رياضة

صراع الوحوش

| خالد عرنوس

قبل أيام قليلة أجريت قرعة نهائيات كأس الأمم الإفريقية بنسختها الحادية والثلاثين والتي ستقام مطلع العام القادم في الغابون وتفاوتت الآراء حول صعوبة مهمة الرباعي العربي الذي سيمثل أبناء لغة الضاد في البطولة الغائبة عنها منذ تتويج أبناء الكنانة بلقبهم السابع عام 2010.
بداية القرعة أوقعت منتخبي الجزائر وتونس في المجموعة الثانية وذلك بسبب التصنيف الذي وضع الممثلين الأربعة في ثلاثة مستويات ما جعل عشاق كرة القدم العربية السمراء يتخوفون من وقوع ثلاثة منهم في مجموعة واحدة إلا أن الحظ اكتفى بجمع نسور قرطاج بمحاربي الصحراء في مجموعة واحدة اعتبرت الأقوى مع وجود السنغال وزيمبابوي وتبدو الأمور فيها غامضة ولا يمكن التكهن بصاحبي بطاقتي ربع النهائي وهي المرة الثانية التي يجتمع الفريقان العربيان بمجموعة واحدة بعد نهائيات 2013 ويومها تذيلا ترتيب المجموعة الرابعة وخرجا من الدور الأول.
المنتخب المغربي يعود إلى البطولة بعدما غاب عن النسخة الأخيرة بسبب عقوبة إدارية وهاهي القرعة تضع أسود الأطلس في مجموعة واحدة مع بطل النسخة الأخيرة (ساحل العاج) والكونغو الديمقراطية وتوغو وهي الثالثة ولا يمكننا وصف مهمة الأشقاء إلا بالصعبة. وحل المنتخب المصري في المجموعة الرابعة إلى جانب غانا ومالي وأوغندا علماً أن منتخبي غانا وأوغندا يتنافسان مع مصر في المجموعة الخامسة لتصفيات مونديال 2018، أما المجموعة الأولى فقد ضمت: الكاميرون والغابون وغينيا بيساو وبوركينا فاسو وهي الأسهل نظرياً.
الغموض يكتنف مهمة الأشقاء على الأراضي الغابونية بكل تأكيد وإن كان الكثير من المتفائلين يرون في عودة المصريين إلى البطولة بعد غياب طويل عن البطولة ووجود المنتخبات الأربعة معاً في النهائيات للمرة الأولى منذ 2006 يثير التفاؤل.
بشكل عام من الصعب التكهن بهوية البطل بل من الصعوبة توقع أركان مربع الكبار ولاسيما مع التقدم الهائل الذي شهدته الكرة الإفريقية بشكل عام، فلم تعد هناك منتخبات ضعيفة والدليل سقوط بعض عمالقة القارة في التصفيات فغاب زعيم البطولة المصري عن ثلاث نسخ فائتة وغاب أسود الكاميرون ومثلهم نسور نيجيريا، وباتت بطولة إفريقية صراعاً بين الوحوش الضارية والطيور الجارحة التي تكنى بها المنتخبات المشاركة.
من جهتنا نتمنى أن تعود الكأس عربية وأملنا بالرباعي العربي كبير فقد اشتقنا كثيراً لرؤية العرب على قمة القارة السمراء بعدما باتت في الصفوف الخلفية للقارة الصفراء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن