رياضة

مشاهدات من مؤتمرات الأندية السنوية … مؤتمرات صورية افتقدت الغاية والهدف والطرح الجيد

| ناصر النجار

أنهت الأندية المحلية وأندية الهيئات مؤتمراتها السنوية بنجاح كامل، من دون أن تشهد هذه المؤتمرات أي حالات شطط أو خلل فمرت المؤتمرات هادئة بحضورها وبطرحها، لم تلامس الوجع والألم الذي تعيشه الرياضة في الأندية، ولم تدخل في صلب العمل المهني والفني، ولم تستعرض الصعوبات والعقبات التي تعترض العمل إلا بالنزر اليسير وكأن المؤتمرات مرّت عليها مرور الكرام.
ولعل الأزمة وما فيها من تفاصيل باتت شفيعاً لأنديتنا لتفعل ما يحلو لها بعيداً عن العمل الرياضي أو التطور المنشود، فالشماعة لأي تقصير موجودة وهو عذر يواجهنا في كل مكان، حتى بتنا غير قادرين على سؤال أهل الحل والربط عن أي شيء يتعلق بالرياضة، لأن الرياضة باتت شكلية وغير موجودة في المضمون وفقاعة الصابون التي تشعرنا بها بعض الأندية ليست ذات تأثير لأننا ندرك الحقيقة فلا داعي للكلمات المنمقة والمزركشة فالمخفي أعظم؟

إيجابيات
قبل أن نتحدث عن السلبيات لا بد من المرور على بعض الإيجابيات التي شاهدناها في بعض المؤتمرات، وهي ملخصة بأمرين اثنين، أولهما: الحالة الاجتماعية التي سادت المؤتمرات من خلال حضور أهالي اللاعبين وهي حالة جيدة نتمنى استمرارها وتكريسها، وثانيهما: تكريم المتفوقين من أبناء النادي، وتكريم بعض قدامى النادي، وهذه حالة تنم عن الوفاء لقدامى النادي من الرعيل القديم، وتكريمهم ولو بوردة تترك الأثر الإيجابي الطيب في نفوس الجيل القديم والجيل الحديث.
مبدأ التكريم أمر جيد، لكن يعتريه الكثير من الملاحظات لكون التكريم لا يتناسب مع حجم الإنجاز، لذلك نشعر أن بعض الأندية تجرّ إلى التكريم جراً، وتدفع أدنى ما تستطيع وهو لا يتوازى مع حجم التكريم المقدم للمسؤولين الرياضيين الحاضرين للمؤتمرات، لأن السخاء هو العنوان في هذا التكريم!
ما الغاية؟
التساؤل الذي يمكن طرحه: ما الغاية من إقامة المؤتمرات؟ هل هي من باب الواجب تنفيذاً للواجب الذي يمليه علينا النظام الداخلي للاتحاد الرياضي العام، أم إنه جردة حساب حقيقية للأعمال التي أنجزت، ولمجمل العقبات والصعوبات؟
ما نعتقده أن المؤتمرات تنفذ أجندة مرسومة وموضوعة، بعيداً عن الحقيقة الرياضية المراد تصحيحها أو تصويبها.
والصورة التي رسمتها كبريات الأندية في دمشق ضبابية وغير سليمة فاقتصرت على أمور إجرائية تبدأ بقراءة تقرير المؤتمر، والاستماع إلى بعض الطروحات من بعض أعضاء المؤتمر، ثم إجابات رئيس النادي وأخيراً كلمة الختام.
باختصار المؤتمر الأنجح هو المؤتمر الأكثر حضوراً وليس الأكثر فاعلية وهذه نقطة مهمة باتت شعارات مؤتمر هذا الزمان.
ولأن الحضور بات له وزنه في هذه المؤتمرات، فإن الأندية عمدت إلى إدخال فقرة التكريم لتضمن حضوراً جيداً في المؤتمر.

سلبيات
أهم سلبيات المؤتمرات التي جرت أن بعض أعضاء مجالس إدارات الأندية تغيبت بعذر أو من دون عذر، والغريب أن هذه المؤتمرات تعقد في الموسم الرياضي مرة واحدة، فكيف نقبل بغياب عضو أو أكثر عن المؤتمر، أليس هذا يرسم إشارة استفهام؟
الأمر الثاني: إن بعض التقارير حوت معلومات مغلوطة، وهذا يدل على أن المتابعين غائبون أو غافلون أو مغيبون لذلك نسأل: من المسؤول عن ورود هذه المغالطات وبعضها غير مقبول على الإطلاق.
من هنا ندرك صورية المؤتمرات، ونشعر أن التقرير السنوي عبارة عن أحد المستلزمات يجب أن تكون موجودة بغض النظر عن محتواها.
الأمر المهم: إن التقرير السنوي لا يصل إلى كل الأعضاء، فالنسخ المطبوعة نادرة وقليلة جداً، والمفترض أن تستعمل الأندية التقنيات الحديثة في المؤتمرات، وأهمها نشر تقرير المؤتمر على موقع النادي قبل أيام من المؤتمر ليتدارسه الأعضاء وليقدموا طروحاتهم في ضوئه، لذلك فإن التساؤل محق عندما نقول: لماذا يفاجئون أعضاء المؤتمر بالتقرير «إن وصلهم» في المؤتمر؟
الأمر الأخير: التقرير المالي إذا كان أعضاء المؤتمر غير مخولين مناقشة التقرير المالي فلماذا يرفق التقرير المالي بالتقرير السنوي، وعند التصويت على المؤتمر والتقرير السنوي يجب أن يستثنى التقرير المالي من التصويت لأنه خارج النقاش، وخارج صلاحيات المؤتمر، فالمؤتمرات هنا فاقدة للركن الأساسي وهو الشق المالي، وهي مسألة أكثر من مهمة لأن موضوع المال والاستثمار أمران حيويان لكنهما غير مطروحين للنقاش ولا يسمح لأحد بالحديث عنهما، فهما من الخطوط الحمراء.

وماذا بعد؟
ما بعد المؤتمر مثل ما قبله، لا شيء متغيراً أو سيتغير، المراقبة مفقودة والمتابعة غائبة، لا مراقبة لعمل المؤتمر، ولا متابعة للتوصيات التي خرج بها المؤتمر هذا هو الحال الذي آلت إليه أنديتنا، من هنا نجد أن الرياضة لا تتطور لأن الأندية هي المنبع الرئيس لها.
إذا كانت أغلب الأندية تلهث وراء كرتي القدم والسلة، فأين باقي ألعاب الكرات الغائبة كلياً أو جزئياً.
الألعاب الفردية معدومة، وألعاب القوة باتت نتاج الأندية الخاصة المعروفة بالبيوتات الرياضية.
هذه حقيقة، والأزمة حقيقة، ولو اخترنا المعادلة بين هاتين الحقيقتين لكان حالنا الرياضي أفضل، لذلك نقول بالمحصلة الأخيرة كان بالإمكان أفضل مما كان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن