الأولى

حلفاء دمشق اتفقوا بقمتهم في الهند.. وحلفاء واشنطن تائهون في لندن … بوتين بعد قمة «بريكس»: هدفنا محاربة الإرهاب وحل الأزمة سياسياً

| الوطن – وكالات

بينما كان حلفاء دمشق من مجموعة «بريكس» يدعون لإيجاد حل سلمي للأزمة عبر الحوار السوري بحلول عام 2017، كانت مساعي واشنطن وحلفاؤها الغربيين المجتمعين في لندن تفشل بالاتفاق على «إجراءات حاسمة» إلا من ناحية العودة إلى الدعوات الروسية والسورية المتكررة بضرورة فصل ما يسمى «المعارضة المعتدلة» عن جبهة النصرة الإرهابية (التي غيرت اسمها إلى فتح الشام)، وسط مواصلة الغرب حملته على موسكو.
وفي مدينة غوا الهندية اختتمت أمس القمة الثامنة لمجموعة «بريكس» ببيان مشترك طالب قادة دول المجموعة فيه بإنهاء الحرب على سورية وإيجاد حل سلمي عبر الحوار السوري بحلول عام 2017، آخذين بعين الاعتبار تطلعات الشعب السوري وطموحاته، وفق «سانا»، فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «لدينا هدف مشترك بمحاربة الإرهاب وحل الأزمة في سورية سياسياً» مؤكداً خلال مؤتمر صحفي في ختام القمة أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة لم تتدهور بسبب سورية، بل بدأ الأمر من يوغوسلافيا، وشدد على أن موسكو لا تريد مواجهة مع واشنطن.
ورداً على سؤال صحفي حول خطط محتملة للهجوم العسكري ضد الإرهابيين بسورية قال بوتين ممازحاً: أتتوقعون مني أن أكشف لكم كل شيء؟ الهجوم، متى ومن أين سيبدأ؟
وفي لندن حضر وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري، والمملكة المتحدة بوريس جونسون، وفرنسا جان مارك إيرولت والسعودية عادل الجبير، إلى جانب نواب وزراء خارجية ومسؤولين من ألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والأردن والإمارات وتركيا لمناقشة الأزمة السورية.
وعقد كيري وجونسون مؤتمراً صحفياً في ختام الاجتماع شدد فيه جونسون على «وجوب العمل على فصل جبهة النصرة عن المعارضة المعتدلة في سورية»، مؤكداً وفق موقع «روسيا اليوم» أن لندن وواشنطن «تدرسان فرض عقوبات اقتصادية على دمشق وموسكو بسبب حلب».
من جهته قال كيري: «نحن نناقش كل آلية متوفرة لنا، ولكنني لم ألحظ رغبة كبيرة لدى أي أحد في أوروبا لخوض حرب»، مضيفاً وفق «فرانس برس»: «نحن ندرس إمكانية فرض عقوبات إضافية وكما أن الرئيس باراك أوباما لم يستبعد أي خيار عن الطاولة» في تناقض واضح عما رشح عن اجتماع أوباما بإدارته يوم الجمعة الماضي الذي وجه فيه الرئيس الأميركي إلى استبعاد الخيار العسكري بسورية.
بدوره أكد وزير خارجية فرنسا أن وقف «قصف حلب» شغل الحيز الأكبر من المحادثات»، وأضاف إيرولت بعد انتهاء الاجتماع: «نرى أن للنظام السوري والدعم الروسي أهدافاً أخرى»، قبل أن يتابع: «نحن دائماً على استعداد للتحدث إلى الروس والإيرانيين لكننا نطلب أن يكون وقف القصف شرطاً مسبقاً».
ومن باريس أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده لن تخفف الضغط على روسيا بشأن سورية.
ورأى مراقبون أن اجتماع لندن «فشل كما اجتماع لوزان بالتوصل إلى قرارات حاسمة» حيث لم يقر اقتراحاً لجونسون نقلته صحيفة «ذي صنداي تايمز» عن مصدر مقرب من الوزير البريطاني «يقضي بإنشاء مناطق حظر طيران، أو حظر قصف في سورية كحل لمسألة حلب، بالإضافة إلى إجراء مناقشات حول فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية ضد المسؤولين السوريين والروس».
من جهتها كشفت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه زونتاج تسايتونج» الألمانية نقلاً عن مصادر قريبة من ميركل أن الأخيرة تريد الحصول على موافقة باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تشديد العقوبات ضد روسيا بسبب دورها في الحرب السورية، خلال قمة للاتحاد يومي الخميس والجمعة المقبلين، لافتة إلى أن الرئيس الأميركي أبلغ ميركل عبر الهاتف أنه سيدعم «رداً صارماً» إذا اتفقت الدول الأوروبية على ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن