رياضة

بعد هذا التراجع.. منتخبات السلة الأنثوية آخر أولويات القيادة الرياضية

توسمنا خيراً بقرار المكتب التنفيذي المتضمن الموافقة على دعم منتخبات كرة السلة للموسم المقبل، وحسبنا أن منتخبات السلة سوف تشهد دعماً غير محدود، وأنها ستدخل مرحلة جديدة من الإعداد والتحضير على عكس تحضيراتنا السابقة التي لم تأت بأي شيء جديد لجميع منتخباتنا، لكن توسمنا هذا لم يدم طويلاً بعدما تأكدنا من مصدر مطلع في اتحاد كرة السلة أن دعم القيادة الرياضية للمنتخبات سوف يقتصر على منتخب الرجال ومنتخب الناشئين تحت 16سنة فقط، على حين تناسى القائمون على رياضتنا باقي منتخبات السلة، ويأتي في مقدمتها منتخب السيدات الذي بات في عالم النسيان، ولم يأت أحد على ذكر تشكيله أو التفكير فيه منذ ست سنوات، الأمر الذي ساهم في تراجع مستوى اللعبة بشكل عام في سورية.ومما لا شك فيه أن مستوى اللعبة بدأ بالانحدار منذ فترة طويلة، ولم يسطع في سماء سلتنا الأنثوية أي نجمة جديدة بعد غياب جيل من اللاعبات المتميزات قبل عشرات السنين، ولهذا الغياب أسبابه، يأتي في مقدمتها إهمال الأندية للعبة لأنها تلاشت في أندية كبيرة رغم عراقتها، وساهمت الأزمة التي تشهدها البلاد في إطلاق رصاصة الرحمة على السلة الأنثوية في أغلبية الأندية، وبات معظم اللاعبات يتجمع في ناديين أو ثلاثة لا أكثر، ما أدى إلى حدوث شرخ كبير في مستوى الدوري، وانحصر اللقب بناد واحد لأنه يضم أفضل وأقوى اللاعبات منذ سنوات تحت حجة الاحتراف، على حين بقيت الأندية الأخرى تلعب دور الكومبارس، وتتنافس على مركز الوصافة لا أكثر، ناهيك عن هجرة بعض اللاعبات المتألقات لخارج البلاد ما أفقد الأندية أبرز اللاعبات من دون أن يكون هناك بدائل جديدة فكان التراجع عنواناً بارزاً لأغلبية فرق الدوري باستثناء ناد أو اثنين على أكثر تقدير.

منتخب أزمة
لم يتمكن اتحاد كرة السلة من العمل على استغلال هذا التوقف الإجباري عن المشاركات العربية لمنتخب السيدات، والعمل بهدوء وترو على منتخب نواته من اللاعبات الناشئات اللواتي أكدن أن سلتنا تمتلك جيلاً متميزاً بهذه الفئة يمكن أن نصنع منتخباً قوياً للمستقبل ينافس على الصعيدين العربي والآسيوي، لكن القائمين على اللجنة الأنثوية لم يخطر ببالهم مثل هذه الأفكار التطويرية، ولن نحملهم كامل المسؤولية لأن أغلبية أعضاء الاتحاد ليسوا فنيين، ولا يملكون تلك الرؤية الفنية بعيدة المدى لوضع تصورات جديدة للعبة، ناهيك عن ضعف الإمكانات المادية التي تعاني منها المنظومة الرياضية بشكل عام، والتي انعكست سلباً على واقع السلة الأنثوية، فباتت سلة الرجال تغنج بكل ما لذ وطاب في جميع الأندية وعلى حساب السلة الأنثوية التي لم تتمكن من أن تستعيد ألقها.. لم يكن أشد المتشائمين بسلة الأنثوية يتوقع لها أن تصل لهذه المرحلة من التراجع والانحدار، وبدلاً من دعمها والعمل على تشكيل منتخباتها على أسس سليمة للمستقبل، قررت القيادة الرياضية الحكم عليها بالإعدام لأن الوضع الحالي كفيل بتراجع مستواها إلى حد الهاوية، ووقتها لن تنفع كل محاولات العطارين في تجميلها وإعادة الحياة لها من جديد، لذلك لابد لاتحاد السلة من البحث عن مخرج جديد وبجهود شخصية من أجل توفير الدعم اللازم للعبة الأنثوية خوفاً من تفاقم أوضاعها ووصولها لغرفة الإنعاش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن