5% فقط الصناديق الواصلة … وعود وزير التموين لم تكن على قدر تطلعات مزارعي التفاح في السويداء
| السويداء – عبير صيموعة
لم تأت حسابات الحقل متوافقة مع حسابات البيدر لدى مزارعي التفاح في السويداء كما لم تأت وعود وزير التجارة الداخلية على قدر تطلعات المزارعين عندما جاءت الوعود بتسويق كامل محصول التفاح من المزارعين وتأمين ما يزيد على 250 ألف صندوق بلاستيكي لهذا الغرض إلا أن من ير رؤساء الجمعيات الفلاحية الذين احتشدوا في مكتب رئيس الخزن والتسويق في السويداء يعلم أن تلك الوعود لم تكن لتتوافق مع واقع المحصول في المحافظة بعد أن عجزت الدولة عن تأمين كامل احتياجات الفلاحين من الصناديق كل حسب إنتاجه وتوزيع الصناديق بحسب المتوافر ما وضع الفلاح في حالة عجز وترقب لما سوف يؤول الحال إليه حيث أكد رئيس الجمعية الفلاحية في قرية سهوة الخضر أن ما وصل من الصناديق لا يغطي نسبة 5% من احتياج القرية كما أن توزيعها على المزارعين بكميات لا تناسب إنتاج حقولهم الأمر الذي جعل كثيراً من المزارعين بانتظار كامل مخصصاتهم من الصناديق قبل المباشرة في عملية القطاف وخاصة أن قطاف أي حقل لا يمكن أن يكون بالتتالي وعلى فترات زمنية ريثما يتم تأمين حاجتهم منها في حين يشير أحد مزارعي سالة إلى أن كارثة حقيقية ستصيب محصولهم من التفاح في حال تأخير توزيع الصناديق التي تحتاجها حقول القرية والبالغة 34 ألف صندوق حيث لم يصل منها سوى 3 آلاف الأمر الذي جعل الفلاح في حالة كابوس حقيقي وخاصة مع تخوفه الشديد من الرياح التي تتميز بها منطقة سالة في ظهر الجبل والتي تهدد بإسقاط التفاح قبل قطافه.
بينما أشار عدد من المزارعين إلى كميات التفاح الناتجة عن الفرز والتي لا يجري استقبالها في الخزن والتسويق والتي تصل كمياتها في الحقول إلى النصف إن لم يكن أكثر متسائلين كيف سيتم تسويقها أو نقلها من حقولهم طبعا مع إشارتهم إلى التكاليف العالية لقطفها وجمعها ونقلها من الحقل في حين أن أحداً من التجار لم يدفع أكثر من 20 ل.س للكيلو فضلاً عن إصابة نسبة كبيرة من المحصول بدودة الثمار (السوس) مؤكدين أن الفلاح كذلك واجه إشكالية أخرى وهي عمليات الفرز ذاتها لمحصول الحقل الواحد حيث يتم قطف التفاح وفرزه من المزارع إلا أن التأخير في تقييم اللجنة لنوع التفاح المفروز يؤدي إلى جفاف الثمار وتحول النوع الثاني إلى ثالث.
وبنظرة سريعة إلى جدول توزيع الصناديق في الخزن والتسويق لكل الجمعيات الفلاحية مقارنة مع الأعداد المطلوبة من كل جمعية يتبين أن أي جمعية لم تحصل على ربع حاجتها من تلك الصناديق لتبقى التساؤلات التي تطرح نفسها وتدور في هاجس كل مزارع وينطق بها لسانه إلى متى ستبقى الوعود الوزارية إبرا مسكنة لا يلبث أن يزول مفعولها لتظهر الحقيقة واضحة كعين الشمس وهي أن جميع الظروف تظافرت ليكون الفلاح الخاسر الأكبر في حلقة الإنتاج وأن الحلول الإسعافية هي حلول مؤقتة مطالبين بوضع إستراتيجية مستقبلية لتسويق التفاح تضمن عدم ضياع تعب المزارع وتضمن له حقه في عمله على مدار عام كامل مؤكدين أن تدخل الدولة في عملية التسويق كان له الأثر الايجابي برفع أسعار التفاح لدى التجار والسماسرة مطالبين (بإكمال الدولة معروفها)على حد قولهم بأن تقوم بتأمين الصناديق وإيجاد حل للتفاح الناتج عن الفرز وبأسرع وقت ممكن.
وبدوره بين رئيس دائرة الخزن في السويداء فادي مسعود أن عدد الصناديق الموزعة من الدائرة بلغ 160 ألف صندوق منها 55 ألفاً مما كان متوافراً لدى الدائرة و40 ألفاً من شركة ريان بلاست للصناعات البلاستيكية و24 ألف صندوق من اتحاد الفلاحين و29 ألفاً من منشأة الدواجن بالسويداء و12 ألف صندوق من الإدارة المركزية لمؤسسة الخزن في دمشق كاشفاً عن «حاجتهم لصناديق إضافية للاستمرار بتوزيعها خلال الأيام القليلة القادمة بما يضمن استلام أكبر كمية ممكنة من المحصول» لافتاً إلى أن كميات التفاح المسلمة بلغت لغاية تاريخه 1100 طن متوقعاً ارتفاعها خلال الأسبوعين القادمين.