الأولى

مصر تتحرك لاستعادة دورها الإقليمي خارج العباءة السعودية … اللواء مملوك يدشن من القاهرة بداية تنسيق سياسي وأمني

في إطار تبدلات بدأت تظهر على السياسة الخارجية المصرية تشير إلى عودة القاهرة لتفعيل دورها الإقليمي المستقل خارج العباءة السعودية، استقبلت العاصمة المصرية أول من أمس رئيس مكتب الأمن الوطني في سورية اللواء علي مملوك في زيارة رسمية استغرقت عدة ساعات والتقى خلالها المسؤول السوري الرفيع بنائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري اللواء خالد فوزي وكبار المسؤولين الأمنيين.
ووفقاً لبيان نقلته وكالة «سانا» للأنباء فإن الطرفين اتفقا على تنسيق المواقف سياسيا بين البلدين وتعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرضان له.
وهذه الزيارة ليست هي الأولى لمملوك إلى مصر، لكنها الوحيدة التي يتم الإعلان عنها رسمياً، إذ سبق وأن زار رئيس مكتب الأمن الوطني القاهرة في أيلول العام الماضي بعيداً عن الأضواء، كما زارها عدد من الوفود الأمنية السورية دون الإفصاح عن ذلك.
ويأتي الإعلان عن زيارة مملوك بعد سلسلة مواقف مصرية انطلقت من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلالها وقوف مصر إلى جانب وحدة الأراضي السورية ومع الحل السياسي للأزمة، كما صوتت مصر لصالح مشروع القرار الروسي الخاص بوقف العمليات العسكرية في حلب وصوتت على مشروع القرار الفرنسي أيضاً، في إشارة إلى موقفها المعتدل من الصراع على سورية وضرورة وقف نزيف الدماء والشروع في الحل السياسي الذي تعثر نتيجة رفضه من السعودية وتفضيل الحل العسكري ودعم الإرهابيين بالمال والسلاح.
وبحسب مصادر دبلوماسية فإن زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني إلى القاهرة هي سياسية بامتياز، ومع الإعلان عنها، يصبح مملوك أرفع مسؤول سوري يزور العاصمة المصرية بدعوة من القاهرة لتنسيق المواقف السياسية.
ورأت المصادر أنه وحتى الآن لا يمكن اعتبار الزيارة بمثابة «طلاق رسمي» بين القاهرة والرياض التي أوقفت تزويد مصر بالنفط نتيجة سياساتها الانفتاحية تجاه سورية، لكن الأكيد أن مصر اتخذت قرارها باستقلال سياستها الخارجية عن سياستها الاقتصادية والدعم الموعود من الدول الخليجية.
ورأت المصادر أن الرئيس السيسي يحاول إمساك العصا من المنتصف تجاه أزمات المنطقة وخصوصاً في سورية والعراق واليمن، على خلاف سلفه محمد مرسي الذي اتخذ مواقف عدائية، كما أنه اتجه نحو الانفتاح أكثر مع روسيا التي ساهمت دبلوماسيتها النشطة بتصدع جدار العداء ضد الحكومة السورية.
وبدا لافتاً أنه وبعد مغادرة مملوك القاهرة، وصل وفد أمني سعودي وبحث مع القيادة المصرية قضايا أمنية لم يكشف عن مضمونها، كما انبرى معارضون سوريون إلى إبداء غضبهم من الزيارة التي جاءت على خلاف ما يتمنون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن