سورية

الجيش و«الديمقراطية» تقدما على طريق الباب.. وتعثر لـ«درع الفرات» … تركيا تنتظر رد أوباما بخصوص الرقة.. وتسخين لأزمة منبج

| وكالات

أعلنت أنقرة أنها لا تزال تنتظر القرار الأميركي النهائي بخصوص عملية الرقة، مجددة رفضها العرض الأميركي غير المعلن بالمشاركة في العملية إلى جانب «وحدات حماية الشعب» الكردية، في حين طالبت الإدارة الأميركية أسر الدبلوماسيين الأميركيين في مدينة اسطنبول التركية بمغادرة المدينة خوفاً من عمليات إرهابية.
ومع إعلان ميليشيات منضوية تحت لواء عملية «درع الفرات» التركية، عن تشكيل مجلس منبج العسكري، فإن تركيا تكون قد فعلت تهديداتها بطرد «وحدات حماية الشعب» من كبرى المدن بريف حلب الشمالي، وذلك رداً على عدم إيفاء واشنطن بعهودها في هذا الصدد.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الولايات المتحدة لم توضّح إلى الآن موقفها النهائي من حملة التحالف الدولي الذي تقوده، على مدينة الرقة، كاشفاً أن الإدارة الأميركية ما زالت راغبة في إشراك «حزب الاتحاد الديمقراطي» في هذه العملية، إلا أنه جدد موقف تركيا الرافض تماماً لمشاركة «وحدات حماية الشعب» في عملية الرقة، قائلاً في هذا الخصوص: «تركيا لن تشارك في عملية إلى جانب المنظمات الإرهابية». وتعتبر أنقرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب» امتدادين سوريين لحزب العمال الكردستاني المصنف على لوائح الإرهاب الأميركية والتركية والأوروبية.
وأضاف أردوغان متابعاً: «نرغب في خوض هذه الحملة بالاعتماد على قوات الجيش الحر، التي أثبتت قدرتها على مكافحة داعش، في حال توفر لهم الدعم الكافي».
وتبدو تصريحات الرئيس التركي متناقضة مع ما ذهبت إليه مصادر دبلوماسية أوروبية من توصل أنقرة وواشنطن إلى «توافق» بشأن عملية الرقة. وشرحت المصادر في حديث لوكالة «آكي» الإيطالية أن التوافق ينص على عدم «دخول وحدات حماية الشعب مدينة الرقة لا خلال المعارك ولا بعدها»، مبينةً أن الأميركيين سيسعون إلى «الاستفادة من مقاتلي هذه الوحدات لمحاصرة المدينة من جهات محددة، حتى يسهل أمر السيطرة عليها».
وفي خطوة غير ودية بين حليفين، طالبت واشنطن في العلن، أسر الأفراد العاملين في القنصلية الأميركية بإسطنبول بمغادرة تركيا، كاشفةً عن معلومات أمنية تفيد نية جماعات إرهابية مهاجمة مواطنين أميركيين في مناطق إسطنبول، سواء منهم المقيمون فيها أو الذين يقومون بزيارتها.
وسارع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى بحث هذا الطلب مع نظيره الأميركي جون كيري. وكشفت هذه الحادثة عن هشاشة العلاقات الأميركية التركية في الفترة الراهنة. وبدأت تركيا بتسخين أزمة منبج، وتحويل تهديداتها الخاصة بالمدينة إلى حقائق عبر تأسيس مكتب عسكري لفصائل مسلحة تدعي أنها فرت من منبج بعد سيطرة داعش عليها عام 2014. وسبق لأنقرة أن لوحت بخطوات لإجبار عناصر «حماية الشعب» على الانسحاب من منبج تنفيذا لوعد قطعه الرئيس باراك أوباما بإخراج هؤلاء من المدينة.
وأعلن عضو المجلس المحلي لمنبج محمد الخطيب، أن فصائل المدينة، (الموجودة تحت الحماية التركية) في بلدة جرابلس، والتي تعمل مع غرفة عمليات «درع الفرات»، شكلت المكتب العسكري، سعياً لتوحيد كلمتهم واستعداداً لإدارة منبج لاحقاً.
ورداً على سؤال حول التجهيز لمعركة ضد «وحدات حماية الشعب» لطردها من منبج، أقر الخطيب بأن قرار المكتب العسكري ليس مستقلاً، كونه يتبع غرفة عمليات «درع الفرات»، وبالتالي القرار يعود إلى أنقرة.
ونفى الخطيب انسحاب «وحدات حماية الشعب» من منبج، على الرغم من إعلانها الانسحاب من المدينة وتسليّم إدارتها إلى «المجلس العسكري لمنبج» وريفها التابع، لـ»قوات سورية الديمقراطية». وتابع بهذا الخصوص: «هناك دعم عسكري يصل من الحسكة وما شابه تجهيزاً منهم لأي هجمة ممكن أن يطلقها أبناء منبج لاسترداد أرضهم».
وأواخر شهر أب الماضي، أدت وساطة أميركية إلى نزع فتيل أزمة منبج بين الميليشيات المدعومة تركياً وقوات سورية الديمقراطية. وأقنعت واشنطن تركيا بالمضي إلى بلدة دابق، في حين انتزعت وعداً من «حماية الشعب» بعدم التعرض للحملة التركية مقابل التركيز على عملية الرقة. حصلت الوحدات على ضمانة أميركية تمثلت في انتشار عناصر من الوحدات الخاصة الأميركية في منبج وتل أبيض كسد في وجه التهديدات الأميركية.
وما أن انتهت معركة دابق حتى أعلن الأتراك والميليشيات المدعومة من قبلهم عن عزمهم الزحف من مارع ودابق نحو الباب ولاحقاً منبج، ما دفع «حماية الشعب» إلى التحرك من تل رفعت باتجاه الباب. ووقع صدام ثان بين الجانبين لم يتوقف إلا بعد تهديد الجيش السوري بإسقاط الطائرات التركية واستهدافه ميليشيات «الحر» المنضوية تحت لواء درع الفرات قرب أخترين.
وفي إنجاز يقربه من الباب، ويعزز موقعه في المعادلات الميدانية القائمة حول المدينة التي يريد الأتراك بشدة السيطرة عليها ودحر داعش عنها، تمكنت وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة، من بسط سيطرتها على مناطق تل شعير ومدرسة المشاة وسافين ومعمل اسمنت المسلمية وكفر قارص وتل سوسين، حسبما نقلت وكالة الأنباء «سانا» عن مصدر عسكري.
وبعدة قذائف صاروخية، استهدف تنظيم داعش رداً على خسارة هذه المناطق، نقاط تمركز وحدات الجيش السوري بمحيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي.
كما تقدمت قوات سورية الديمقراطية من جديد باتجاه مدينة الباب، وذلك في حين تراوح عملية درع الفرات مكانها.
ولكسر المراوحة، أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى وحداته في ولاية غازي عنتاب الحدودية مع محافظة حلب. وبحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، شملت التعزيزات سيارات مصفحة و8 دبابات وأفراد ولوازم عسكرية.
ودعماً للميليشيات المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات»، استهدف الجيش التركي 162 موقعاً لداعش و12 موقعاً لوحدات حماية الشعب شمالي سورية، بحسب بيان نقلته وكالة «الأناضول».
وأضاف بيان الجيش أن ميليشيات «الجيش الحر» استطاعت السيطرة على قرى سينكلي، ميركانه، قعر كلبين في المنطقة ذاتها، لافتاً إلى أن مسلحي داعش شنوا هجوماً على الوحدة التركية المدرعة المتمركزة غربي تل الحجر، والتي تصدت للهجوم الذي لم يسفر عن وقوع خسائر في الأرواح ضمن صفوفها.
وفي وقت لاحق استعاد داعش السيطرة على قرية قعر كلبين، وفق ما أفادت وكالة «سمارت» المعارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن