سورية

«التغيير والتحرير» اعتبرت أنه لولا دور أنقرة كان من المستحيل أن يحصل ما حصل في سورية … جاموس يدعو إلى تشكيل «جبهة شعبية» واسعة لمواجهة الاحتلال التركي

دعا القيادي في جبهة التغيير والتحرير المعارضة فاتح جاموس، إلى فتح حوار داخلي جدي يجمع السلطة والمعارضة والمجتمع المدني لخلق جبهة شعبية واسعة «لمواجهة الاحتلال التركي الخطير» و«تدعم دور الجيش العربي السوري»، معتبراً أنه «لولا الدور التركي كان من المستحيل أن يحصل ما حصل في سورية».
وفي تصريح لـ«الوطن» قال جاموس «التصعيد التركي له سببان الأول: رئيسي إستراتيجي يتعلق بمطامع الطرف التركي في سورية»، معتبراً أن الجهة المسؤولة عن القرار السياسي في سورية كانت في حالة غفلة عن هذا الأمر.
ورأى جاموس أنه «لولا الدور التركي كان من المستحيل أن يحصل ما حصل في سورية»، مضيفاً «الآن تركيا تعتقد بأنها في حل كامل من أي سبب يمنعها من تدمير الحلقة السورية خاصة بعد مشاكل تناقضية تكتيكية مع أميركا».
وأوضح جاموس، أن «السبب الثاني: هو أن تركيا تعتقد أن موضوع حلب على الأرجح سيحل في إطار انتصارات للعملية العسكرية المشتركة للجيش العربي السوري وحلفائه وبالتالي تناور من أجل إخراج 900 مقاتل من جبهة النصرة وحمايتهم وإبقاء ما يسمى المعارضة المعتدلة داخل حلب من أجل إدارة المدينة».
وأضاف: «أعتقد أننا تأخرنا كثيراً جداً في إقامة جبهة واسعة من أجل مواجهة الاحتلالات، وحصراً الاحتلال التركي».
ودعا جاموس المعارضات السورية وخاصة «هيئة التنسيق الوطنية»، إلى أن «تترك «الهيئة العليا للمفاوضات» وتلتفت إلى خلق مركز معارض داخلي وأن يتم فتح حوار جدي داخليا «دمشق 1» بين السلطة والمعارضة والمجتمع المدني لخلق جبهة شعبية واسعة لمواجهة الفاشية وهذه الاحتلالات خاصة الاحتلال التركي الخطير».
وأعرب جاموس عن اعتقاده بأن هدف تركيا في الحد الأدنى هو «مطامع تقوم على تسليم أدواتهم للكثير جداً من الجغرافيا السورية وإدارتها وبالتالي تحقيق مطامع تركية غير مباشرة من خلالهم».
وحيث إن الأتراك «قد لا ينجحون» في ذلك، رأى أنهم «أكثر طرف مرشح لتحقيق اقتسامات على الأقل إذا لم نسر داخلياً في إطار مسار حوار داخلي وإلغاء مسألة احتكار القرار والتشارك في القرار وفتح مجال سريع وواسع لجبهة واسعة».
وقال: «الروس ليسوا مرتزقة عندنا ونحن محتاجون لمشروع سياسي جديد وطاقة سياسية جديدة تعزز دور الجيش العربي السوري، وهذا يقع على عاتق الشعب السوري وعاتق مشروع سياسي جديد قادر على إطلاق طاقة، مختلف عن المشاريع التي ماتت أو التي غدت قديمة في سورية..».
وأضاف: «المطلوب منا أن ندعم دور الجيش العربي السوري بجبهة واسعة، فالأتراك أكثر الأطراف خطراً في الأزمة السورية منذ اللحظة الأولى وهم مخادعون كلياً وليس بأي حالة هناك اتفاق مع الروس ويخادعون أي طرف آخر».
ورأى جاموس أن الولايات المتحدة الأميركية «ستتخلى بالتأكيد عن حلفائها الأكراد لأن تركيا أهم بكثير لها».
وقال في رده على سؤال حول المشروع الفيدرالي لبعض الأحزاب الكردية في الشمال: «الأصدقاء الأكراد مخطئون تماما بطريقة تفكيرهم التكتيكية والإستراتيجية»، مضيفاً: «خطأ شنيع جداً أن تستغل نخب أقلية قومية الأزمة في لحظة من اللحظات لتحقيق أهداف خاصة»، لافتاً إلى أن ذلك يخلق عصبيات وتناقضات عنيفة من الصعب أن تنتهي ببساطة في المستقبل»، داعياً «الأصدقاء الأتراك إلى التخلي عن الطرح التكتيكي».
ورداً على سؤال إن كانت تركيا أكثر خطراً على سورية من تنظيم داعش: «بالنسبة لي داخلياً داعش هو الخطر الأول، لكن كل هذا الداعش وهذه «النصرة» والمعارضة «المعتدلة» التي هي فاشية بامتياز، وحتى الأطراف السياسية فيها فاشية. هم عدو واحد»، معتبراً أنه من دون الدور التركي كان «هناك استحالة أن تتقدم الفاشية في سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن