سورية

كيري يراضي الأوروبيين.. وبروكسل تدين موسكو … ميركل تؤيد تعزيز العقوبات على روسيا.. وجونسون يقترح حظراً جوياً في سورية

| وكالات

بعد استبعادهم عن اجتماع لوزان الروسي الأميركي مع الدول الإقليمية لمناقشة وقف إطلاق النار في سورية، راضى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظراءه الأوروبيين بلقاء، بعدما أبدى الدبلوماسيون الأوروبيون انزعاجاً من اقتراحه عقد اجتماع لوزان واستبعادهم منه. وبينما أدان الاتحاد الأوروبي لأول مرة العملية الروسية في سورية، كثفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساعيها لتعزيز العقوبات الأوروبية على روسيا، على حين طالب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بإحياء الدعوة إلى فرض حظر جوي في سورية.
ولا شك أن جونسون قد اقترح هذه الفكرة أمام الاجتماع الأميركي الأوروبي الذي استضافته العاصمة البريطانية أمس، على الرغم من رفض البيت الأبيض السير في طريق الحلول العسكرية وحصر الرئيس الأميركي باراك أوباما العمل حول سورية بالمسار الدبلوماسي المتعدد الأطراف. وكرر حلف شمال الأطلسي صدى السياسة الأميركية.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب)، فإن كيري سيحاول خلال اجتماعه مع نظرائه الأوروبيين في لندن الذي لم يرشح عنه أي معلومة حتى ساعة إعداد هذه المادة، إنعاش جهود إنهاء الحرب في سورية، وذلك بعد محادثات أجراها مع روسيا وعدد من دول المنطقة في مدينة لوزان السويسرية ولم تفض إلى نتيجة.
ولم تدع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى اجتماع لوزان على الرغم من أنهم أعضاء في «المجموعة الدولية لدعم سورية». وبرر مسؤولون أميركيون الأمر بالقول إن هذه «المجموعة لا تستطيع اتخاذ قرارات سريعة نظراً لحجمها»، موضحين أن اجتماع لوزان كان أكثر فائدة لأنه تركز على الدول الإقليمية الفاعلة في الأزمة السورية.
وسيناقش كيري خلال الاجتماع الذي سيترأسه جونسون، تنسيق الردود الغربية على روسيا. واقترح الوزير البريطاني، بحسب معلومات بريطانية، خلال الاجتماع في قصر لانكاستر هاوس، إنشاء مناطق حظر طيران، أو «حظر قصف» في سورية كحل لمسألة حلب.
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن ممثلي تسع دول والاتحاد الأوروبي سيشاركون في الاجتماع، موضحة أن أربع دول فقط ستمثل على مستوى وزراء الخارجية وهي: الولايات المتحدة الأميركية (الوزير جون كيري)، والمملكة المتحدة (الوزير بوريس جونسون)، وفرنسا (الوزير جان مارك إيرولت) والسعودية (الوزير عادل الجبير)، فيما سترسل ألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والأردن والإمارات وتركيا نواب وزراء خارجية أو مسؤولين سياسيين.
وبموجب خطة جونسون، فإن المجتمعين في لندن سيعلنون أن مناطق حلب أو مباني محددة مثل المستشفيات ستصبح ملاذات وأن أي ضربات عسكرية أخرى ستؤدي إلى أعمال انتقامية ضد المنشآت العسكرية للجيش العربي السوري.
ونقلت صحيفة «ذي صنداى تايمز» عن مصدر مقرب من جونسون: أن «منطقة حظر الطيران تعني أنه يمكن إرسال طائرات لاعتراض أي شيء. عند هذه النقطة، إذا كانت هناك طائرة روسية أو سورية تقصف مستشفى وتقتل بعض المدنيين، فإن البريطانيين والأميركيين وقوات التحالف سيكون لهم قائمة من الأهداف التي يعتقدون أن من شأنها أن تضر النظام السوري».
كما اقترح وزير الخارجية البريطاني أيضاً إجراء مناقشات حول فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية ضد المسؤولين السوريين والروس.
وتدعم برلين، بتشجيع من واشنطن، تعزيز العقوبات على روسيا. وفي هذا الصدد كشفت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه زونتاج تسايتونج» الألمانية نقلاً عن مصادر قريبة من المستشارة الألمانية أن الأخيرة تريد الحصول على موافقة باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تشديد العقوبات ضد روسيا بسبب دورها في الحرب السورية.
ومن المقرر أن تناقش مسألة العقوبات أثناء قمة للاتحاد يومي الخميس والجمعة. وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالفعل عقوبات اقتصادية وعقوبات أخرى على روسيا لضمها شبه جزيرة القرم في 2014 ولدعمها انفصاليين موالين لموسكو في شرق أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن المصادر إقرارها بصعوبة الحصول على تأييد الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الحليف الأصغر للمحافظين في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، وباقي دول الاتحاد الأوروبي بشأن إجراءات أكثر تشدداً حيال روسيا، لكنها أشارت إلى أن «الاستياء تجاه الروس يزداد».
كما نقلت الصحيفة عن المصادر قولها: إن أوباما أبلغ ميركل عبر الهاتف أنه سيدعم «رداً صارماً» إذا اتفقت الدول الأوروبية على ذلك. وأضافت المصادر: أنه يجري النظر في فرض المزيد من العقوبات ضد صناعة الطيران أو في القطاعات التي لها تأثير على وزارة الدفاع الروسية.
واستبق الأوروبيون اجتماع لندن بالتوصل إلى اتفاق على إدانة الحملة العسكرية الروسية في سورية.
وتجاوز البيان، الذي توصل إليه دبلوماسي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التردد الأوروبي الطويل في توجيه الاتهام بشكل مباشر إلى موسكو في دعمها للحكومة السورية. وذكر تقرير لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية بحسب موقع «العربية نت»، أن مسودة أولى للبيان الأوروبي لم تتطرق لروسيا، لكن إصرار فرنسا وبريطانيا وألمانيا أدى إلى إدانة موسكو في نسخة معدلة للبيان.
وقد عارضت دول أوروبية لديها مصالح اقتصادية مع روسيا توجيه الإدانة إلى موسكو، ومن بينها اليونان وإسبانيا والنمسا وجمهورية التشيك وقبرص.
وتوقع التقرير، أن يشهد الاجتماع المقبل لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي دعم فرض عقوبات على «ما يقارب من 20 مسؤولاً سورياً متورطين في حملة القصف على حلب» على حد تعبيره.
ولا يبدو أن الغرب بصدد رد عسكري حيال روسيا، إذ نفى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، يانس ستولتنبرغ، وجود أي مخطط حالياً لدى الحلف للوجود العسكري في سورية.
وقال ستولتنبرغ: إن «الحلف يستخدم كل قنواته بالطبع في محاولته المساعدة لإيجاد حل سياسي في سورية، بالإضافة إلى دعم التحالف المناهض لتنظيم داعش»، إلا أنه «لا تواجد لدينا في سورية حاليّاً».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن