سورية

أكد أنه ابتعد عن الساحة بسبب «الغموض» في الحالة السياسية … «قمح»: كل الأطراف السورية دفعت باتجاه تدويل القضية

| سامر ضاحي

اتهم عضو تيار «قمح» المعارض صالح النبواني، كل الأطراف السورية وغير السورية بالدفع باتجاه تدويل القضية السورية، معتبراً أن الخلاف بين موسكو وواشنطن هو حول قضايا عدة «ولكن للأسف يتم تصفيتها على حساب الملف السوري»، وموضحاً أن تياره ابتعد عن الساحة بسبب الغموض الذي يكتنف الحالة السياسية.
وفي الأول من آذار العام الماضي أعلن المعارض هيثم مناع الذي كان عضواً في «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة ولادة تيار معارض جديد تحت مسمى «قمح»، (قيم مواطنة حقوق)، مؤكداً في بيان له حينها أن هدف التيار «بناء الوطن الحر وحماية المواطن الكامل الحقوق والدفاع عن القيم الإنسانية العليا… من أجل مجتمع إنساني أكثر عدالة، ومجتمع مدني ديمقراطي مبادر وخلاق ومنظومة علاقات دولية متحررة من الهيمنة والاستغلال والاستعباد»، إلا أنه لوحظ مؤخراً غياب «قمح» عن الساحة السياسية.
وفي تصريح لـ«الوطن» أمس قال النبواني: إن «قمح» موجود وله نشاطه شبه المحدود نتيجة الظروف الموجودة حالياً وغياب الدور السوري الفاعل، معتبراً أن هناك غموضاً يكتنف الحالة السياسية الموجودة ونحن لذلك ابتعدنا عن الساحة، لكنه استطرد: نحن موجودون على أرض الواقع ونحاول التواصل مع الشعب في حياته اليومية العادية.
واعتبر النبواني، أن القضية السورية أصبحت قضية دولية، للأسف، والاتفاقات التي تتم بين الدول الإقليمية والدولية الفاعلة وليس للسوريين أي دور فيها، مشدداً على أن تياره لم يستسلم إلى تدويل القضية بل طرح منذ البداية شعار «لا للتدخل الخارجي» لأي جهة كانت سواء سياسياً أم عسكرياً.
وأضاف: نحن حريصون على أن يكون الحل سورياً بامتياز، لكن للأسف كل الأطراف السورية وغير السورية دفعت باتجاه تدويل القضية.
وأكد النبواني، أن تياره يحاول أن يستعيد الدور السوري «قدر المستطاع ولكن في ظل التداخلات الحالية لا يمكن الحديث عن دور فاعل إلا عن طريق التواصل مع أبناء الشعب السوري».
وعن طبيعة هذا التواصل شرح النبواني: إنه «ومنذ تأسيس التيار كانت خطواتنا الإعلامية شبه محدودة إلا إذا دعت الضرورة لذلك، ونحن ننشط مع مشاكل الناس وكيف يمكن مساعدتهم، وكيف يمكن تأسيس شيء للمستقبل بحيث يكون للسوريين دور فاعل فيه»، لافتاً إلى أن التيار موجود في كل المحافظات وأنه «في كل محافظة هناك مشاكل واحتياجات شعبية وهناك مفرزات للأزمة ونحاول أن نساعد قدر الإمكان في تحقيق هذه المطالب بالحدود التي نستطيع القيام بها».
وأضاف: هناك مشاكل أهلية واجتماعية ومطالب ضمن مؤسسات الدولة، نافياً قيام تياره بأي وساطة بين الشعب والحكومة، «وإنما حريصون على أن تكون مؤسسات الدولة القانونية هي الفاعلة، وحريصون على وجود رأي عام فاعل إن لم يكن حالياً ففي المستقبل».
وعن الحراك السياسي اليوم بعد انهيار الاتفاق الروسي الأميركي، اعتبر النبواني أن الأمور غير واضحة. وأضاف: «بقناعتنا ليس هناك خلاف بمعنى الخلاف بين الروس والأميركيين حول سورية، وإنما الخلاف بينهما حول قضايا عدة ولكن للأسف تتم تصفيتها على حساب الملف السوري»، مشدداً على أنه «ودون اتفاق روسي أميركي لن يتم أي حل معين». وأعرب عن أسفه لأن «السوريين بكل أطيافهم معارضة وموالاة يدفعون باتجاه التدويل وباتجاه فرض أمر من الخارج».
وعن عملية «درع الفرات» التي تشنها تركيا في الشمال السوري، قال: «نحن ضد أي تدخل خارجي ونحن ضد الاحتلال التركي الموجود كما كنا منذ البداية ضد أي احتلال أي ضد أي قوة خارجية تدخل سورية سواء إيرانية أو تركية أو سعودية أو قطرية»، معيداً تأكيد حرص التيار على أن يكون هناك دور فاعل في المستقبل «ولكن للأسف في ظل وجود السلاح والتدخل الخارجي الصوت يبقى للسلاح وليس للعقل ونسعى لأن يكون صوت العقل هو الصوت الأعلى في المستقبل القريب».
يذكر أن التيار أعلن انسحابه من مؤتمر «المعارضة» في الرياض الذي انعقد في 9 أيلول العام الماضي وانبثقت عنه «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، كما رفض أمينه العام مناع تلبية الدعوة إلى محادثات جنيف في جولتها الثالثة التي انعقدت في آذار الماضي بسبب عدم دعوة «الأكراد»

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن