رياضة

كرة بلغة الكراهية

| خالد عرنوس

تباهى بيير دي كوبرتان طويلاً بالروح الرياضية الأولمبية وتداعى جول ريميه صاحب الفضل الأول بإقامة المونديال دائماً إلى المنافسة الشريفة وأن يسود السلام أصقاع الكرة الأرضية ولطالما اعتبر الكثيرون من القائمين على اللعبة أن كرة القدم تقرب بين الشعوب لأنها تعتبر لغة سلام.
وكثيراً مارأينا بعض المظاهر المتعلقة بهذا الكلام على أرض الواقع إلا أن بعض المباريات تحولت بفعل الإعلام وبعض الجماهير المتعصبة إلى حروب تحمل الكثير من الحقد والكراهية وخاصة تلك التي يكون طرفاها ناديين من مدينة واحدة أو ما بات يعرف بلقاءات الديربي أو تلك التي تعرف بالكلاسيكو وتكون عادة بين أندية القمة في بلد ما والأمثلة كثيرة على هذا الصعيد.
فمن لايعرف ديربي الغضب بين إنتر وميلان أو ديربي الكراهية كما يسميه البعض، وفي إيطاليا بالذات هناك ديربي أكثر شراسة وعدوانية ويجمع بين ناديي العاصمة لازيو وروما، وفي كل بلد فرض التقليد الأعمى ديربيات بالتسميات نفسها وربما تكون أقسى بما يحصل فيها على أرض الواقع، ففي إسبانيا هناك الكلاسيكو بين الريال والبرشا والذي ارتدى لبوس العالمية في الآونة الأخيرة وشاهدنا كيف يتعامل أهله مع مواجهات الفريقين، وتطول الأمثلة لتصل إلى الأرجنتين حيث ديربي لابلاتا وجارتها البرازيل حيث تكثر الديربيات وإن كان أشهرها سان باولو وسانتوس وكذلك ديربي (فلا – فلو) أي فلامنغو وفلوميننزي وفي بلادنا العربية يبقى ديربي القاهرة هو الأشهر وحتى في سورية أصبح لنا ديربياتنا الخاصة.
في إنكلترا هناك العديد من الديربيات في العاصمة لندن وحدها وهناك ديربي مانشستر وديربي ليفربول، ولكن لكلاسيكو الأحمرين مانشستر يونايتد وليفربول وقعاً آخر وخاصاً جداً، فالفريقان تناوبا طويلاً على زعامة الكرة في بلاد الضباب قبل أن ينتزع ألمانيو الريادة في العقدين الأخيرين في ظل غياب الريدز الطويل عن منصات التتويج، وتنبع العداوة من التنافس التجاري بين المدينتين إلا أن صراعهما على القمة في عقد الستينيات أيام طيبي الذكر باسبي وشانكلي رسم خط العداوة الذي ازداد يوماً بعد يوم حتى وصل في عهد سكولز وجيرارد وقد مثلا بالتصريحات العلنية مدى الكراهية التي لاتقتصر على جماهيرهما الغفيرة بل وصل إلى عروق كل من يرتدي قميصيهما.
اليوم يتجدد اللقاء بين الفريقين في توقيت عصيب لكليهما وتأتي أهمية نقاط المباراة في أنها ستمنح الفائز بها نفساً قوياً للمنافسة على اللقب، إلا أن اللافت في النهاية أن كرة القدم هي الفائزة فنشاهد اللاعبين يتصافحون ولو على مضض بعد صافرة النهاية ويتبادلون التهنئة أو (الهاردلك) دون أي حادثة تذكر.. وهنا تكمن الخلاصة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن