سورية

الدول الغربية ستحترم موقف روسيا … المعارض خدام: طرد داعش من الموصل سيقويه في سورية وأميركا لا تريد القضاء عليه في الرقة

اعتبر المعارض منذر خدام، أن طرد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية من محافظة الموصل العراقية «سوف يقويه في سورية»، وأن الولايات المتحدة الأميركية «لن تتدخل للمساعدة في القضاء على داعش في المدى المنظور» في محافظة الرقة السورية، محذراً من أن يتم استخدام التنظيم لاحقاً «لمزيد من الاستنزاف في سورية».
وفي تصريح لـ«الوطن»، حول بدء الجيش العراقي والقوى الرديفة له عملية تحرير الموصل وما يمكن أن يتمخض عنها، قال خدام: «تعلن أميركا أنها سوف تطرد داعش من العراق إلى سورية، وهذا بالتأكيد سوف يقويه (في سورية) وربما يستخدم لاحقاً لمزيد من الاستنزاف فيها».
وأعرب خدام عن اعتقاده بأن «أميركا لن تتدخل للمساعدة في القضاء على داعش في المدى المنظور» في سورية، موضحاً أن «ثمة خشية حقيقيه لدى الأردن من أن يلجأ بعض عناصر داعش إليه وربما إلى دول الخليج».
واعتبر خدام، أن «المعركة مع داعش في سورية سوف تكون معقدة وهي له (مسألة) حياة أو موت». وشهدت مدينة لوزان السويسرية السبت اجتماعاً استمر 4 ساعات لبحث الأزمة في سورية بمشاركة وزيري الخارجية الروسي والأميركي وعدد من وزراء خارجية بعض الدول في المنطقة والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا. وأخفقت محادثات لوزان التي دعا إليها كيري في الاتفاق على إستراتيجية مشتركة مع روسيا لإنهاء الأزمة في سورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات. ومن اللافت أن أوروبا لم تشارك في الاجتماع. وقال خدام في تعليقه على الاجتماع وما تمخض عنه وعودة التواصل بين أميركا وروسيا بشأن سورية وإن لم تكن بشكل ثنائي: «العلاقات بين الدول الكبرى أعقد مما يظهر على السطح أو ما يتم تداوله في الإعلام». وأضاف: «لا تستطيع الدول الكبرى إغلاق قنوات التواصل بينها وأعتقد أن التواصل الروسي الأميركي لم ينقطع وقد يكون أصبح أقل حضوراً في الإعلام».
ورأى خدام أنه «ليس من مصلحة روسيا أو أميركا عدم التواصل ومن قنوات التواصل كانت قناة لقاء لوزان متعددة الأطراف التي تم الدعوة لها للتداول أصلاً بأفكار كانت روسيا وأميركا قد بحثتها وتم التوافق عليها».
وأوضح خدام «بالنسبة لروسيا تصر على فصل جبهة النصرة عن بقية فصائل المعارضة المسلحة رغم علمها بصعوبة تحقيق ذلك، على حين أميركا توافق على المسألة من حيث المبدأ لكنها أرادت أن تحيل المسؤولية عن ذلك للدول الإقليمية الداعمة للمعارضة المسلحة بما فيها جبهة النصرة».
وقال: «اجتماع لوزان وأي لقاء سوف يعقد في المستقبل لا يستطيع الخروج عن الاتفاقات الروسية الأميركية». وعن التصعيد السياسي الحالي مع روسيا من أميركا والدول الغربية بشأن الأزمة في سورية وإمكانية أن تقدم روسيا تنازلات، قال خدام: «الروس ليس لديهم ما يتنازلون عنه. موقفهم يستند إلى وقائع الميدان وإلى القانون الدولي وإلى محاربة الإرهاب».
وأضاف: «لديهم مصلحة حقيقية في الحل وهم مستعجلون إليه على عكس مواقف الدول الغربية (التي) لا تريد الحل بل مزيد من استنقاع الواقع السوري واستنزاف روسيا وإيران وغيرها من القوى الحليفة للنظام».
وتابع: «في وقت يسوق الغربيون مواقفهم إعلامياً وينجحون في ذلك، هم في الواقع يدركون أن مواقف روسيا في سورية قوية وفي النهاية سوف يحترمونها».
ومضى خدام قائلاً: «ليس من مصلحة أحد العودة إلى مناخات الحرب الباردة ولنتذكر لقاء (الرئيس الأميركي) أوباما مع مستشاريه وماذا تمخض عنه ولنقارنه مع ما تم التهويل به في الإعلام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن