عربي ودولي

أوروبا تخشى تدفق مزيد من الإرهابيين على أراضيها في حال استعادة الموصل

تواجه أوروبا خطر تدفق أعداد جديدة من الإرهابيين في حال استعادت القوات العراقية السيطرة على معقل تنظيم «داعش» في مدينة الموصل العراقية، حسبما حذر مسؤولون ومحللون أمس الثلاثاء، ما يعزز مخاوف القارة التي شهدت سلسلة هجمات نفذها إرهابيون.
وخلال العامين الماضيين توجه آلاف الأوروبيين إلى العراق وسورية للانضمام إلى الجماعات المسلحة، ولكن وبعد أن مني تنظيم الدولة بسلسلة من الهزائم هذا العام في سورية والعراق، بدأ عدد من المقاتلين بالعودة إلى أوروبا.
وفيما تواصل القوات العراقية هجومها على الموصل التي سيطر عليها التنظيم قبل عامين، حث خبراء دول أوروبا على الاستعداد لاستقبال مزيد من الجهاديين المتمرسين في القتال والمستعدين لشن هجمات في أوروبا.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة «دي فيلت» الألمانية أمس حذر المفوض الأوروبي للأمن جوليان كينغ من تدفق جهاديين من تنظيم «داعش» إلى أوروبا في حال سقوط الموصل. وقال: إن «استعادة الموصل، معقل تنظيم داعش في شمال العراق، يمكن أن تؤدي إلى عودة مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية إلى أوروبا، مصممين على القتال».
وقال المفوض البريطاني: «حتى عدد ضئيل (من الجهاديين) يشكل خطراً جدياً علينا أن نستعد له» من خلال «زيادة قدرتنا على الصمود في وجه الخطر الإرهابي».
ومن جانبه رأى كريس فيليبين المدير الإداري لمعهد ايبسو لاستشارات مكافحة الإرهاب أن تنظيم داعش «يدخل مرحلة جديدة»، مضيفاً إنه عندما يفقد «مقر خلافته» فإن التنظيم «سيجبر مقاتليه على خوض حرب شوارع أو أعمال إرهابية».
وأضاف: إنه باستعادة الموصل «أعتقد أننا سنرى زيادة في الهجمات الإرهابية في شمال إفريقية والغرب»، لافتاً إلى أن المقاتلين سيختبئون في الطرق التي يستخدمها اللاجئون لدخول أوروبا.
ومن جهته اعتبر مصدر أمني فرنسي أن التحالف الذي يقاتل تنظيم «داعش» يجب أن يفعل كل ما بوسعه لمحاصرة الجهاديين في الموصل ومنعهم من اللجوء إلى أماكن أخرى. وأشار إلى أنه رغم أن نحو 400 فرنسي لا يزالون في مناطق النزاع إلا أن عدداً أكبر بكثير من هؤلاء يتحدر من دول أخرى من بينها الشيشان.
ويقول خبراء إن التهديد الذي يشكله العائدون سيتجاوز أوروبا وسيمتد إلى روسيا إضافة إلى دول شمال إفريقية وجنوب شرق آسيا.
وتشعر فرنسا بشكل خاص بالقلق من عودة إسلاميين إلى أراضيها لكونها شهدت العديد من الهجمات الإرهابية ومن بينها الهجوم الذي شهدته العاصمة باريس في 13 تشرين الثاني وشارك فيه إرهابيون عائدون من سورية وأسفر عن مقتل 130 شخصاً.
أما في ألمانيا التي استقبلت نحو 900 ألف طالب لجوء العام الماضي، فتزداد الشكوك حول القادمين الجدد خصوصاً بعد هجومين ارتكبهما في تموز لاجئون باسم تنظيم «داعش».
وأثار رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية هانز جورج ماسين احتمال ظهور مشكلة أخرى هي جر اللاجئين في ألمانيا إلى التطرف.
وسجلت نحو 340 حالة لإسلاميين يتظاهرون أنهم عمال إغاثة للوصول إلى مراكز طالبي اللجوء، بحسب ماسين، مشيراً إلى أن العدد الحقيقي يمكن أن يكون أكبر بكثير.
(أ ف ب- وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن