ملتقى النحت على الخشب …سورية جسر المحبة 2015
عامر فؤاد عامر :
حمل اسم «سورية جسر المحبة»، فكان على مدى 14 يوماً من النشاط المتتابع، والتعاون في ورشة عملٍ مؤلفةٍ من 10 فنانين من المحافظات السوريّة، و5 فنانين مساعدين من طلاب المعهد التقاني للفنون التطبيقيّة، وكليّة الفنون الجميلة في دمشق، لتتجسد في الختام منحوتاتٍ عشر غاية في الجمال والحبّ والدهشة البصريّة. والمكان هو قلعة دمشق، الرمز الكبير الراسخ في ضمير المواطن السوري، والتي تحمل جماليّة بناء الفنّ العمراني الساحر، الذي يرمز للمقاومة والصمود في آن معاً، ومعاني المكان؛ هي مؤشر الاستمراريّة لحضارتنا، ولفنّنا السوري الذي يمتد في جذوره لما قبل الميلاد بآلاف السنين، وتأتي اليوم ملتقيات الفنّ كـ«سورية جسر المحبة» لتمنحنا لغة متجددة في الاستمرار والبقاء.
مدير مديريّة الفنون الجميلة في دمشق «عماد كسحوت» كان أحد المشاركين في الملتقى، والذي أوضح لنا من خلال حديث خاصّ للوطن أن انتقاء الفنانين جاء ضمن إستراتيجية تعتمدها وزارة الثقافة في دعوة الفنانين من كلّ المدن السوريّة للمشاركة والمساهمة في الملتقيات والمعارض التي تقام برعايتها، وفي هذا الملتقى بالتحديد كان الاهتمام بالأسماء الجديدة من الفنانين التشكيليين، الذين لا مشاركات سابقة لديهم، أو من الفنانين ذوي المشاركات القليلة، وذلك رغبةً في منح الفرصة لأولئك وتشجيعهم أكثر ليكونوا في ساحة العمل والنشاط الفني دعماً للحركة التشكيليّة في سورية، أمّا عن وجود الفنان المساعد كعنصر فعّال في ملتقى سورية جسر المحبة 2015 فيقول «عماد كسحوت» أيضاً: «هم خمسة فنانين مساعدين شاركوا في الملتقى ورغبنا في إقحامهم في التجربة وهم من طلاب قسم النحت في كليّة الفنون الجميلة والمعهد التقاني للفنون التطبيقيّة، وذلك ليستفيدوا من هذه المشاركة في تكوين خبرة عمليّة يستقونها من خلال الاحتكاك بالفنانين العشرة المشاركين في الملتقى، فبهذا الاحتكاك، والعمل، والمراقبة ستزداد معرفتهم في العمل التشكيلي، ليستمروا ويكملوا طريقهم في هذا الميدان، من خلال الخبرة العمليّة التي هي جزء مهم جداً من تجربة الفنان، إذ لا يكفي الاعتماد على دراسته في المعهد أو الكليّة أو فقط من خلال تجاربه الفردية والخاصّة، بل إن زجّهم في هذه الملتقيات سيدفعهم في الطريق أكثر».
عشر منحوتات تراوحت كلّ واحدة منها بين المتر ونصف، والمترين، وحملت أساليب مختلفة في التجريد، فكان لكلّ فنان لمسته الخاصّة لكن ما يجمع بينها جميعاً هو اللمسة السوريّة ومن بيئتها على تنوعها واختلافها، وهذا ما أكدّه الفنان «عماد كسحوت» الذي أشار إلى أن الزائر للمعرض سيجد البصمة السوريّة في جميع الأعمال على الرغم من استقلاليّة كلّ فنان من المشاركين في أسلوبه الخاصّ، أمّا عن تكريم الفنان المشارك ودعمه في هذا الملتقى فقال لنا: «دعمت وزارة الثقافة الملتقى ضمن الإمكانات المتاحة وبصورة كاملة من الناحية المعنوية والمادية، فكان هناك مكافآت ماليّة خُصصت للمشاركين منهم، إضافة لرعايتها في الخدمة اليوميّة طوال فترة العمل، ثم كانت الشهادات التقديريّة التي وزّعت عليهم جميعاً في نهاية الملتقى». وفي سياق الحديث تمّت الإشارة أيضاً إلى التحضير للنشاطات القادمة من ملتقيات تُعنى بالحركة الفنيّة التشكيليّة والتي يتمّ السعي لتفعيلها بجهود الوزارة والمديريّة، من خلال وجود مشاركات اقتصاديّة واجتماعيّة لنشر الثقافة البصريّة أكثر، فالفنّ التشكيلي يعدّ من أهم الثقافات التي ترفد المجتمع، وتنهض وترقى به.
يذكر أن ملتقى النحت «سورية جسر المحبّة» 2015 أقيم برعاية وزارة الثقافة– مديرية الفنون الجميلة، بالتعاون مع المعهد التقاني للفنون التطبيقيّة، في قلعة دمشق، وضمّ كلاً من الفنانين: «محمد ميرا، وسمير رحمة، وعماد كسحوت، وحسان حلواني، وعادل الخضر، ونسرين الصالح، ويسرا محمد، وفيصل الذياب، ومحمد أبو خالد، ومأمون الكردي».