سورية

المحيسني: مشروع توحيد المسلحين تعثر.. واندماج قريب داخل «الفتح»

أقر القاضي العام لميليشيا «جيش الفتح» السعودي عبد اللـه المحيسني بـ«تعثر» مشروع اندماج الميليلشيات المسلحة، مرجعاً ذلك إلى اختلافها حول من يكون «الأمير» ومن يدعى إلى الاندماج، ووصف هذه الخلافات بـ«الشكلية». وحمل «الجهادي» السعودي قادة الميليشيات المسؤولية عن إخفاق «الجهاد الشامي» في حال فشله.
ورفض المحيسني الحديث عن إخفاق المشروع، مشيراً في الوقت نفسه إلى قرب حدوث «اندماج جزئي» ضمن غرفة عمليات «جيش الفتح»، والذي يمثل تحالفاً لميليشيات مسلحة تقوده جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
ومؤخرا، أطلق المحسيني مشروع توحيد الميليشيات المسلحة الناشطة على الأراضي السورية. واشترطت ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» ألا يقتصر التوحيد على «المجموعات الجهادية»، وأن يطول إلى جانبها المجموعات المسلحة التابعة لميليشيا «الجيش الحر». ومن دون حماسة، سايرت «فتح الشام» شروط «الأحرار».
وإذعاناً لضغوط «الأحرار» وبقية الميليشيات، أعلن زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني فك الارتباط مع تنظيم القاعدة وتغيير اسم «النصرة» إلى «فتح الشام»، وهو ما أنعش الآمال بإمكانية توحيد الميليشيات المسلحة تحت قيادة موحدة. لكن الموقف الأميركي من «فتح الشام»، ألقى بظلاله على مفاوضات التوحيد. واعتبرت واشنطن أن تغيير اسم الجبهة لا يعني أي فارق.
وشرح المحيسني مجريات المفاوضات. وقال في مقابلة بثت على قناة «أورينت» المعارضة: «قبل شهر بدأت جولة عظيمة لجمع الكلمة، وتعلقت الآمال بهذه الجولة، وكانت أقرب مرة نحاول أن تجتمع فيها الفصائل ونصل إلى مرحلة متقدمة جداً، وكنا متفائلين بجمع الكلمة». واستدرك: «لكن، الذي حدث هو أن الكلمة لم تجتمع، ولم تتوحد الفصائل». مع ذلك، اعتبر أن الحصيلة لم تكن سلبية إذ «لم تتقاتل (الفصائل) ولم تتفرق ولم تتشرذم، وبقيت كما هي عليه، بل أصبحت أحسن مما كانت عليه».
وكان المحسيني، هدد بأن يكشف عن الطرف الذي يقف وراء إفشال مفاوضات الاندماج. ورداً على سؤال عن أسباب تأخره في توضيح أين وصل الاندماج، قال المحيسني: «تأخرت في هذا كثيراً لأن القادة لم يعطوا كلمة واضحة بأن المساعي فشلت، وقبل أربعة أيام تواصلت مع القادة وقالوا لا نعتبر الاندماج فشلاً، بل توقف وتعثر، ولكنه إن شاء اللـه سيكمل».
وكشف «الجهادي» السعودي، أن مفاوضات توحيد المسلحين توصلت إلى الاتفاق على شكل الدولة المستقبلية من دون أن يوضح ماهية الاتفاق، كما أشار إلى نقاش بشأن المقاتلين الأجانب (المهاجرين) من دون أن يوضح ماهيته. وقال: «لما عقدنا الاجتماع الأول طرحت مسائل مهمة وإستراتيجية.. أولاً ما شكل الدولة المستقبلي؟ هذه مسألة مفصلية، تم الاتفاق عليها. المسألة الثانية ما الرؤية في مسألة المهاجرين في حال ضغط لإخراجهم؟»، من دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل.
وأضاف «(تم طرح) المسألة الثالثة ما شكل هذا الاندماج (بين المسلحين)؟ هل هو حكومة، أم فصيل كبير… ، وحلت هذه المسألة. وأخيراً، كيف تضبطك العلاقات الخارجية؟ وضبطت هذه المسألة، ما هو التعامل مع اللجنة الشرعية؟ وضبطت اللجنة الشرعية»، وختم بالقول: «تم الاتفاق على الأمور الأساسية والمفصلية».
وهاجم قادة الميليشيات المسلحة الذين عطلوا الاتفاق. وقال: أن «القادة مخطئون وآثمون بهذا التعطيل، ولا أحمل طرفاً على طرف»، وأضاف محذراً: «إن أخفق الجهاد الشامي أحمّل القادة المسؤولية»، مبيناً أن ذلك يعود إلى تقصيرهم واجتهاداتهم، وأضاف «ظللنا (نتباحث حول) من يكون الأمير؟ قالوا إذا كان الأمير من الجبهة (فتح الشام) ستكون إشكالات مع الخارج، وإذا كان الأمير من الطرف الثاني ستكون إشكالات»، وتابع «ظللنا في هذه النقطة فترة طويلة». ومضى موضحاً نقطة الخلاف الثانية «ثم دخلنا إلى نقطة أخرى، كيف يكون الطابع العام، من الفصائل التي تدعى؟ تدعى الفصائل الأغلب من هذا أو من هذا؟ يعني أمور شكلية التي أخرتنا وليست من صميم الاندماج، وفي آخر المطاف قيل نجتمع في اجتماع قادم فدخل في النفوس ما دخل من تغريدات وإلى ذلك، ولم ندع لاجتماع لاحق».
ورداً على سؤال عما إذا كان الحل يتمثل في استبدال القادة، أجاب المحيسني جواباً حاسماً: «طبعاً لا، وهذا الكلام فيه مبالغة، وإذا جاء اليوم الذي يجتمعون فيه سنقبل أيديهم ورؤوسهم».
وبشر باندماج جزئي ضمن غرفة عمليات «جيش الفتح»، حيث قال: «لا أقول إن جولة الاندماج انتهت بل هي مستمرة، وقريباً ستسمعون عن توحد جزئي فيما يتعلق بالجنود والمقاتلين في جيش الفتح».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن