سورية

اتهم أطرافاً دولية بأنها لا تريد إخراج التنظيم من الرقة حالياً … القائم بالأعمال العراقي لـ«الوطن»: داعش سيتلقى ضربة قاصمة في الموصل.. والوجود التركي يعقد العملية.. وتصريحات الجبير «هرطقة وهراء» .. التقاء المصالح التركية والسعودية وراء عدم استقرار سورية والعراق

| جانبلات شكاي

أكد الوزير المفوض القائم بالأعمال في السفارة العراقية في دمشق رياض حسون الطائي، أن وجود القوات التركية في الأراضي العراقية دون موافقة الحكومة في بغداد «سيؤثر في عملية تحرير الموصل وسيعقدها»، مطالباً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسحب هذه القوات «العدوة» على اعتبار «أن استعدادات الشعب العراقي القوية والهائلة كافية لمواجهة أي قوة موجودة على الأرض».
وفي مقابلة خص «الوطن» بها، اعتبر الطائي أن مطامع أردوغان في سورية هي ذاتها في العراق «بإعادة مجد الإمبراطورية العثمانية وينظرون إلى الموصل كولاية تابعة لهم، كما هو الحال بالنسبة لحلب».
وأعرب عن اعتقاده بأن سياسات أردوغان في عدم استقرار الأوضاع سواء في شمال سورية أو العراق لها علاقة بمخططات إقليمية أو دولية، منتقدا تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي وصف فيها الحشد الشعبي بأنه «ميليشيات طائفية تقودها إيران»، ومعتبرا أن ما قاله «هرطقة وهراء»، وقال: «هو التقاء مصالح وكل له هدفه في المنطقة وكل يدعي الدفاع عن السنة والسنة منهم براء». واعتبر الطائي، أن التطورات الدولية بعد اتفاق الهدنة الأميركي الروسي ومن ثم تعليق الاتفاق، أجلت موضوع التزامن بين تحرير الموصل وتحرير الرقة، وقال: «هناك أطراف دولية ليست لديها النية لإخراج داعش من الرقة في الوقت الحاضر».
وأكد أنه ستكون هناك «ضربة قاصمة لداعش في الموصل»، معتبراً أن نهاية التنظيم في الموصل «ستضعف وجوده في أي منطقة يسيطر عليها حالياً». كما أكد أنه «لا يوجد أي دور إيراني في موضوع تحرير الموصل، وأن الدور عراقي 100 بالمئة». وفيما يلي نص المقابلة..
من نصب أردوغان وصياً على الموصل وعلى العرب السنة؟
 الأتراك يرجعون دخول قواتهم إلى أسباب عدة، كأنها جاءت بطلب من الحكومة العراقية أو من إقليم كردستان، أو لمحاربة داعش بطلب من التحالف الدولي أو لمحاربة حزب العمال الكردستاني، فكيف تردون؟
 إن وجود القوات التركية دون تنسيق وموافقة من الحكومة العراقية سيؤثر في عملية تحرير الموصل وسيعقدها وسيؤثر في سير العمليات العسكرية لتحرير هذه المحافظة، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان صريحا جداً في توضيحه أمر وجود القوات التركية في العراق، فهو لم يطلب نهائياً من أي قوات عسكرية الدخول إلى العراق لمواجهة داعش، كما قال إنه سأل شخصيا رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني وأجابه بأنه لم يطلب بدوره من القوات التركية الدخول، على اعتبار أنهم دخلوا إلى أراض عراقية تابعة للحكومة الاتحادية وليست جزءا من إقليم كردستان.
وهناك مذكرة للتفاهم بين وزارتي الداخلية في العراق وتركيا عام 2009 تنص في أحد بنودها على تدريب الشرطة العراقية داخل الأراضي التركية وليس على الأراضي العراقية، وهم بالتالي لا يمكن أن يعتمدوا على هذه الاتفاقية.
من الذرائع التركية الأخرى أن هناك اتفاقاً بين الحكومة العراقية وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، وأشير هنا إلى أنه لا توجد لدينا أي اتفاقات مع هذا الحزب الكردي وإنما هناك اتفاقات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وهو حزب تركي، تم التوصل إليها في آذار 2013 ونصت على خروج العناصر المسلحة الأتراك من العمال الكردستاني من تركيا إلى جبل قنديل في العراق، والحكومة العراقية احتجت على هذه الاتفاقية وأرسلت إلى الجامعة العربية ومجلس الأمن للتأكيد على أنها بين أنقرة وعناصر هم يسمونهم إرهابيين لإرسالهم إلى العراق ما يشكل خرقا للسيادة للعراقية ويزعزع أمن واستقرار وسلم المنطقة.
الآن يريد اتخاذها ذريعة من وجود عناصر العمال الكردستاني للدخول إلى الموصل وهذه كلها مسوغات غير صحيحة. وأخيراً قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الحكومة العراقية ليست لديها القدرة على مواجهة داعش وتحرير محافظة الموصل ونحن قادمون لتحرير محافظة الموصل من داعش وهي للسنة من العرب والأكراد والتركمان، وهذه ادعاءات غريبة، فمن نصبه وصيا على العراق وعلى العرب السنة. لدينا في الموصل مسيحيون ويزيديون وتركمان شيعة، فهل يعني أن تركيا تريد إجراء تغيير ديموغرافي بالقوة داخل محافظة الموصل، وهذا أمر بالتأكيد لن نسمح به وكل ما قامت به تركيا مخالف لميثاق الأمم المتحدة.
إن العراق يجد نفسه مضطرا للدفاع عن أراضيه ضد أي خرق للسيادة استنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة أيضاً.
إن أردوغان يعتبر نفسه رئيساً لدولة علمانية فكيف يسمح لنفسه التحدث بلغة طائفية وتقسيم سني وشيعي وتركماني وكردي في العراق وقانونه يمنع عليه التحدث بهذه اللغة، وإذا كان مصراً على هذا التقسيم الطائفي فأولى له أن يعالج الأمر طائفيا في تركيا فهناك 20 مليون علوي.
نحن لا علاقة لنا بالشؤون الداخلية التركية ودستورنا يمنع التدخل بشؤون الدول الأخرى ولكن هذا لا يعني أن نسكت عمن يريد التدخل في شؤوننا الداخلية ويريد أن يفصل لنا نظاماً كما يتصوره في وقت هو محرم عليه في بلده.

أردوغان يريد استخدام القوة
ولكنه لم يجرب حظه بعد
 هل هناك حوار مباشر مع تركيا أو توجد جهات تتوسط للانسحاب التركي من العراق؟
لا يوجد أي طرف دولي بشكل رسمي يتوسط بين العراق وتركيا والأمر لا يحتاج للوساطة، فهناك قوات تركية دخلت الأراضي العراقي ودون موافقة الحكومة العراقية وما عليها إلا الانسحاب.
إن دخول القوات بهذه الصيغة وبهذه العنجهية التي يتعاملون بها مع العراق، لن تخدم العلاقات الثنائية، وندعو جميع الأصدقاء أن يبذلوا جهودهم مع الحكومة التركية لسحب قواتهم.

 لماذا لا تستخدمون علاقاتكم الجيدة مع الحكومة الأميركية لوضع حد للتدخل التركي في العراق وخصوصاً في معركة تحرير الموصل؟
المتحدث باسم الخارجية الأميركية أعلن أن الحكومة العراقية هي الوحيدة صاحبة القرار فيما يتعلق بسيادة العراق ولا يجوز لأي دولة التدخل بشأن تحرير الموصل، كما أكدت واشنطن ضرورة عدم وجود أي قوات عسكرية غير عراقية دون موافقة بغداد، وأعلنوا أن القوات التركية ليست جزءا من التحالف الدولي ردا على الادعاءات التركية بأنهم جزء من التحالف الدولي.

 تحدثت عن كل الذرائع التركية غير المقنعة التي أطلقها أردوغان لمحاولة التدخل في العراق، فما الأسباب الحقيقية للتدخل التركي برأيك؟
هناك مطامع لدى أردوغان بإعادة مجد الامبراطورية العثمانية وينظرون إلى الموصل كولاية تابعة لهم، كما هو الحال بالنسبة لحلب، فمطامعه في سورية هي ذات مطامعه في العراق.

 هل تعتقد أنه يريد تحقيق أمر واقع على الأرض بالقوة في العراق وسورية؟
 هو يريد استخدام القوة ولكنه لم يجرب حظه بعد لأن استعدادات الشعب العراقي القوية والهائلة على تخوم الموصل لمواجهة تنظيم داعش، كافية لمواجهة أي قوة موجودة على الأرض من دون موافقة وتنسيق مع الحكومة العراقية وسيعتبرونها عدواً.
إن أردوغان عندما يتحدث ويعزف على الوتر الطائفي فإنه ينسى أنه وضمن الحشد الشعبي هناك تسعة آلاف عنصر من عشائر المنطقة السنية، وربما عندما يتحدث عن منطقة آمنة فهو يريدها أن تمتد من إعزاز في سورية إلى الموصل في العراق.

تركيا تبحث عن مصادر الطاقة الرخيصة ولو من الشيطان
 ألا تعتقد أن المطامع التركية مرتبطة بمصادر الطاقة وخصوصاً في الموصل الغنية بالنفط؟
 أول من استفاد من تهريب النفط هم الأتراك، وكان ينقل عن حقول الموصل إلى تركيا، ونتحدث هنا عن أكثر من مليون برميل يومياً.
إن تركيا تبحث دوما عن مصادر الطاقة الرخيصة وبشتى الوسائل سواء اشتروها من داعش أو من الشيطان، وهذه بالنسبة لهم كانت فرصة حيث استفادوا من وجود داعش ليهربوا لهم النفط، وعندما كان سعر برميل النفط يصل إلى 100 دولار كانت تركيا تحصل عليه من داعش بين 20 و30 دولاراً وهذا ليس بمخفي وإنما بات مكشوفا للعلن، ولقد لاحظنا الحملات الجوية الروسية على قوافل تهريب النفط الداعشي من الرقة إلى تركيا وقد دمروا في ضربة واحدة نحو ألف شاحنة تنقل النفط سواء من محافظات سورية أو الموصل التي كانت تحت سيطرة داعش.
إن أردوغان ربما يحلم باستعادة السيطرة على الموصل الغنية بالنفط وكذلك على الرقة أو حلب.

 هل تعتقد إذاً أن سياسات أردوغان في عدم استقرار الأوضاع سواء في شمال سورية أو العراق مردها فقط الأطماع التركية أم هناك علاقة بينها وبين مخططات إقليمية أو دولية؟
 هذه السياسات مردها الأطماع التركية ومحاولة خدمة أي أطماع إقليمية ودولية أخرى، وتركيا الأداة التنفيذية لمثل هذه الأطماع، وبالتالي هناك علاقة ترابط مصالح.
توجد دول إقليمية عربية لديها مصالح بعدم استقرار سورية والعراق، وفي هذا الإطار جاء تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على هامش اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي بمشاركة وزير الخارجية التركي في الرياض الخميس الماضي، وقال حينها إن الحشد الشعبي هي ميليشيات طائفية تقودها إيران، وهذه هرطقة وهراء، ويعكس أن في مخيلاتهم المريضة مخططات وأحلاماً معينة يريدون تنفيذها.
إن الحشد الشعبي، مؤسسة دفاعية وطنية عسكرية تابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، وتتلقى أوامرها من القائد الأعلى للقوات العراقية.

يدعون الدفاع عن السنة والسنة منهم براء

 إذاً هناك ارتباط مصالح بين تركيا شمالاً والسعودية جنوباً لعدم استقرار سورية والعراق حتى لا يؤدي مثل هذا الاستقرار إلى تهديد مصالحهم في المستقبل؟
 هو التقاء مصالح وكل له هدفه في المنطقة وكل يدعي الدفاع عن السنة والسنة منهم براء، والسنة كانت أكثر الضحايا لداعش بعد سيطرتها على محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين والرقة ودير الزور وغيرها، وأهل السنة هم من أكثر من دفع الدم والضحايا جراء وجود داعش.

 كان هناك حديث سابق عن إمكان تزامن عملية الموصل مع عملية طرد داعش من الرقة في سورية، فهل البدء بعملية تحرير الموصل تم بتنسيق مع الجانب السوري؟
 يبدو أن التطورات الدولية بعد اتفاق الهدنة الأميركي الروسي ومن ثم تعليق الاتفاق، أجلت موضوع التزامن بين تحرير الموصل وتحرير الرقة. هناك أطراف دولية ليست لديها النية لإخراج داعش من الرقة في الوقت الحاضر.

 تماما، هناك أخبار تحدثت عن طرد عناصر داعش من الموصل باتجاه سورية، ووصل فعلا عدد كبير من الحافلات التي نقلت عناصر من داعش وعائلاتهم من الموصل إلى الرقة؟
 إن تحرك عناصر داعش لا يتم تحت سيطرة الحكومتين العراقية ولا السورية، وهذا تكرر عندما هربوا من الأنبار إلى الموصل، والمعلومات التي تحدثت عن نقل داعش لنحو 1200 عنصر من الموصل باتجاه الرقة قيل إنها لمواجهة المعارضة السورية المدعومة من تركيا في دابق.

 كيف سيؤثر استعادة العراق السيطرة على الموصل على قوة داعش في سورية؟
 ستكون هناك ضربة قاسمة لداعش في الموصل، ونهاية داعش في الموصل سيضعف وجود داعش في أي منطقة يسيطر عليها حاليا، ولهذا فإن الحشد الشعبي يضغط باتجاه مطاردة فلول داعش وعدم السماح لأي داعشي من الهروب فإما الاستسلام أو القتل، ولن يتم السماح لهذا السرطان بالانتشار، ولذلك بدأنا نسمع الأصوات ترتفع بأن الحشد الشعبي طائفي ويريد أن يقتل أهل السنة.

لا دور لإيران في معركة تحرير الموصل
 وماذا عن الدور الإيراني في هذه المعركة تحديداً مع وجود اتهامات تقدم المعركة على أنها طائفية وتسعى للقضاء على نفوذ السنة في الموصل؟
 لا يوجد أي دور إيراني في موضوع تحرير الموصل، والدور عراقي 100 بالمئة وعما يقال عن وجود عناصر إيرانية فإنهم مستشارون حالهم كحال أي مستشارين آخرين موجودين مثل الفرنسيين والطليان والأميركيين، ولا يوجد أي توجه لتطهير طائفي والأصوات الداعية إلى محاربة داعش هي في أكثرها من أهل الموصل، وهروب أهالي الموصل باتجاه مخيم الهول في سورية هو دليل على أن الأهالي غير راضين لبقاء داعش وإلا لكانوا ظلوا في الموصل وقاتلوا مع داعش.

 كان هناك حديث سابق عن اقتراب فتح طريق بغداد دمشق بعد تحرير مساحات من محافظة الأنبار لكن الأمر لم يتم حتى الآن، فأين وصل الأمر في هذا الملف؟
 الموضوع ما زال العمل عليه متواصلاً لتطهير الطريق الدولي بين بغداد والحدود السورية، وهناك خراب ودمار كبير سببه داعش في المنطقة ومع إعادة تأمين الطريق وإعادة تأهيله فسيعود العمل به، وحتى يوم أمس فإن سكان العشائر والمناطق القريبة من الحدود العراقية الأردنية يطالبون الحكومة العراقية بإعادة افتتاح المنفذ مع الأردن وهناك ضغط لإعادة فتح الطريق.
وأعتقد أنه إذا ما تم انجاز تحرير الموصل بشكل سريع وكامل فإن هذه المسائل ستعود سريعاً.
والجهد العسكري حالياً توجه إلى الشمال، وبعد استقرار الوضع هناك فإن العمل سيجري على إعادة تأمين وتأهيل الطريق الدولي والعراق هو الجانب الأكثر عجلة في إعادة افتتاح هذا الطريق الدولي السريع.

 عندما سيطرت داعش على الموصل فإن الأمر تم سريعا ودون معارك، فهل انسحاب داعش من الموصل سيكون بسيناريو مشابه أم ستكون هناك معارك؟
 ما نعرفه أن هناك نحو تسعة آلاف إرهابي من داعش في الموصل، ما يعني أن هناك قتالاً متوقعاً، والقوات العراقية وضعت في ذهنها أن تحافظ على المدنيين الذين اتخذتهم داعش دروعا بشرية والمحافظة على المدن، باستثناء مقرات داعش التي ستقصف. وهناك طمأنات كبيرة من رئيس الوزراء على اعتباره القائد العام للقوات المسلحة، بالحفاظ على المدينة والبنى التحتية وأن تكون المعركة بأقل الخسائر من هذا الجانب.
ولا توجد أي مؤشرات على فترة امتداد المعركة والأمر مرتبط بداعش فإن تخلت عنها كما تخلت عن جرابلس بساعتين فهذا سوف يحافظ على المدينة؟

 هل توجد أي قنوات للتفاوض مع داعش قبل بدء المعركة لتنسحب من الموصل؟
 لا توجد أي قنوات اتصال وليست لدينا أي نية للتصالح مع الإرهاب وداعش، وحربنا مع داعش هي لتطهير المدينة منهم ولكن إذا كانت هناك عناصر مغرر بها وتابعة للعشائر وليست مرتبطة مع داعش فإنه من الممكن تسوية أوضاعهم ومن لا يثبت عليه أنه داعشي وتلطخت يداه بدماء العراقيين فإن الحكومة العراقية ستنظر بأمرهم، ولكن الدواعش القتلة لا يمكن التسامح والتصالح معهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن