سورية

دمشق حضرت هاتفياً.. والأوروبيون أبرز الغائبين … اجتماع بـ «المؤثرين» في الأزمة السورية في لوزان لإحياء وقف إطلاق النار

| وكالات

استضافت مدينة لوزان السويسرية أمس اجتماعاً مهماً لوزراء خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف ضم إلى جانبهم مجموعة من وزراء خارجية الدول الإقليمية، بهدف إحياء وقف إطلاق النار في سورية وفصل ما يسمى بـ«المعارضة المعتدلة» عن جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وأفكار تركية ومبادرة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا المتعلقة بخروج مقاتلي «النصرة» من أحياء حلب الشرقية.
وإضافة لحضور موسكو وواشنطن وغياب غربي أبرزه باريس ولندن حضر اجتماع لوزان وزراء خارجية إيران محمد جواد ظريف وتركيا مولود جاويش أوغلو والسعودية عادل الجبير وقطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والأردن ناصر جوده والعراق إبراهيم الجعفري والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى الاجتماع الذي كان لافروف أعلن عنه يوم الأربعاء الماضي.
وكان لافتاً في لوزان الحرص الإيراني على التنسيق مع دمشق، والاقتراح التركي الذي وإن جدد الدعوة إلى وقف إطلاق النار في سورية إلا أنه جدد مطالبة أنقرة بـ«منطقة آمنة». ولم يرشح أي معلومات عن الاجتماع حتى ساعة إعداد هذه المادة.
وسبق الاجتماع مجموعة من اللقاءات الثنائية والمتعددة كان أبرزها لقاء لافروف وكيري وهو الأول من نوعه منذ انهيار الاتفاق الروسي الأميركي حول سورية في الثالث من الشهر الجاري.
وبعدما تحادث الوزيران لمدة 40 دقيقة، أكد كيري أن المشاركين فيه «يعملون بشكل دؤوب على معالجة الوضع في حلب» قبل أن ينضم ولافروف إلى بقية نظرائهم في الاجتماع «لتبادل الأفكار حول سبل إنهاء النزاع» وفق وكالة «أ. ف. ب»، التي نقلت عن مسؤول بارز يرافق كيري أن الهدف هو «عقد لقاء بين الأطراف الضالعين في النزاع السوري لبحث أفكار جديدة لإنهاء النزاع الدامي».
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: إن الولايات المتحدة لم تعد تريد بحث القضية السورية في لقاءات على حدة مع موسكو، بل ترغب في حضور دول المنطقة «الأكثر تأثيراً على الوقائع على الأرض، إلا أنه استطرد «ولكن تغير الصيغة لا يعني أن الأهداف الأساسية تغيرت».
وأوضح أن هذه الأهداف هي خفض العنف بشكل كبير وتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين ثم إجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة، وذلك بعد يوم من قول المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر للصحفيين في واشنطن: «أعرف أنني لا أتوقع أي انفراجة، أقول فقط إننا نعمل لجعل هذا الجهد متعدد الأطراف بشأن سورية يعمل بشكل طبيعي».
وكان لافروف أكد أول من أمس أن موسكو لن تقدم أي مبادرات جديدة خلال الاجتماع لافتاً إلى أن شروط وقف الأعمال القتالية في سورية وتسوية الأزمة هناك صيغت من خلال قرارات مجلس الأمن ويجب تنفيذها والعمل من أجل ذلك، وكذلك قال نائبه ميخائيل بوغدانوف أول من أمس: إن الأطراف المشاركة في مباحثات لوزان ستناقش إعادة إطلاق الهدنة في سورية.
من جهتها لم تكن دمشق غائبة عن الاجتماع رغم غياب أي ممثل لها إذ سبق الاجتماع اتصال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابر أنصاري بنائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بحسب تقارير لقنوات تلفزيونية عربية. وجاء الاتصال بعد لقاء لافروف وظريف الذي يرافقه أنصاري حيث تباحث الوزيران في لقاء كان «قصيراً» حسبما نقل موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني عن أحد المرافقين للافروف وتم خلاله بحث «أحدث المستجدات على الساحة السورية وجدول أعمال الاجتماع الدولي حول سورية».
وإضافة إلى اللقاءين السابقين عقد الجبير وجاويش أوغلو وعبد الرحمن آل ثاني اجتماعاً ثلاثياً، جرى خلاله بحث الموضوعات المطروحة على جدول أعمال اجتماع لوزان حسبما نقلت وكالة «رويترز»، على حين ذكرت التقارير الإعلامية أن كيري انضم للاجتماع في وقت لاحق، بموازاة لقاء آخر جمع لافروف بدي ميستورا.
ومن المقرر أن يبحث الاجتماع خطة تركية لوقف إطلاق النار في سورية تتضمن وفق ما نقلت مواقع معارضة عن صحيفة «أكشام» التركية «6 مراحل لحل المسألة السورية».
وبينت الصحيفة أن المراحل الست تشمل إلى جانب وقف إطلاق النار «بين كافة الأطراف المتنازعة»، البدء بعملية إيصال مساعدات إنسانية بشكل عاجل ونشر مستشفيات ميدانية في عدة مناطق سورية، وتعاون عسكري بين قوات «التحالف» الدولي الذي تقوده واشنطن وروسيا بهدف محاربة تنظيم «داعش» وجبهة «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، و«إنشاء منطقة آمنة في سورية من أجل تجنب موجة جديدة من اللاجئين»، ووضع خريطة طريق مشتركة حول التسوية في سورية «بين النظام السوري والمعارضة»، إلى جانب التعهد بالحفاظ على وحدة أراضي سورية وتقليل كل الأخطار التي قد تؤدي إلى الإضرار بوحدة سورية ونشوب نزاعات على أساس عرقي وطائفي.
مصادر إعلامية أخرى ذكرت أن اجتماع لوزان سيدرس أيضاً خطة اقترحها مؤخراً دي ميستورا، وتهدف إلى تأمين خروج آمن لمقاتلي تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً الفرع السوري لتنظيم القاعدة).
وبينما لم تدع الدول الغربية ولاسيما فرنسا وبريطانيا اللتين تبنتا مؤخراً موقفاً متشدداً حيال موسكو محملين إياها مسؤولية «جرائم حرب» في الأحياء الشرقية في حلب، حاولت باريس التشويش على الاجتماع فاعتبر مصدر دبلوماسي فرنسي أن «الشيطان يكمن في تفاصيل هذه الخطة». وأضاف: «سيتم إجلاء من؟ هل هم مقاتلو النصرة فقط أم سيكون الأمر نوعاً من الإجلاء القسري لكل سكان شرق حلب؟».
أما موسكو فمهدت للاجتماع بإبداء الاستعداد لضمان «انسحاب آمن» للمسلحين من الأحياء الشرقية، حيث أعلن الجيش الروسي الخميس الماضي استعداده لضمان «انسحاب آمن» للمسلحين المعارضين من الأحياء الشرقية مع أسلحتهم.
في المقابل انتقد معارضون عدم دعوة المعارضة إلى محادثات لوزان، محملين الروس والأميركيين مسؤولية تدهور الوضع في سورية.
وقال نائب رئيس «الائتلاف» المعارض عبد الأحد اسطيفو لوكالة «فرانس برس»: إن «تغييب السوريين عن الاجتماعات التحضيرية هو إحدى الإشكاليات التي تتسبب بزيادة التعقيد وخلط الأوراق»، معتبراً أن «القاسم المشترك بين الاجتماعات جميعها التي عقدت منذ بيان جنيف 2012 حتى اليوم، هو تغييب السوريين والاحتكار الأميركي الروسي».
وأضاف: «هذه المحادثات لن تؤدي سوى إلى تضييع الوقت والمماطلة وسفك المزيد من الدم السوري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن