رياضة

نجومية الكبار

| مالك حمود

الحفاظ على النضارة والجمال هاجس الكثيرين في مجتمعنا ويشغل اهتمام حيز كبير من الطب وابتكاراته في عمليات التجميل بمختلف أشكالها وتفرعاتها وغاياتها، ولكن مهما اتسعت نجاحات الطب وإبداعاته تبقى نتائجه شكلية، ولا تلامس العمق، فالتجميل في المظهر والتصغير في العمر يبدو بالشكل وليس بالمضمون، فهل ينعكس المظهر على الجوهر؟!
مسألة صعبة ولكن العبرة والحكمة والقوة فيمن ينجح في الحفاظ على شبابه وقوته حتى لو فعل الزمن دوره في الشكل الخارجي، ولنا في الرياضة قصص وعبر، فكم هو رائع أن يتم اختيار نجم كرة السلة اللبنانية فادي الخطيب ضمن التشكيلة المثالية لبطولة الأندية الآسيوية الأخيرة لكرة السلة.
وحده الخطيب- من بين اللاعبين الآسيويين- الذي تم اختياره ضمن أفضل خمسة لاعبين ليقف بعزة وشموخ بين أربعة لاعبين أجانب (مستوردين)، ليؤكد أنه النجم الكبير والمعدن الأصلي الذي لا يصدأ واللاعب المعطاء والفنان والمبدع على الرغم من اعتزاله اللعب مع المنتخب منذ قرابة السنتين، لكن ذلك لم يكن سوى حافز له للحفاظ على ألقه واسمه وسمعته والنجومية الكبيرة التي بناها عبر عشرات السنين.
فادي الخطيب الملقب بـ(التايغر) مرة جديدة يثبت أنه (نمر) السلة الذي مازال يعطي حتى لو تخطى الـ(37) عاما!
ما حققه فادي هو درس لكل الطامحين بالنجومية، ومثال حي لمن يريد الحفاظ على نجوميته، فالنجومية هي عشق للعبة وتدريب مضن ومشقة وحرمان وصبر وإرادة وتصميم، وكلما كبر اللاعب باتت المهمة أصعب، والتدريبات يفترض أن تكون أكبر وأكثر لتطوير الفاعلية أو الحفاظ على ما وصلت إليه على أقل تقدير وبالطبع فهذه مسألة في غاية الصعوبة وللعمر حقه، ولكن للحكمة والحنكة دورها لإثبات النجومية الحقيقية.
الكلام عن نجومية فادي الخطيب تقودنا لمسألة دعوة الهداف الأسطوري رجا رافع للمنتخب الوطني، رجا الذي أعلن اعتزاله اللعب مع المنتخب مؤخراً تتم الاستعانة به مجدداً لدعم القوة الهجومية السورية لتحقيق حلمها نحو المونديال، ولكن بالأساس قرر الاعتذار عن اللعب مع المنتخب الحالي؟!
وهل اختلفت الأحوال بين الأمس واليوم كي يتم اللجوء إليه مجددا؟! لا شك أن حاجة المنتخب لهداف بكفاءة (أبو فهد) تستوجب دعوته والاستعانة بقدراته وخبراته، وكل الأمنيات أن يكون بجاهزيته الفنية والبدنية الكاملتين، والأهم الجانب البدني فالزيادة في الوزن باتت واضحة على ثعلب كرتنا الذي نفخر به ونعتز بقدراته التي قلما تتوافر عند هداف آخر، وعندما يكون هدافاً متميزاً في الكرة السورية على الرغم من (زيادة وزنه) ترى كيف سيكون لو كان ضمن الوزن المثالي كي نراه (تايغر) الكرة السورية؟!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن