سورية

«الأميرال كوزنيتسوف» إلى سورية.. و«مجلس الشيوخ» يصدق التواجد الدائم للقوات الروسية

| وكالات

صدق مجلس الشيوخ الروسي، الاتفاقية الموقعة بين موسكو ودمشق حول نشر مجموعة من القوات الجوية الفضائية الروسية على أراضي سورية لأجل غير مسمى، في وقت من المنتظر أن تبحر حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنيتسوف» في الشهر الجاري باتجاه سواحل سورية، في حين تنظر روسيا في إمكانية تزويد دمشق بشحنة من منظومة الدفاع الجوي الصاروخي المدفعي «بانتسير».
وفي هذا الشأن، رأى الضابط الأميركي السابق رالف بيترس أن روسيا تحتفظ بتفوق جوي في سورية، وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما ليس لديه العزم الكافي للصراع مع روسيا هناك، على حين رأت مجلة «شتيرن» الألمانية أنه لم يبق أمام الغرب إلا أن يخمن مدى فاعلية منظومتي الدفاع الجوي «إس-300» و«اس-400» الروسيتين.
وصوت 158 عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ الروسي الـ170 لصالح القانون الخاص بالتصديق على اتفاقية نشر مجموعة من القوات الجوية الفضائية الروسية على أراضي سورية، فيما امتنع سيناتور واحد عن التصويت.
وكانت موسكو ودمشق قد وقعتا على الاتفاقية، في 26 آب من عام 2015. وأحالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مجلس النواب (الدوما) في 8 آب من العام الجاري، وصدق المجلس الاتفاقية يوم الجمعة الماضي.
وبدأت القوات الجوية الفضائية الروسية يوم 30 أيلول من العام الماضي بتوجيه الضربات إلى مواقع الإرهابيين في الأراضي السورية.
في سياق متصل، تبحر حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنيتسوف» في الشهر الجاري باتجاه سواحل سورية، مع كامل حمولتها من الطائرات والأسلحة، لتتوجه بعد إنجاز مهمتها هناك، إلى السواحل المصرية.
وكانت قيادة الأسطول الحربي الروسي قد ضمت حاملة الطائرة الروسية الوحيدة هذه لصفوف المجموعة العملياتية للأسطول في البحر المتوسط. ورجحت مصادر في وزارة الدفاع الروسية أن تشارك السفينة والطائرات على متنها في عمليات محاربة الإرهاب خلال تواجدها في المتوسط.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «إزفيستيا» الروسية، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن موسكو تبحث مع القاهرة إمكانية مشاركة «الأميرال كوزنيتسوف» في مناورات مشتركة في المتوسط في الربيع المقبل، بغية التدريب على مكافحة الإرهاب.
ومن المتوقع أن تشارك في تلك المناورات، بالإضافة إلى حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنيتسوف» حاملتا المروحيات المصريتان «جمال عبد الناصر» و«أنور السادات»، اللتان بنتهما فرنسا في البداية لمصلحة روسيا ثم فسخت العقد وباعتهما للقاهرة. وهما من طراز «ميسترال» صُممتا خصيصاً لحمل مروحيات روسية الصنع على متنهما. وبعد إنجاز مهمتها في المتوسط، ستعود حاملة الطائرات الروسية إلى روسيا، حيث ستخضع لعمليات تحديث عميقة.
وتضم مجموعة الطائرات الكاملة على متن «الأميرال كوزنيتسوف» طائرات من طرازي «سو-33» و«سو-25»، ومروحيات «كا-27» و«كا-29». وفي الوقت الراهن تتدرب على متن السفينة مجموعة جوية جديدة تستخدم مقاتلات «ميغ-29 كا»، ومروحيات «كا-52 كا».
وذكرت الصحيفة أن السفينة ستتوجه إلى مصر ليس بكامل حمولتها من الطائرات، وهو أمر يدل على إمكانية بقاء جزء من تلك الطائرات في سورية. على خط مواز، رأى الضابط الأميركي السابق والخبير العسكري رالف بيترس أن روسيا تحتفظ بتفوق جوي في سورية، وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما ليس لديه العزم الكافي لاتخاذ إجراءات يمكن أن تؤدي إلى صراع مع روسيا هناك.
وقال بيترس على شاشة قناة «Fox News» الأميركية الثلاثاء، وفق ما نقلت «سبوتنيك»: «الرئيس أوباما سمح بأن يتواصل ذلك طويلاً»، مضيفاً: إن أوباما «كان لا مبالياً وبطيئاً لدرجة أن روسيا بدأت تهيمن على السماء».
وعبّر بيترس عن ثقته بأن أوباما لا ينوي القيام بمحاولات عن طريق القوة العسكرية لإجبار الطيران السوري على وقف غاراته، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى صراع مع موسكو، موضحاً «أنتم تعلمون أن أوباما ليس لديه حزم كاف لذلك». وانتقد بيترس فكرة إقامة منطقة حظر جوي في سورية والتي صدرت بشكل خاص عن المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون.
من جانبها، مجلة «شتيرن» الألمانية رأت أنه بعد نشر روسيا لمنظومتي الدفاع الجوي «إس-300» و«إس-400»، القادرتين على حماية أغلب أراضي سورية، لم يبق أمام الغرب إلا أن يخمن حول مدى فاعليتهما.
وأوضحت المجلة، حسبما نقلت قناة «روسيا اليوم»، أنه ليس صعباً على موسكو إنشاء منطقة حظر جوي خاصة بها، وفي هذه الحالة يمكن أن تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على محاولة تحييد دور الدفاعات الجوية الروسية. وأضاف كاتب المقالة أن ذلك قد يجعل المقاتلات «إف-18» و«تورنادو»، و«يوروفايتر» في مرمى الدفاعات الجوية الروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن