شؤون محلية

نظامي..!!

| محمد حسين

«في أزمنة الحروب كالتي نعيشها يصبح الحديث عن القضايا الخدمية والحياتية وكأنه من نافل القول أو مجرد حديث عابر في زمن عابر».. هكذا يقول لك محدثك بطريقة حادة جازمة كمن يصفعك بقفا يده.. ضارباً عرض الحائط بكل تقاليد الكياسة واللطافة وحتى الاعتراف بجدوى عملك الذي تعتقد كما يعتقد الكثيرون أنه مهم ولا غنى عنه، فالحياة ستستمر وكذلك عملنا اليومي في الكشف والمتابعة والإضاءة على ما يشغل بال الناس في حياتهم اليومية وأكلهم وشربهم أيضاً.
وبقليل من التفكير المنطقي يمكن الإدراك أن ذلك على غاية من الأهمية حتى في زمن الحروب التي يفترض فيها تكثيف عملنا كواجب وطني لا يمكن السكوت حياله تماماً كمن حمل بندقيته وذهب إلى ميادين القتال دفاعاً عن وطنه وأهله.
في أزمنة الحروب كالتي نعيشها يصبح لزاماً علينا جميعاً (كإعلاميين) نقل معاناة الناس بصدق وشفافية ليس لأننا مع (النظام ضد الفوضى) فقط بل لأننا لا نقل وطنية عمن يسهرون في العراء لحماية أمننا واستقرارنا غير مبالين بظروف الطقس ووحشية الأعداء ودموية من يقفون خلفهم من دعاة القتل والإرهاب.
في أزمنة الحروب كالتي نعيشها يصبح الاهتمام بترقيع حفرة في شارع أو السعي لإيجاد فرص عمل أو «النقّ» على الغلاء المستشري وفضح تجار الدم الذين يجلسون بيننا وينخرون في جسد النظام وحتى بعض من يجلسون على كراسي الإدارة ولا همَّ لهم إلا تعبئة جيوبهم بالمال الفاسد الحرام وحتى.. وحتى..!! يصبح الاهتمام بكل ذلك وغيره الكثير واجباً مقدّساً لا يجوز التغافل أو التناسي عن القيام به تحت أي مسمى كان!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن