اقتصاد

رسالة إلى رئيس الحكومة

| المحرر الاقتصادي

يبدو أن معظم الزملاء في الوسط الإعلامي متفقون على حقيقة أن رئيس الحكومة عماد خميس منفتح على وسائل الإعلام، خلافاً لرؤساء الحكومات السابقة، معيداً الأمور إلى نصابها نسبياً، فالإعلام لزاماً عليه أن يكون مطلعاً على ما يدور في مكاتب الحكومة، ومشاركاً في نقل الرأي والرأي الآخر، وملاحقة بؤر التلاعب والفساد والأخطاء.
ومن خلال التعامل المباشر، يمكننا الجزم بأن رئيس الحكومة خميس أكثر من منفتح على الإعلام، بل محرض للإعلاميين ليأخذوا دورهم الفاعل والمؤثر في الحكومة، لذا كنا نجلس إلى جانب الوزراء على طاولة الاجتماعات خلال الأيام الماضية، وكان يطلب منا رئيس الحكومة المشاركة بتقديم الآراء حول القضايا المطروحة للنقاش في الجلسات الاقتصادية، ويتعامل معنا كشركاء حقيقيين.
والمهم إلى جانب ذلك، توجيهه للوزراء والمسؤولين بالانفتاح على الإعلام والتعاون معه.. وهنا تكمن المشكلة، التي يبدو أنها لم تصل رئيس الحكومة حتى اليوم بالشكل الصحيح. إذ إن العديد من وزراء الحكومة غير متعاونين أبداً مع الإعلام، بل بعضهم معوق للعمل الإعلامي، وبعضهم الآخر يتعامل بعداوة مع أي وسيلة إعلامية باستثناء بعض أذرعهم في الوسط، وهم قلائل.
ما يعني أن العديد من الوزراء يفسدون الإعلام والعلاقة معه بسلوكهم المغاير لسلوك رئيس الحكومة، والمتجاهل لتوجيهاته وتوصياته المتكررة، وهو الذي أحضر الصحافة إلى قاعة الاجتماعات الاقتصادية التي جرت العادة أن تكون مغلقة.
لذا نطلب من رئيس الحكومة عماد خميس، التعميم الملزم لجميع الوزارات والجهات المعنية بالتعاون مع جميع وسائل الإعلام، وإلغاء جميع التعاميم التي صدرت مؤخراً لكونها تعوق عمل الإعلام، لغايات ونيات غير مفهومة، فقد تكون أخطاء أو سوء تقدير إدارياً، أو للتغطية على بعض الشبهات هنا وهناك.
وعلى السادة الوزراء أن يكونوا متفهمين للدور الحقيقي للإعلام، ووظائفه في المجتمع، فلا «يزعل» وزير من عنوان يصفه بـ«الحاد»… ولا «يحرد» آخر من فتح ملف لا يرغب في فتحه… ولا ينزعج مسؤول من صحفي لأنه لا يكتب كما يملى عليه من الفكرة إلى العنوان مروراً بالنص.
ولكي لا يذهب الصالح مع الطالح، يجدر بنا الإشارة إلى وجود وزراء ومسؤولين جدد في الحكومة منفتحين على الإعلام ومتعاونين معه ويتعاملون مع الإعلاميين بكل مودة واحترام.

مواقف متكررة:
• بعض الوزراء والمسؤولين يسألون الصحفي بمجرد الاتصال بهم: «من أين أتيت برقم الموبايل؟»
• البعض الآخر يرفض التصريح والتوضيح، وعندما ننشر يتهمون الصحافة بعدم المهنية وعدم عرض الرأي والرأي الآخر.
• وزارء يمنعون المديرين التابعين لهم سواء في الإدارة المركزية أو المؤسسات إعطاء المعلومات.

أقوال قد تكون مفيدة:
• قال المستثمر العالمي وارن بافيت: «يزداد مستوى ذكاء المجتمع مع ازدياد مستوى ذكاء الصحافة، لكن هناك فئة لا تريد مجتمعاً يتمتع بالذكاء وهم الذين يحاولون إخفاء أمر ما».
• قال الصحفي سيمور هيرش أثناء مؤتمر حول الصحافة الاستقصائية: «أستطيع أن أؤكد أننا من يصلح الأمور وليس الحكومات».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن