين، بعد أن تلاشت بدلات استثمارات منشآتنا وغابت عائدات ريوع مبارياتنا! في الوقت الذي صرفت فيه الأندية الأخرى أضعاف هذا الرقم!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن