الأولى

مسلحو المعارضة سلموا أسلحتهم الثقيلة وخروجهم وعائلاتهم قاب قوسين … «مصالحة» قدسيا بمراحلها الأخيرة.. وأسعار العقارات تزدهر

| جانبلات شكاي

كشفت مصادر من لجان المصالحة في مدينة قدسيا، شمال غرب دمشق، أن مسلحي المعارضة الذين كانوا يسيطرون على المدينة وبلدة الهامة الملاصقة لها، قاموا أمس بتسليم أسلحتهم الثقيلة (مدافع هاون وقواذف آ.ر.ب.ج) للسلطات المختصة استكمالاً لخطوات المصالحة التي تسير بشكل جيد.
وبينت المصادر لـ«الوطن» أن المسلحين كانوا أمس مشغولين بإجراء الوكالات لأقاربهم في محكمة قدسيا، وسط أجواء من الراحة والانفراج الذي سيطر على المدينة مع دخول «المصالحة» مراحلها الأخيرة، وقالت: إن الاستعدادات تجري لدخول ما بين 15 و20 باصاً صباح اليوم الخميس من أجل نقل المسلحين وعائلاتهم إلى محافظة إدلب، وتم السماح لهم باصطحاب السلاح الخفيف، وسيرافقهم الهلال الأحمر السوري وأعضاء من لجنة المصالحة التي تم إنجازها بعيداً عن موظفي الأمم المتحدة.
وتابعت: المقرر أن تدخل الباصات اليوم ولكن هناك مساعي من لجنة المصالحة لتأجيل ترحيل المسلحين إلى يوم السبت بما يسمح لهم باستكمال إجراء الوكالات أصولاً أو إعطائهم فرصة إضافية للتفكير من أجل تسوية أوضاعهم دون المغادرة، وفعلاً فإن الكثير منهم بدأ يغير رأيه بهدف البقاء.
وبينت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها أن أعداد المسلحين الذين سجلوا أسماءهم لمغادرة قدسيا وصل إلى نحو 200، ولمغادرة الهامة إلى نحو 150، إضافة لعائلاتهم ما يعني أن العدد الاجمالي الذي سيغادر قد يتراوح بين 1200 و1500 من المسلحين والأهالي، وهو رقم متحول كل لحظة وإلى انخفاض على اعتبار أن البعض يوافق على تسوية وضعه والبقاء في منزله.
وأكدت المصادر أن الجدية باستكمال الإجراءات العملية لـ«المصالحة»، على خلاف المرات السابقة، ترك انطباعاً إيجابياً بين أهالي المدينتين وحتى على مصالحهم حيث بدأت أسعار العقارات وإيجاراتها بالارتفاع مباشرة.
ورجحت المصادر أن تعود خدمات مؤسسات الدولة مع مغادرة المسلحين للمدينتين مباشرة، وخصوصاً فيما يتعلق بترحيل القمامة المتوقف منذ أكثر من أسبوعين تقريباً، وإدخال المواد الأساسية مثل الطحين والخضراوات والمحروقات، على أن يتم تدريجياً فتح الطرق إلى دمشق.
وناشدت المصادر السلطات المختصة بالتأكيد في المحافظة على أملاك المدنيين ومنازلهم ومحاربة ظاهرة التعفيش، وخصوصاً أن قسماً كبيراً من الأهالي يعيشون حالياً بدمشق ويتطلعون للعودة لمنازلهم، كما أن ظاهرة التعفيش ستترك آثارها السلبية على تجارب مصالحات أخرى مرتقبة بمحيط العاصمة.
وقدرت المصادر أن عدد المدنيين المتبقين في قدسيا بنحو 40 ألفاً وفي الهامة بنحو 20 ألفاً، على حين كان عدد الأهالي في المدينتين يصل لنحو 250 ألفاً مع بداية الأزمة، حيث استقبلت قدسيا حينها عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين لجؤوا إليها بعد سيطرة المسلحين على مخيم اليرموك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن