رياضة

غربة الأحلام

| مالك حمود

تضطرب المشاعر وتختلط العواطف وتختلج القلوب لدى متابعة مباراة منتخبنا أمام نظيره القطري في التصفيات المؤهلة للمونديال.
الفوز كان هدفنا لكننا لم نفز, والفرحة كانت مطمحنا لكننا لم نفرح, والثقة برجالنا كانت وستبقى.
نعم ستبقى رغم مرارة الخسارة.
سنبقى نثق ونفخر برجال منتخبنا الذين حاولوا وحاولوا.
فهذه هي كرة القدم، وبهدف تنقلب الدنيا وتتحول المفاهيم.
علينا ألا ننسى ولا نتناسى أن منتخبنا وحده في المجموعة الذي يلعب في غربة عن أرضه وأمام جمهوره العاشق.
وعلينا ألا ننسى أن وطننا يمر بظروف صعبة، ظروف باتت حديث العالم، فهل نقنع أنفسنا ونقول بأننا بمعزل عن قضايانا وحياتنا.
وعلينا أن نتذكر بأننا كنا نلعب أمام منتخب متعدد الجنسيات، وواسع الإمكانات، وله حشدت كل الطاقات، فكيف له وهو يلعب على أرضه وأمام جمهوره.
ورغم ذلك فلم نكن بعيدين عن التعادل، فالقطريون لم يسجلوا علينا إلا من ضربة جزاء، بينما أبت كرتنا المباشرة أن تدخل بعدما هزت العارضة وقلوب كل أهل البلد، لن نقلل من ثقل الخسارة ونخفف مرارتها، فمن الحكمة في الرياضة أن نطوي صفحة الأمس وننظر إلى القادمات، فالتصفيات لم تنته ولم تحسم.
لنشكر لاعبينا على جهدهم واجتهادهم، ونثني على بسالة (العالمة) في حراسة مرمانا بجرأة نادرة وتحرك مدروس وتوقيت سليم وردة فعل رائعة وبفضله بقينا على قيد حياة المباراة حتى الوقت بدل الضائع.
وخسارة مباراة لا تعني خسارة المشوار، فالرحلة مستمرة.
ولنجدد الثقة والعزيمة ولنتطلع إلى ما هو آت.
فهم الأمل وعندهم العمل لتحقيق الأمنيات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن