سورية

موسكو اعتبرت أن الظروف غير متوافرة لاجتماع دولي حول حلب … الكرملين لم يستبعد إمكانية استئناف «الهدنة» في حلب

| وكالات

لم يستبعد الكرملين إمكانية استئناف «الهدنة» في حلب رغم عدم الفصل بين الإرهابيين و«المعتدلين»، في حين استبعدت وزارة الخارجية الروسية إمكانية عقد اجتماع دولي جديد بخصوصها.
يأتي ذلك بعدما أثبتت التطورات الميدانية والسياسية في مدينة حلب عدم التزام القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بتعهداتها المتكررة حول فصل من تسميها «المعارضة المعتدلة» عن تنظيم «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وإفشال مسلحي الأحياء الشرقية «الهدنة» أكثر من مرة، وفق ما يرى مراقبون. وانتهت يوم السبت الماضي في السابعة مساء «الهدنة» التي أعلنها الجيشان السوري والروسي والتي استمرت ثلاثة أيام وفتحوا لأجلها ثمانية معابر إنسانية اثنان منها مخصصان لعبور المسلحين والباقية لعبور المدنيين من أحياء حلب الشرقية.
وعبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أمس عن عدم تفاؤله إزاء إمكانية الفصل بين مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» والعناصر الإرهابية في حلب مشككاً بإمكانية أن يكون «هذا الأمر قابلاً للتحقق».
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن بيسكوف، قوله: «لم يتم بعد أي فصل بين الجماعات الإرهابية وفصائل ما تسمى المعارضة المعتدلة، وذلك يثير تساؤلات حول إذا ما كان هذا الأمر قابلاً للتحقيق، على وجه العموم»، مشيراً إلى أن استمرار المجموعات الإرهابية في قصف المراقبين داخل المعابر وشن الهجمات على أهم الخطوط الإنسانية، بالدرجة الأولى طريق كاستيلو، لم يصب أيضاً في مصلحة الهدنة وعملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، وتسوية الأزمة السورية عموماً. لكن بيسكوف لم يستبعد إمكانية استئناف «الهدنة» في حلب رغم عدم الفصل بين الإرهابيين و«المعتدلين» في الوقت نفسه.
وفي إجابته عن سؤال: هل يمكن اعتبار كلامه أن استئناف «الهدنة» الإنسانية في حلب لا يمكن أن يحصل قبل الفصل بين «النصرة» وقوى المعارضة «المعتدلة»، قال بيسكوف: «أنا لم أقل ذلك، ومن غير الصحيح فهم كلامي بهذا الشكل. وأما فيما يتعلق بالتفاصيل فيمكنكم التوجه بالسؤال إلى عسكريينا».
وفي وقت سابق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن إعلان هدنة إنسانية جديدة في مدينة حلب السورية أمر «غير مطروح»، وذلك بموازاة استمرار المعارك بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة والميليشيات المسلحة التي تقاتل إلى جانب «فتح الشام» في المدينة.
وقال ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالة «أ ف ب»: إن «مسألة تجديد الهدنة الإنسانية غير مطروح»، مشترطاً من أجل إقرار هدنة جديدة «ضرورة أن يضمن خصومنا التزام المجموعات المعارضة للحكومة السورية بسلوك مقبول، بعدما حالت دون تنفيذ عمليات الإجلاء الطبية» من حلب خلال الهدنة.
وانتقد ريابكوف موقف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، معتبراً أنه يفضل انتقاد دمشق وموسكو على «ممارسة نفوذه فعلياً على المعارضة» من أجل إبقاء الهدنة، مشدداً على أن «ما كنا بحاجة إليه خلال الأيام الثلاثة الماضية لم يتحقق».
وقلل ريابكوف من إمكانية عقد اجتماع دولي جديد بخصوص الأزمة السورية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 8 تشرين الثاني المقبل، وذلك على غرار اجتماع لوزان في الـ15 من هذا الشهر الذي شارك فيه وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري وعدد من وزراء خارجية بعض الدول في المنطقة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، ولم يسفر عن أي نتائج ملموسة.
ورأى أن «الظروف غير متوافرة» وفق «أ ف ب»، فيما ذكرت وكالة «سانا» أنه أشار إلى أن «كل شيء يتوقف على تطور الوضع على الأرض»، معتبراً أنه «لا حاجة لإرسال نبضات سياسية إضافية من الأعلى للخبراء لأن المسألة هي في ضرورة تنفيذ الاتفاقات بالكامل حيث تقوم دمشق بتنفيذها ودعونا ننتظر ما سيحدث لاحقاً من الجانب الآخر في الفترة المقبلة التي تسبق الانتخابات الأميركية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن