رياضة

في سلتنا الوطنية: الاقتراب من فرق القواعد والابتعاد عن دوري الرجال

لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن أوراق التوت بدأت بالسقوط عن الكثير من أنديتنا لتكشف عوراتها وأخطاءها المتراكمة على مدار السنين السابقة، فانكشفت الفقاعات، وثبت بما لا يدعو للشك سوء التخطيط وضعف الرؤية الإستراتيجية لدى القائمين على كرة السلة في الأندية، وبأن ما تحققه من نتائج لا يتعدى حدود الطفرات أو الشذرات، وذلك لعدم وجود خطة ممنهجة تسير عليها هذه الأندية منذ زمن بعيد، ما أدى إلى تفاقم الأخطاء حتى وصلت إلى مرحلة من الصعب تجاهلها حيث بات من الواجب التوقف عندها مطولاً على أمل طي الصفحة المظلمة لسلتنا الوطنية والبدء بمرحلة جديدة أكثر إشراقاً.

واقع

إذا كان تطور كرة السلة لدينا سيبدأ من القواعد فإن المعطيات الموجودة غير مطمئنة أبداً في جميع الأندية، وخصوصاً طريقة التعاطي مع فرق القواعد التي أثبتت أن مستواها مازال متفاوتاً وغير مبشر بالخير، وما يحز في النفس أن كل التحذيرات والمعطيات والتنبيهات التي أشار إليها خبراء اللعبة حول الأخطاء التي وقعت فيها أنديتنا في تعاطيها مع فرق القواعد، لم تلق آذان مصغية لكون هذه الأندية بات جل اهتمامها فرق الرجال لما تحققه من نتائج ستسجل في سجل هذه الإدارات الراغبة في تحقيق إنجازات مسبقة الصنع حتى لو كانت على حساب قواعد اللعبة، فكان ما كان وأصبح الكابوس الذي كنا نخاف منه واقعاً، وتحولت الأندية الكبيرة التي كانت بمنزلة الرافد الأهم للمنتخبات الوطنية إلى أندية مستهلكة تستقطب الأندية، وتقوم على تجميعهم تحت اسم الاحتراف بهدف جمع الألقاب واعتلاء منصات التتويج، غير مدركين أن الوضع له تأثيرات سلبية كبيرة على السلة السورية، بدأنا في هذه المرحلة جني ثمار أخطائنا السابقة، لتدخل السلة السورية في نفق مظلم لا يبشر بأي انفراج ما دامت الأمور بقيت على حالها من دون حلول ناجعة وجذرية.

إلغاء

يدرك جميعنا أن دوري الرجال منذ سنوات الأزمة بات بلا لون ولا رائحة، والمنافسة باتت معروفة ومحصورة بين ثلاثة أندية، والهجرة التي شهدتها سلتنا كانت كافية في تراجع مستوى أنديتها، واللاعبون النجوم الكبار باتوا معروفين ومعدودين وأينما حضروا كانت الانجازات وسط تراجع مخيف لباقي الأندية، إضافة إلى أن صفقات الانتقال أصبحت شبه معدومة لعدم وجود لاعبين يوازي مستواهم الفني حجم تلك العقود المالية المبرمة لهم، هذا الوضع جعل أنديتنا تنوء تحت وطأة الأعباء المالية نتيجة إبرامها لعقود احترافية كبيرة من دون أن يكون هناك فائدة فنية تذكر تصب في مصلحة سلتنا ومنتخباتنا، والسؤال الذي يتبادر للأذهان: ما الفائدة من إقامة دوري للرجال من دون أن يكون هناك فائدة فنية جيدة، وأليس من الضروري أن تعيد الأندية ترتيب أوراقها وتنسى فرق الرجال لتتمكن من صب جل اهتمامها بفرق القواعد، والعمل بها على أسس سليمة وعلمية مدروسة، وتوفر كل المناخات الملائمة لها، فما المانع إذاً من إلغاء دوري الرجال لمدة ثلاث سنوات على أمل بناء جيل سلوي في جميع الأندية عبر إقامة دوري للشباب ولجميع الفئات العمرية، ونوليها كل الرعاية والاهتمام مادياً وإعلامياً وإدارياً، فذلك أفضل بكثير من هدر الأموال الطائلة على مباريات طابقية خالية من الإثارة والمنافسة والندية.

خلاصة

على اتحاد السلة العمل على مخاطبة أنديته من أجل بيان مدى إمكانية إلغاء دوري الرجال، والعمل والتعاون على بناء جيل سلوي واعد، ولا ضير من تولي أبرز مدربينا الوطنيين قيادة فرق الشباب والناشئين من أجل خلق حالة من التنافس بين هذه الفرق، وزيادة عدد مبارياتها بما ينعكس عليها بالفائدة الفنية التي نتمناها ونتطلع إليها، وعلينا الصبر لمدة موسمين أو ثلاثة حتى نتمكن من إعادة دوري الرجال بلاعبين من مستوى عال ونجوم من الطبيعي أن يتألقوا في سماء سلتنا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن