سورية

تركيا تعلن «الباب» هدفها الجديد بعد «دابق».. أردوغان للتحالف الدولي: ما لم تخرج «حماية الشعب» من منبج فإن «شراكتنا ستنتهي»

| وكالات

هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بالانسحاب من التحالف الدولي الذي تقوده لقتال تنظيم داعش في كل من سورية والعراق، ما لم تخرج «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينة منبج بريف حلب الشمالي، في وقت أعلنت أنقرة أن الهدف التالي لعملية «درع الفرات» بعد قرية دابق سيكون مدينة الباب.
وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر القانون الدولي بمدينة إسطنبول التركية، ذكّر أردوغان بأن قوات التحالف الدولي وعدت أنها لن تسمح لقوات حزب الاتحاد الديمقراطي (بيدا) وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب، بالدخول إلى منبج، لكنه اعتبر أنها أخلفت في تحقيق وعدها. وأضاف: «بناء على ذلك قمنا نحن باللازم وبدأنا عملية «درع الفرات»، وأقولها من هنا: إن لم تطهّر المنطقة من حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية فإن شراكتنا ستنتهي».
ويوحي كلام أردوغان بعزمه سحب الموافقة التركية على عمل طائرات التحالف الدولي انطلاقاً من القواعد العسكرية التركية، وبالأخص قاعدة أنجرليك، وخصوصاً أنه أشار قبل يومين إلى أن الولايات المتحدة بنت مطاراً في منطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي القريبة من الحدود التركية، من دون استشارة أنقرة.
وقبل أشهر، تمكنت «قوات سورية الديمقراطية»، وعمادها «وحدات حماية الشعب» مدعومة بطيران التحالف الدولي، من طرد عناصر تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية من مدينة منبج. وأطلقت تركيا عملية «درع الفرات» أواخر شهر آب الماضي، بهدف تطهير المنطقة الواقعة ما بين جرابلس والراعي، بما في ذلك منبج والباب، من داعش ووحدات حماية الشعب. ونجحت الميليشيات المتحالفة مع تركيا في إقصاء «حماية الشعب» عن بلدة جرابلس، وتطهيرها من داعش. وبناء على وساطة أميركية انسحبت عناصر الوحدات من منبج على حين احتفظت «قوات سورية الديمقراطية» بالسيطرة على المدينة. وتريد أنقرة تسليم منبج للمليشيات المنضوية تحت لواء عمليتها «درع الفرات»، وهي تمارس ضغوطاً دبلوماسية على واشنطن وعسكرية على «بيدا»، من أجل ذلك، من دون أن تلاقي أي نجاح حتى الآن.
تصريحات أردوغان التصعيدية حيال الولايات المتحدة جاءت، في حين بحث رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد في مقر السفارة التركية بالعاصمة الأميركية «آخر التطورات الحاصلة في سورية والعراق، والحملة العسكرية على مدينة الموصل»، حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء.
ووصل آكار إلى واشنطن للمشاركة في اجتماع رؤساء أركان جيوش الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش.
على خط مواز، رحّب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، بتحرير قرية دابق من قبضة داعش. واللافت أنه فصل ما بين الدور الذي لعبته تركيا في العملية ودور التحالف الدولي، إذ قال في بيان نشرته وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» على موقعها الرسمي: «أرحب بتحرير بلدة دابق، الذي تحقق من خلال الدعم الكبير من حليفتنا تركيا والتحالف الدولي». ووصف كارتر استعادة دابق بأنها «ضربة عسكرية ورمزية» للتنظيم المتشدد، ذاكراً أن تحرير القرية يمنح الحملة الرامية لهزيمة داعش «قوة دفع جديدة». وتوجه بالشكر إلى «السوريين الذين قاتلوا من أجل تحرير دابق، وإلى تركيا لتنسيقها الوثيق أثناء العملية».
كما رحبت كل من قطر والسعودية بتحرير دابق. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» عن مصدر مسؤول في الخارجية السعودية، قوله: «هذا الانتصار يعد ضربة جديدة ضد داعش، لما تحمله البلدة من بُعد رمزي للتنظيم الإرهابي، وخطوة مهمة في طريق دحر الإرهاب».
وعقب تطهير دابق من داعش، أعلن أن ميليشيات «الجيش الحر» المدعومة تركياً، ستواصل تقدمها باتجاه مدينة الباب.
وقال المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين: «من الناحية الإستراتيجية من المهم أن قوات الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا ستواصل تقدمها باتجاه الباب. وهو معقل إرهابي رئيسي» مضيفاً: إن المنطقة حول دابق يجري تطهيرها لتسهيل عودة المدنيين. ونقلت وكالة الأنباء «رويترز» عن كالين قوله: «ستستمر عملية درع الفرات حتى نقتنع بأن الحدود آمنة تماماً، وأن من المستحيل تنفيذ هجمات إرهابية ضد المواطنين الأتراك وأن يشعر الشعب السوري بالأمان».
وقالت القوات المسلحة التركية في بيان مكتوب، حسب «رويترز»، إن السيطرة على دابق قضت على خطر الصواريخ التي يطلقها المتطرفون على تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن