عربي ودولي

مع اقتراب القوات العراقية من الموصل وتطهيرها من التنظيم … داعش يزداد إجراماً ويقاتل بضراوة.. ومخاوف على مصير المدنيين

رغم التقدم الذي تحرزه القوات المشتركة العراقية في طريقها لتحرير مدينة الموصل المعقل الأخير لتنظيم داعش الإرهابي، إلا أنها تواجه تمسكا شرسا من قبل مسلحي التنظيم الذين يحاولون بكل الوسائل البقاء في المدينة ومنع تلك القوات من التقدم أكثر، خوفاً من خسارة المعقل الأخير لهم.
حيث تزداد المخاوف على مصير السكان المدنيين داخل الموصل، إذ تحدثت تقارير من داخل المدينة عن إغلاق تنظيم داعش الإرهابي للشوارع، وشنه سلسلة عمليات اختطاف وقتل في ضواحي المدينة التي يسيطر عليها.
وذكرت مصادر كردية أن تعزيزات لداعش، تضم مسلحين أجانب، وصلت الموصل من سورية، في حين يواصل التنظيم تعزيز دفاعاته في المناطق الخاضعة لسيطرته ويقاوم بشراسة تقدم القوات العراقية.
وتؤكد مصادر من داخل المدينة أن جسور الموصل كلها مفخخة، على حين انتشر عناصر التنظيم في عربات مزودة برشاشات ثقيلة في الشوارع، وهو أمر يجعل الهروب من المدينة المحاصرة أمراً مستحيلاً.
وأفادت تقارير بمواصلة داعش عمليات الإعدام العلنية، وقد أعدم التنظيم 24 سجيناً أمام مستشفى ابن سينا، ليتجاوز عدد السجناء الذين تم إعدامهم خلال الأيام الثلاثة الماضية 50 شخصاً.
وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت أنه في قرية السفينة التي تبعد 45 كلم جنوب الموصل، قتل الدواعش 15 مدنياً قبل أن يلقوا بجثثهم في بحيرة لترهيب السكان. هذا وذكرت وسائل إعلام عراقية أن قوات الأمن عثرت على جثث 70 مدنياً في منازل بقرية تلول ناصر جنوبي الموصل يوم الخميس الماضي.
وتواصل القوات العراقية ووحدات البيشمركة الكردية تطويق المدينة من الشمال والشرق والجنوب. أما الاتجاه الغربي، فمازال مفتوحاً، وهو الطريق الذي يستخدمه داعش لنقل التعزيزات والإمدادات.
في السياق ذاته قال مسؤول أميركي كبير إن نحو 50 ألف جندي بري عراقي يشاركون في الهجوم بينهم 30 ألفاً من قوات الحكومة العراقية وعشرة آلاف مقاتل كردي وعشرة آلاف من الشرطة والمتطوعين المحليين.
ووفقاً لتقديرات الجيش العراقي فقد جرى نشر وحدات الجيش إلى الجنوب والشرق في حين يهاجم المقاتلون الأكراد من شمالي وشرقي المدينة حيث يعتقد أن ما بين خمسة آلاف وستة آلاف متشدد متحصنون في خنادق.
كما يوجد نحو خمسة آلاف جندي أميركي في العراق بينهم مئة انضموا إلى القوات العراقية والكردية لتقديم المشورة للقادة العسكريين ولمساعدة القوة الجوية للتحالف على إصابة أهدافها. ولم يجر نشر هؤلاء في جبهات القتال.
إلى ذلك عثر الجيش العراقي، على نفق سري في قرية كرمليس شرق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى إثر اقتحامها وتمشيطها لتطهيرها من مسلحي داعش.
ويظهر مقطع فيديو عناصر الجيش وهم بصدد استكشاف النفق الذي على ما يبدو كان سبيلا لمسلحي التنظيم الإرهابي للاختباء وجلب المؤونة والأسلحة والهرب عند اقتضاء الحاجة.
كما يظهر الفيديو لقطات للكاهن باولو ثابت الذي هرب قبل سنوات من مسقط رأسه خوفا من «داعش»، ليعود اليوم إلى القرية بعد تحريرها، ويغرس صليبا لإحياء ذكرى العودة إلى الوطن.
في غضون ذلك حررت القوات الأمنية، معمل غاز في قضاء تلكيف شمالي الموصل. وذكر بيان لوزارة الدفاع العراقية أن «قواتنا المسلحة بمختلف المحاور تواصل تحرير المناطق ضمن عمليات «قادمون يا نينوى»، حيث تمكن لواء المشاة 76 ولواء المشاة 73 من فرقة المشاة 16 ضمن تشكيلات المحور الشمالي وبإسناد حرس نينوى، من تحرير مخازن وقود جنوب فلفيل التابعة لشركة نفط الشمال ومنطقة التبادل ومعمل غاز في قضاء تلكيف، فضلاً عن تطويق مركز القضاء بالكامل».
وفي هذا السياق، تحدثت وسائل إعلام عراقية عن اختفاء ما يسمى «العقل المالي» بالتنظيم المكنى بأبي معتز القحطاني وبرفقته مسؤولة تجنيد الانتحاريات الأجنبيات، وهي امرأة ألمانية الجنسية، «في ظروف غامضة» وبحوزتهما ملايين الدولارات وملفات تتعلق بتعاملات التنظيم المالية في المحافظة.
وذكرت مصادر أن «مسؤولة تجنيد النساء بداعش هي الأخرى تعتبر واحدة من أهم العناصر النسوية في التنظيم وتقف خلف تجنيد عشرات الفتيات من عدة دول أجنبية وأوروبية».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن