رياضة

إلى مدرب منتخبنا مع المحبة

| المحرر الرياضي 

بداية نقدر عملكم الخلاق خلال المرحلة الحاسمة من التصفيات المونديالية فأربع نقاط خلال أربع مباريات حصيلة أكثر من المتوقع بكثير وخاصة أن المباريات الأربع جرت خارج سورية، والافتقار إلى عاملي الأرض والجمهور ليس سهلاً تعويضهما عموماً.
ونجزم أن هذه الحصيلة يعجز عن الوصول إليها أي مدرب سوري آخر قديماً وحديثاً عطفاً على الظروف والإمكانات المتاحة مقارنة ببقية منتخبات المجموعة، بل يعجز عن الوصول إليها كبار مدربي العالم أمثال فينغر ومورينيو وغوارديولا ونقول ذلك لمعرفتنا برأسمالنا الكروي.
تلقي هدفين فقط في أربع مباريات مصنفة من العيار الثقيل لعمري هي حصيلة ترفع لها القبعات فما بالنا إذا كان أحد هذين الهدفين من علامة الجزاء!؟
كابتن أيمن حكيم نقدر حرصك على عدم استباحة المرمى السوري ونسجك الأسلوب الدفاعي الذي يوصلك إلى المنشود بوجود حارس أمين تنطبق عليه مقولة نصف الفريق، وهذا من حق أي مدرب هدفه سيرته الذاتية وأنت واحد منهم، لكن ألا ترى بأن فرص التهديف السورية الحقيقية في المباريات الأربع المذكورة لم تتعدّ أصابع اليد الواحدة؟
نحن لا نطلب منك كابتن أيمن الانجراف الهجومي غير المدروس ولكن أليس معيباً عدم خلق فرصة محققة أمام أوزبكستان في المباراة الأولى؟
أليس غريباً عدم تهديد المرمى القطري حتى الدقيقة الثمانين بمجهود عنتري من المواس وتسديدة حرة مباشرة من الخريبين مع العلم أن مرمى قطر طرق ست مرات في المباريات الثلاث الأولى؟
ألا تشاطرنا الرأي بأنه من ثلاث فرص سجلنا على الصين وأنه أمام كوريا الجنوبية اقتصرت محاولاتنا على تسديدة شاردة بعيدة ورأسية نادرة قريبة ولولا العالمة لتلقينا خسارة محققة!
مرة أخرى واجب على كل رياضي سوري توجيه الشكر لك لأنك تصديت للمهمة بظروف صعبة في وقت اعتذر فيه غيرك أو هرب أو فرض شروطاً غير قابلة للتحقيق لا فرق، ومع ذلك حافظت على هيبة وشخصية المنتخب الذي لم يكن لقمة سائغة، بل أضحى الفوز عليه وفك رموز دفاعاته شغلاً شاغلاً للمدربين المنافسين.
كابتن أيمن نعلم علم اليقين أن الوصول إلى كأس العالم بعيد المنال وكنا أول من تصدى لشعار سورية بروسيا 2018 عندما قلنا إنه شعار فضفاض، لكن بعد عام ونصف العام نجد أنفسنا مضطرين لتقدير كل من عمل بالمنتخب ودعمه وأشرف عليه مع تحفظنا على القيادة الرياضية التي لم تقدم جزءاً يسيراً من المطلوب منها، فالتاريخ سيكتب انه بإمكانيات قليلة صدمنا الشمشون وانتصرنا على بلد المليار، وسيدون الأرشيف أنه خلال المباريات الأربع الأولى كنا رقماً صعباً والوصول إلى مرمانا أشبه بتسلق الجبال الشاهقة.
لكن اسمح لنا يا ناخبنا الوطني التوقف عند تصريحاتك الإعلامية التي لا يمكن تقبلها بحال من الأحوال وكأنك ترى كرة القدم من منظار خاص بك غير آبه بمشاعر أي متابع.
عندما قلت إن الكرة لم تنصفك أمام أوزبكستان فعلامَ بنيت كلامك والمنتخب لم يخلق فرصة تسجيل واحدة ولم يمرر ثلاث أو أربع تمريرات متقنة في الاتجاه الأمامي؟
على أي أساس كروي أطلقت تصريحك الأخير بأن الكرة لم تنصفك أمام قطر وأن المنافس لم يكن أفضل مع العلم أننا طوال ثمانين دقيقة لا نعرف ماذا نريد من المباراة وأخطاء الدفاع ساذجة ودور خط الوسط ملغى وخسارة الكرة في كل أرجاء الملعب كانت بسهولة ووحده العالمة أدى ما عليه؟
أسألك سؤالاً وجيهاً: لو كنت محللاً فنياً للمباراة على إحدى المحطات ولم تكن مدرباً فهل تحليلك يتطابق مع تصريحاتك؟
ما الغاية من تصريحك لموقع كووورة عن المباراة الأخيرة بأن المنتخب لا يمتلك المهاجم الهداف؟
هذا لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال وإذا كان كذلك فأين دورك، ثم تذكر أن الفرص المحققة للتهديف كانت نادرة لأن الأسلوب الهجومي معدوم ولم تفكر به قيد أنملة فكانت الحصيلة هدفاً في أربع مباريات كأسوأ حصيلة تهديفية بتاريخ مشاركات منتخبنا في التصفيات المونديالية والقارية.
مهلاً كابتن أيمن الشارع الرياضي ما زال يقف إلى جانبك ولم يلتفت إلى الخسارة السورية مع فيتنام ولا التعادل السلبي مع طاجيكستان، لكن كن متصالحاً مع نفسك عند أي تصريح إعلامي لأن الكلمة التي تتفوه بها محسوبة عليك.
ننصحك بتجنب إلقاء اللوم على الحكام الذين أعطونا حقنا، أكثر من أي وقت مضى.
حاولنا جاهدين البحث عن اللقطة التي طالبت فيها بركلة جزاء، وبنيت عليها كلامك في المؤتمر الصحفي دون جدوى فهلاّ أسعفتنا بها، فالحقيقة لا تحجب بتصريح صحفي، لا يقر به إلا أنت.
حاول تجنب الإساءة للمهاجمين وإذا كان لديك أي ملاحظة عليهم فلا تظهرها لوسائل الإعلام تماماً كما يفعل المدربون الكبار، ولا تخرج إلينا بتبريرات واهية عند كل خسارة واصفاً إياها بالظالمة لدرجة أننا حسبنا أننا يجب أن نكون بالصدارة بالعلامة الكاملة وأننا من كوكب آخر.
تذكر أن اللعب خارج سورية وظروف البلد بشكل عام وقلة التحضيرات وضعف الإمكانات وندرة المباريات الاستعدادية وغياب المعسكرات الخارجية تبريرات نسوقها نحن لك، لكن كن متصالحاً مع نفسك مرة أخرى ومنطقياً في تصريحك عقب كل مباراة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن