عمليات نوعية في مشفى التوليد الجامعي بدمشق … إنقاذ حياة الأم والجنين في الأولى وعودة الحياة بعد الموت السريري للثانية
| محمود الصالح
لم يقتصر التطور الذي تحقق في مشفى التوليد الجامعي بدمشق على جانب التجهيزات الفنية وطريقة الأداء وتحسين الخدمات المرافقة للخدمات العلاجية للمرضى، بل ترافق ذلك مع تطور في إنجاز عمليات نوعية منها النادرة وأخرى أدت لإنقاذ حياة مريضة كان من المؤكد وفاتها وفق الأصول والعلوم الطبية. إضافة إلى القيام ولأول مرة باستخدام تقنية التشريح المرضي خلال إجراء العملية.
الدكتور بشار الكردي المدير العام لمشفى التوليد الجامعي بدمشق أكد في تصريح خاص لـ«الوطن» إنجاز مجموعة من العمليات النوعية والنادرة خلال الأسبوع الماضي، منها إجراء عملية «حمل مغاير» وهي من العمليات النادرة حيث يكون هناك حمل توءم أحدهما داخل الرحم والآخر خارج الرحم، وفي حالة المريضة التي وصلتنا كانت هناك خطورة كبيرة على حياتها نتيجة انفجار الحمل الواقع خارج الرحم، حيث تمت إزالة الحمل الواقع خارج الرحم والمحافظة على الحمل داخل الرحم وبعد أن استقرت حالتها تبين أنها بخير ووضعها ممتاز هي والجنين الموجود داخل الرحم. ولمزيد من التفصيل تحدث لـ«الوطن» الدكتور قصي بربندي الطبيب الذي قام بهذه العملية النوعية قائلاً: وصلت المريضة في حالة ألم بطني شديد من دون نزف خارجي، ومن خلال الفحص على الإيكو تبين وجود حمل في الأسبوع 13 إضافة إلى وجود حمل خلالي، وبعد فتح البطن تم استخراج دم من جوف البطن بكمية لتر وتم إرقاء النزف بعد إزالة الحمل الخلالي. وهذه الحالة للحمل الخلالي من العمليات النادرة لأن الحمل خارج الرحم أحياناً يكون في البوغ ويكون فيه النزف قليلاً، أما الحمل الخلالي فيكون النزيف شديداً جداً وعادة في مثل هذه العمليات تتم إزالة الرحم والجنين الموجود داخله لأن وجود الدم في البطن يؤدي إلى تهتك الرحم، ولكن في هذه الحالة والحمد لله تمت المحافظة على الرحم وعلى الجنين وقام الفريق الطبي الكامل وبإشراف من الأستاذ بشار الكردي بهذا العمل الطبي، ويعود النجاح إلى العمل بروح الفريق الواحد وتوفير جميع المستلزمات في وقتها المناسب والمتابعة من الجميع لوضع المريضة، علماً أن هذه العملية تمت بعد منتصف الليل واستمرت 4 ساعات وقد تم تخريج المريضة يوم أمس وهي بحالة جيدة جداً وكذلك الجنين.
وعن استخدام تقنية التشريح المرضي أثناء العمل الجراحي بين المدير العام لمشفى التوليد الجراحي بدمشق أن هذه الطريقة تتبع للمرة الأولى حيث قام هو شخصياً بالعمل على إزالة عقد بلغمية لسرطان الفرج بطريقة جديدة ومختلفة عن الطرق السابقة، حيث كانت الإجراءات السابقة لمثل هذه الحالات هي إزالة المنطقة بشكل كامل أما في هذه العملية النوعية فقد تمت إزالة العقد البلغمية وإرسالها للتشريح المرضي، والهدف من هذه الطريقة تقليل نسبة «الرض» على المريضة والمحافظة على الجسم. وهذه الطريقة جديدة ولم تكن متبعة واستمرت العملية لمدة 3.5 ساعات، وقمت بإشراك فريق طبي من أطباء جراحة التوليد في المشفى لحضور إجراء هذه العملية ليستفيد أكبر عدد ممكن من الأطباء من هذه الخبرة. وتعتبر مسألة الاستعانة بالتشريح المرضي والمريضة على طاولة العمليات من العمليات الكبيرة والمهمة والتي تحتاج إلى تحدٍ كبير مع الذات من الطبيب القائم بالعملية والثقة الكبيرة بالنتائج الناجمة عنها وهذا ما تحقق والحمد لله، والآن المريضة بحالة جيدة جداً ولا يوجد أي نزف لدى المريضة بعد العملية وهذا ما تأكد من خلال المفجرات الموضوعة للمريضة. وعن المريضة التي وصلت في ساعة متأخرة من الليل من مدينة الفوعة المحاصرة بحالة نزف شديد جداً وكان الأهل على يقين بأنها متوفية، قال الدكتور الكردي: خلال وجودي مناوباً في المشفى وفي وقت متأخر تم إعلامي بوجود شابة بعمر 17 سنة وصلت الإسعاف ومن خلال كلام الأهل وحالتها العامة هي بحالة وفاة سريرية، وقررنا قبولها بعد أن تأكدت من وجود نبض بسيط للقلب وقمت بإعطاء المريضة الدم اللازم والسوائل التي فقدتها لفترة طويلة وتمت إعادة ربط الأوعية الدموية الأساسية المؤدية إلى الرحم، وتبين أن الرحم بحالة سيئة جداً نتيجة وجود حمل ميت منذ فترة طويلة ما أدى إلى سوء في تخثر الدم وتمت إزالة الرحم والمحافظة على حياة الأم. وخرجت أمس من المشفى وهي تمشي على قدميها وبحالة صحية جيدة جداً، واستطعنا والحمد لله المحافظة على حياة المريضة بعد أن كانت بحالة شبه متوفية. هذه بعض العمليات النوعية التي خص الدكتور بشار الكردي «الوطن» بالحديث عنها مؤكداً أن هذه المؤسسة الصحية أصبحت من المؤسسات الرائدة في تنفيذ العمليات النوعية، علماً أن مشفى التوليد الجامعي بدمشق قد وصل إلى مستوى عالمي في تدني نسبة وفيات الأمهات الولادي حيث بلغ في العام الماضي 6 في المئة ألف على حين في باقي المشافي النسبة هي 56 لكل مئة ألف وهذا تطور نوعي كبير.