الأولى

أسطورة داعش تنهار «سريعاً» في دابق حلب!

| حلب – الوطن

انسحب تنظيم «داعش» أمس، أمام تقدم الميليشيات المسلحة المشاركة بعمليتي «درع الفرات» و«حور كلس» اللتين تشنهما الحكومة التركية، من قرية دابق الإستراتيجية ذات الأبعاد المعنوية والرمزية والعقائدية لمقاتلي التنظيم الذين استقدمهم من أصقاع الأرض تمهيداً لخوض «معركة مرج دابق» الملحمة «الكبرى» التي ستضع حداً لنهاية التاريخ بعدما عد نفسه المقصود بالحديث النبوي حولها.
وانهار بسقوط «دابق» في ريف حلب الشمالي عصر «فتوحات» داعش ومخططه بمد نفوذه إلى اسطنبول وحتى روما، وفق حلمه الطوباوي وأدبياته الدينية فاتحاً باب التساؤلات واسعاً أمام أسباب هذا الانسحاب السريع من المدينة والأشبه بتسليمها.
واضطر التنظيم أمس تحت وقع حصاره للانسحاب من «دابق» وقرى احتيملات وصوران وتلالين واسنبل والصالحية وحور النهر، ووصل مسلحو غرفتي عمليات «درع الفرات» و«حور كلس» إلى حدود بلدة مارع التي تسيطر عليها ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية»، المدعومة أميركياً والتي تشكل معظم قوامها وحدات «حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية، ما يفسح المجال أمام صراع محتمل تركي أميركي على غرار ما حدث في منبج.
وكان داعش مهد لهزيمته من «دابق» بالتقليل من أهميتها المصيرية التي وصفتها جريدته «النبأ» الأسبوعية في عددها الأخير بأنها «المعركة الصغرى» غير الواردة في النصوص الدينية بخلاف ما روجت له مجلته الرسمية الناطقة باسمه «دابق» التي أصدرها باللغة الإنكليزية بعد السيطرة على القرية قبل عامين وركز من خلالها على تطويع «الجهاديين» الإسلاميين وشحذ معنوياتهم لمعركة دينية فاصلة في سهل القرية الصغيرة القريبة من الحدود التركية (15 كيلو متراً) والتي ستكون منطلق جيش التنظيم لدحر «الروم» والسيطرة على العالم.
وتمكن داعش بإضفاء الصفة الدينية على «دابق» من تجييش مقاتلي «خلافته» والتقدم سريعاً في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي كمنطلق نحو باقي المناطق السورية في مسعى لاستعادة أمجاد «معركة مرج دابق» التي مهدت بقيادة السلطان سليم الأول لـ«الفتوحات» العثمانية سنة 1516 وحكم البلاد العربية 400 عام لكنها لم تكتسب البعد الديني الرمزي لاجتياح العالم كما فعل التنظيم الذي انهارت أسطورته فجأة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن