عربي ودولي

تركيا لوحت بعملية برية شمال العراق.. وداعش استخدم المدنيين دروعاً بشرية … القوات الاتحادية تسيطر على الرطبة وتتقدم نحو الموصل

باتت القوات العراقية أمس قاب قوسين أو أدنى من المحور الشرقي لمدينة الموصل، في وقت عقد وزراء دفاع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن اجتماعاً أمس في باريس للبحث في تطورات الهجوم ضد آخر معقل لتنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في العراق.
وأعلنت أنقرة أنها قد تشن عملية برية في شمال العراق بهدف القضاء على أي «تهديد» لمصالحها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لشبكة «كانال 24» التلفزيونية رداً على سؤال عن احتمال تنفيذ القوات التركية عملية برية انطلاقاً من قاعدة بعشيقة في شمال العراق «إذا كان هناك خطر يهدد تركيا، فسنستخدم كل وسائلنا، بما في ذلك عملية برية للقضاء على هذا التهديد».
وتواصل قوات البشمركة الكردية من جهتها تقدمها من المحور الشمالي، في حين لا تزال قوات الشرطة الاتحادية التي تتقدم من الجنوب بعيدة نسبياً عن ضواحي الموصل.
هذا وأكد مسؤولون أميركيون وعراقيون أن كبار قياديي تنظيم داعش يحاولون مغادرة الموصل والتوجه إلى سورية.
لكن مسؤولاً كبيراً مقرباً من وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان قال إن مئات من مسلحي التنظيم توجهوا بالاتجاه المعاكس، كقوة تعزيز تقدر بما بين 300 إلى 500 مسلح. وقال: «في هذه المرحلة، نلاحظ حركة مقاتلين من سورية إلى العراق وليس العكس»، مشيراً إلى أن «هناك سيناريو محتملاً وهو مقاومة داعش إلى النهاية».
وفي باريس، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التحالف الدولي إلى «استباق تبعات سقوط الموصل».
وقال هولاند لدى افتتاح اجتماع لوزراء دفاع الدول الرئيسية في التحالف ضد الإرهاب: «تحالفنا اليوم عند أبواب الموصل، المدينة التي تعد مليوني نسمة، والتي سيطر عليها داعش في 2014، وجعل منها عاصمة خلافته المستحيلة».
وتابع: «التحدي هو المستقبل السياسي لهذه المدينة وللمنطقة وللعراق»، مشدداً على ضرورة أن تتمثل «جميع المجموعات الاثنية والدينية» في الإدارة المقبلة للمدينة.
ودعا هولاند من جهة أخرى إلى «التنبه حيال عودة المقاتلين الأجانب» في صفوف تنظيم داعش إلى بلدانهم، أو انكفائهم إلى سورية. وقال هولاند: «سيكون هناك أيضاً إرهابيون سيختبئون ويحاولون التوجه إلى الرقة. علينا أن نتعرف عليهم بوضوح. وهذا يمر عبر تقاسم واسع لمعلوماتنا واستخباراتنا»، مضيفاً: «هذه ضرورة مطلقة».
وتابع: «إذا سقطت الموصل، فستكون (الرقة) آخر معقل لداعش. علينا التحرك بحيث يتم تدمير داعش واستئصاله في كل الأماكن».
وضم الاجتماع وزراء دفاع 13 دولة مشاركة في التحالف (يضم 60 دولة)، وبينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا وألمانيا.
من جهتها عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من إجبار السلطات الكردية 250 عائلة نازحة من العرب على مغادرة كركوك بعد هجوم داعش على المدينة الخاضعة لسيطرة الأكراد ووصفت الخطوة بأنها «عقاب جماعي».
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز جراند خلال مقابلة مع «رويترز»: إن هذا الإجراء جاء قبل أيام من نزوح جماعي متوقع في مدينة الموصل بشمال العراق.
بدوره قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس إنه تلقى تقارير أولية عن عشرات عمليات القتل التي نفذها داعش في مدينة الموصل في الأسبوع الماضي واستخدامه المدنيين هناك كدروع بشرية.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إفادة دورية للأمم المتحدة في جنيف: إن قوات الأمن العراقية عثرت على جثث 70 مدنياً عليها إصابات بالرصاص في قرية تلول ناصر في 20 تشرين الأول، كما وردت تقارير عن قتل 50 شرطياً سابقاً خارج مدينة الموصل يوم الأحد.
وأضاف: إن التقارير التي وردت من مصادر متعددة استخدمت في الماضي يصعب التحقق منها، ومن ثم يجب التعامل معها على أنها أولية وليست نهائية.
وقال كولفيل: إن هناك تقارير تفيد بأن مقاتلي التنظيم الإرهابي قتلوا بالرصاص أيضاً 3 نساء و3 فتيات وأصابوا 4 أطفال آخرين بسبب سيرهن ببطء خلال ترحيل قسري نتيجة إعاقة أحد الأطفال.
ميدانياً استعادت القوات الحكومية العراقية أمس السيطرة على الرطبة في محافظة الأنبار في غرب العراق، بحسب مصادر أمنية ومحلية، بعد هجوم من التنظيم يندرج في إطار محاولاته التخفيف من حدة الهجوم عليها في منطقة الموصل.
وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إبراهيم المحلاوي لوكالة «فرانس برس» إن «قواتنا طهرت مدينة الرطبة بالكامل الثلاثاء من تنظيم داعش»، مؤكداً «استعادة قواتنا السيطرة بالكامل على الرطبة».
وأضاف المحلاوي: إن «قواتنا رفعت العلم العراقي فوق مبنى قائم مقامية الرطبة»، في حين ذكرت فرانس برس أن القوات العراقية انتشرت في جميع أحياء وأزقة القضاء.
كما تستعد قوات من الحشد الشعبي لفتح محور جديد في الجهة الغربية من منطقة الموصل، بهدف قطع الطريق على عناصر تنظيم داعش الذين يهربون من الموصل إلى سورية.
واستعاد جهاز مكافحة الإرهاب، قوات النخبة العراقية، السيطرة على مناطق قريبة من الضواحي الشرقية للموصل.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن