سورية

المسلحون يصعدون بالقذائف على المدنيين وارتقاء 4 شهداء … حلب مستعدة لوجستياً لخروج «فتح الشام»

| حلب – الوطن

اتخذت محافظة حلب ما يلزم من الإجراءات اللوجستية لخروج مسلحي «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) من الأحياء الشرقية للمدينة اعتباراً من الثامنة صباح اليوم وحتى الرابعة عصراً عبر معبرين في الوقت الذي صعد فيه المسلحون من إطلاق قذائفهم المتفجرة صوب السكان المدنيين على الرغم من بادرة حسن النية من الجيشين السوري والروسي بوقف الغارات الجوية لليوم الثاني على التوالي أمس.
وأنهت المحافظة كل الاستعدادات اللازمة لإخراج مسلحي «فتح الشام» من خلال معبري بستان القصر- المشارقة في مركز المدينة وتقاطع مستديرة الجندول – الليرمون حتى مفرق طريق الكاستيلو شمالها واتخذت إجراءات أمنية مكثفة في المدينة في الشوارع والأحياء التي ستسلكها الباصات التي تقل المسلحين إلى خارج المدينة وجرى غلق كل نوافذ الباصات، التي وضعت عند مدخل المعابر، بحيث لا يتمكن من بداخلها رؤية خارجها وبالعكس، وفق قول مصدر في محافظة حلب لـ«الوطن».
وحددت المحافظة 6 معابر إنسانية أخرى لخروج المدنيين من سكان الأحياء الشرقية بأمان وهي مدرسة حاج منير باتجاه المطار وجامع المسجد باتجاه كنيسة القديس جورجي وكراج الصاخور باتجاه مسجد حجار، وذلك شرق المدينة ومدرسة شيخ سعيد باتجاه الحاضر جنوب شرق والمدينة الصناعية في الشيخ نجار باتجاه البريج شمال شرق المدينة بعد أن تم تحديد ثلاثة أيام تمتد من اليوم إلى السبت القادم لخروج المدنيين من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر. وطلب من المدنيين اصطحاب وثائقهم الشخصية والاقتراب مسافة كافية مرئية من حواجز الجيش العربي السوري قرب المعابر لتأمين خروجهم بأمان وفق خطة مدروسة وضعت تدابيرها من قبل.
وبينما أعلن المتحدث الرسمي لـ«فتح الشام» حسام الشافعي موقفها الرافض للخروج من أحياء حلب الشرقية، وفق ما جاء في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، والاستجابة للهدنة من طرف واحد التي أعلنتها وزارة الدفاع الروسية والتزم بها الجيش السوري، رأى خبراء عسكريون لـ«الوطن» أنه من المبكر استباق الحديث والقول بفشل المبادرة في ظل وجود تململ كبير في عناصر «فتح الشام» وانهيار في معنوياتهم وتراجع في حاضنتهم الشعبية ومن الميليشيات المسلحة الداعمة لهم.
وعلى الرغم من وقف الطيران الحربي في الجيشين السوري والروسي غاراتهم الجوية لليوم الثاني على التوالي أمس فوق الأحياء الشرقية من المدينة إلا أن المسلحين أمطروا أحيائها الغربية الآمنة التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري بالقذائف المتفجرة وخصوصاً أحياء الفيض والمشارقة والحمدانية ما أدى إلى استشهاد 4 مدنيين بينهم طفلة برصاص القنص وجرح أكثر من 20 آخرين منهم.
وتواصلت أمس التظاهرات الشعبية في أحياء المدينة الشرقية المنددة بالمسلحين وتجاوزاتهم جراء مصادرتهم المواد الغذائية من المخازن بذريعة دعم المجهود الحربي «الجهادي» للمسلحين وخصوصاً من «فتح الشام»، الأمر الذي قاد إلى موجة غلاء جديدة يستحيل على السكان تحملها بعدما ارتفعت أسعار السلع والمواد الغذائية إلى أكثر من عشرين ضعفاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن