سورية

«الائتلاف» اعتبر أن أميركا بدت دولة «صغيرة» و«همها مصالحها» و«لا نعوّل على اجتماع تكون فيه مع الروس» … روسيا: لوزان أكد وحدة وعلمانية سورية.. وإيران: حقق بعض النتائج.. والولايات المتحدة: أسفر عن أفكار جديدة

| وكالات

أعلنت روسيا أن كل المشاركين في اجتماع لوزان أكدوا الالتزام بالحفاظ على سورية دولة علمانية موحدة، يحدد السوريون أنفسهم مستقبلها، وأنها أصرت على ضرورة فصل الميليشيات المسلحة عن جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، على حين اعتبرت إيران أن الاجتماع حقق بعض النتائج، في وقت أكدت «المعارضة» أنها لم تكن تعوّل على أي نتائج منه، وأن أميركا بدت «دولة صغيرة، همها مصالحها»، ولذلك ستتجه «المعارضة» إلى أوروبا لدعمها.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية أمس بياناً يجمل نتائج اجتماع لوزان حول سورية، الذي شاركت فيه روسيا والولايات المتحدة وقطر والسعودية وتركيا ومصر وإيران والعراق والأردن والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وجاء في البيان، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «تم تأكيد التزام كل المشاركين في اللقاء بالحفاظ على سورية كدولة موحدة مستقلة علمانية يحدد السوريون أنفسهم مستقبلها من خلال حوار سياسي يجمع كل الأطراف».
وأكد الجانب الروسي في لوزان أن ضمانة النجاح في تطبيق نظام وقف إطلاق النار هي فصل فصائل «المعارضة المعتدلة» عن مقاتلي «فتح الشام» والمجموعات الأخرى المتحالفة معها، وفق البيان الذي أوضح، أن «هذا يتطلب العمل المناسب من كل المشاركين في اللقاء مع القوى في سورية، ومن الضروري فهم أن العمليات على إرهابيي داعش والنصرة ستستمر».
وتركز الاهتمام في اللقاء على استعادة نظام وقف العمليات القتالية في حلب وفي سورية عموماً على ضوء الاتفاق الروسي الأميركي الذي تم التوصل إليه في 9 أيلول في جنيف، بحسب البيان الذي أشار إلى أنه نوقشت مسألة إطلاق العملية السياسية في أسرع وقت ممكن وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ومجموعة دعم سورية وبيان جنيف.
وأكد لافروف في ختام الاجتماع أن المشاركين تقدموا بأفكار جديرة بالاهتمام واتفقوا على مواصلة الاتصالات في القريب العاجل أملاً في التوصل إلى «اتفاقات» من شأنها أن تسهم في تشجيع إيجاد حل لتسوية الأزمة في سورية.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن المحادثات أسفرت عن «أفكار جديدة» يجب توضيحها في الأيام المقبلة لمحاولة التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار أكثر متانة من الهدنات السابقة.
وقال: «هناك أفكار كثيرة يجب التعمق بها سريعاً على أمل أن تساهم في حل المشكلات التي تعوق تطبيق وقف إطلاق النار السابق» الذي تم التوصل إليه.
وأمس نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، عن مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية: إن «اجتماع لوزان حقق بعض النتائج وهي عدم انهيار فرصة الحل السياسي، وكان أغلب ما تم بحثه هناك هو وقف إطلاق النار وتحديد الجماعات الإرهابية والمساعدات الإنسانية». وأضاف: «من البديهي أن عدم حضور ممثل عن سورية في هذا الاجتماع كان له تأثير».
وعما يتعلق بموعد اللقاءات القادمة، قال المصدر: «لم يتم تحديد موعد اللقاء القادم لكن الاتصالات قائمة بهذا الشأن».
من جانبها، بدت «المعارضة» غير متفاجئة بفشل اجتماع لوزان، إذ أكدت أنها لم تكن تعوّل على أي نتائج، لجهة إيقاف الجيش العربي السوري وحلفائه عملياتهم العسكرية، وخصوصاً في مدينة حلب.
وفي السياق، أكد «رئيس وفد المعارضة المفاوض» الذي شكلته «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، أسعد الزعبي، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية داعمة للمعارضة: «كنا نعلم أن الاجتماع لن يفضي إلى نتائج»، مضيفاً: إنه «ما دام الروس والأميركيون موجودين في أي اجتماع، فلن ننتظر خيرا».
وهاجم الزعبي موسكو وواشنطن قائلاً عن البلدين: «تهمهما مصالحهما، حتى لو كان الثمن قتل الشعوب»، وأوضح أن «من يعوّل على روسيا والولايات المتحدة يكون خارج الأرض»، مؤكداً «نية المعارضة السورية تفعيل التواصل مع الدول الأوروبية في الفترة المقبلة».
وفي هجوم آخر على روسيا ادعى الزعبي أن روسيا «كشفت عن وجهها الحقيقي المعادي للشعب السوري، والمؤيد للاستبداد، لتحقيق أطماع استعمارية طويلة الأمد في سورية، عندما استخدمت الفيتو على مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن، الذي كان يدعو إلى إنهاء معاناة السوريين عموماً، وحلب خصوصاً».
من جهته، ذكر عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف» المعارض، خطيب بدلة، أن «غياب المعارضة السورية عن الاجتماع هو أحد أسباب الفشل»، مضيفاً: إن «الاجتماع عقد في ظل انقسام دولي حاد حيال القضية السورية، وجاء في مرحلة تراجع الحل السلمي إلى الحد الأدنى».
بدوره، أوضح عضو «الائتلاف»، يحيى مكتبي، أن اجتماعات لوزان أظهرت أن «روسيا تتصرف كدولة عظمى، على حين إن الولايات المتحدة تتصرف كدولة صغيرة ليس لها القدرة على التأثير في الأحداث، خصوصاً على صعيد تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالملف السوري». وأكد «ترحيب المعارضة السورية بدور أكبر للدول الأوروبية في القضية السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن