ثقافة وفن

«ورميت نرجسة عليك» تجربة شعرية فيها مفارقات ومصابيح

صدر عن اتحاد الكتاب العرب سلسلة الشعر الثالثة «ورميت نرجسة عليك»، للشاعر ثائر زين الدين بواقع مئة وثلاث وسبعين صفحة، محتضنة سبعاً وثلاثين قصيدة متفاوتة الطول، ومنها وتحت عنوان مفارقات جاء بها الشاعر إهداءً لروح ميخائيل نعيمة، على أربعة أجزاء حملت كل منها عنوانا، الجزء الأول العشق والثاني صغيران والثالث حطبة والرابع على سفر، وكذلك جاء في السلسلة وتحت عنوان مصابيح خمسة أجزاء منها مصباح بيكاسوغورنيكاو، مصباح فان كوخ وآكلو البطاطا، بالإضافة إلى الأجزاء الثلاثة الباقية.
كانت المفردات متنوعة بين الحب والشجن وبين العتب والسأم وبين الإغواء أو العشق، والبساطة في السرد كانت سهلة وسلسلة للمتناول، ففي قصيدة «عتب» جاءت المشاعر واضحة وصريحة ومختصرة حيث يقول الشاعر ثائر زين الدين:
الظلمة انتشرت على الطرقات
غطّت مدخل البيت
الفناء
عريشة
ومقاعداً منسية.
الظلمة انتشرت!
لماذا لا يشق جدارها أحد
ويطرق باب قلبي؟!
ومن السلسلة وتحت عنوان مفارقات وتحت عنوان«عشق» شكا الشاعر حال العشاق من الولع والوجد والاشتياق النابض الذي لا يمكن لشيء في الدنيا أن يغيّبه أو يحدّ منه، ولن يتمكن منه إلا الفناء، حيث يقول:
فلماذا أيهذا الحب- يا ماكر كالخمرة
يا خادع كالبحر
إذا ما عشق الواحد منا
لا يروّيه ولا يشبعه
إلا الفناء!
من جانب آخر من بين أجزاء مفارقات، وفي سعيٍ للبحث عن الذات كان هناك الاكتشاف في قصيدة «حطبة»:
أنا كلمة
في فؤادك يا ربّ
كامنة
ثم ها هي ذي تتلاشى
وقد همّت الشفتان
بهمس
أنا حطبة
لست أعرف ذاتي
إلا إذا التهمتني نار
أخبئها
في قرارة
نفسي!
وعن ضرورة الحب والتحدي رغم كل ما هو موجود من رواسب نفسية واجتماعية تصارع الحب وتحاول لجمه، بقي الشاعر ملوحاً ومنادياً بضرورة الحب وأهميته في الوجود من خلال قصيدة تغنّت خلالها امرأة مفتونة ومغرومة في كل أيام حياتها وحتى الرمق الأخير:
لا، لست نادمة
سأحب إلى آخر العمر.
لا شأن لي بالذي كان،
أو ما يكون
أنا امرأة الحب
فرحة هذي الحياة الحزينة
في وجه هاوية فاغرة!.
الجدير بالذكر أنه صدر للشاعر ثائر زين الدين عدة مجموعات شعرية، وفي مجال الترجمة كان له العديد من الكتب، تباينت واختلفت في مواضيعها بين المجموعات القصصية والمختارات الشعرية والروايات والدراسات سواء في الشعر العربي القديم أو في الحديث، إضافة لما يتعلق بالفن التشكيلي.
كما قام الشاعر بتقديم كتاب «تصفية السوائل العاملة في الأنظمة الهدروليكية»- أكاديمية الأسد للعلوم الهندسية، وكتاب «مبادئ في ميكانيك السوائل»- لطلاب السنة الثانية في المعاهد المتوسطة الصناعية/اختصاص مركبات، وأيضاً قدم كتاب «حكايات تروى في جبل العرب» وكتاب «من العادات والتقاليد في جبل العرب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن