سورية

أردوغان يغازل روسيا.. وواشنطن تتحدث عن عملية لعزل داعش بالرقة

| وكالات

بعد أن اتضح أن الكثير من الأميركيين غير مهتمين بالعروض التركية لدحر تنظيم داعش عن مدنية الرقة بالترافق مع المعركة الدائرة في مدينة الموصل التركية، وأن أكثر ما يفكرون به حيال معقل التنظيم الرئيسي في سورية لا يتجاوز «العزل» بالتعاون مع «قوات سورية الديمقراطية»، غازل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «صديقه» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل الكفاح المشترك لهزم التنظيمات الإرهابية.
وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر خلال زيارة إلى إقليم كردستان العراق لبحث العملية الدائرة لاستعادة الموصل: «نريد أن نرى بدء عملية عزل حول الرقة بالسرعة الممكنة». وأضاف: «نعمل مع شركائنا هناك (في سورية) للقيام بذلك»، مضيفاً: «ستكون هاتان العمليتان متزامنتين».
وأوضح كارتر أن فكرة شن عمليتين متزامنتين في الموصل والرقة، «هي جزء من تخطيطنا منذ فترة طويلة». وشدد على أن تدمير قدرات داعش على شن عمليات خارجية هو «على رأس أولوياتنا». واعتبر أن القضاء على داعش في الموصل «سيساعد في ذلك، رغم كل المناطق الأخرى التي سيطرنا عليها». وأكد أن جمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية، سيوفر كذلك «فرصاً جديدة لمهاجمة الذين يخططون لعمليات في الخارج».
ويبدو أن حديث كارتر عن العمل مع شركاء بلاده داخل سورية، في إشارة إلى «قوات سورية الديمقراطية» التي تقودها «وحدات حماية الشعب» الكردية، قد أزعج الأتراك، الذين سبق أن أكدوا أنهم سيشاركون في عملية الرقة إذا ما جرى استبعاد «الوحدات» التي يعتبرونها امتداداً سورياً لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنف على اللوائح الإرهابية التركية.
وفي أنقرة، أعلن الرئيس التركي، أن بلاده مستعدة للقيام بالخطوات اللازمة كافة للتعاون المشترك مع روسيا لضرب الإرهاب، معرباً عن حاجته إلى دعم «صديقه بوتين» في الكفاح المشترك لهزم الإرهاب في الشرق الأوسط.
في الغضون، ذكر الجيش التركي في بيان، حسب موقع «ترك برس»، أن مقاتلاته استهدفت 27 هدفاً لتنظيم داعش، و19 هدفاً لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (بيدا) في مناطق من شمال سورية. وتتبع «وحدات حماية الشعب» للاتحاد الديمقراطي.
ووفقاً لوكالة «الأناضول» التركية للأنباء، فقد استمر الجيش التركي في «أنشطة مراقبة، وتحديد الأهداف، وتعزيز التدابير الدفاعية، وتدمير الأهداف المحتملة، في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة بمدينة مارع ومحيطها في محافظة حلب»، في إشارة إلى الاشتباكات الدائرة بين مسلحي الميليشيات المدعومة تركياً المنتشرة في مارع، وعناصر «الوحدات» الموجودة في تل رفعت.
وأشارت الوكالة نقلاً عن مصادر عسكرية تركية إلى أن «المعارضة السورية تمكنت من السيطرة على 156 منطقة مأهولة بالسكان (مدينة، بلدة، قرية)، واقعة على مساحة تقارب ألف و265 كيلو متراً مربع شمالي سورية من أيدي داعش منذ انطلاق عملية درع الفرات أواخر شهر آب الماضي.
وأسفرت الاشتباكات عن قتلى وجرحى بين الطرفين. وشيّعت «وحدات حماية الشعب» أمس الأول أكثر من عشرين قتيلاً من عناصرها ممن قتلوا في الاشتباكات.
واتهم الرئيس المشترك لـ«بيدا» صالح مسلم كلاً من روسيا والولايات المتحدة بإعطاء تركيا «الضوء الأخضر» لقصف «قوات سورية الديمقراطية في شمال حلب»، مؤكداً أن «تركيا لن تستطيع دخول سورية من دون موافقتهما».
مع ذلك، أكد مسلم في مقابلة تلفزيونية أن علاقتهم التحالفية مع قوات التحالف الدولي ما زالت قائمة إلى الآن وأنهم ينتظرون تفسيراً منه للقصف التركي الذي طال مواقع «الوحدت» في تل رفعت وعفرين، لافتاً إلى أن علاقات الحزب مع الولايات المتحدة محصورة بالجانب العسكري. وختم قائلاً: «على الجانب الأميركي والتحالف الدولي أن يقدموا تفسيراً لنا فيما يتعلق بالقصف الجوي التركي، ولا ندري ما يجري خلف الستار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن