الأولى

استقرار لبنان استقرار لسورية

دفع إصرار حزب اللـه الأطراف اللبنانية الأخرى للعودة إلى ساحته السياسية والقبول باختيار ميشيل عون رئيساً توافقياً للبنان، فزعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري أقر الخميس الماضي بأن «لبنان موحد برئاسة ميشيل عون أفضل من دمار لبنان»، كما أن موقف حزب اللـه دفع الكتل البرلمانية الباقية لإعلان دعمها لعون ولاسيما رئيس «اللقاء الديمقراطي» وليد جنبلاط، قبل أن يعلن المرشح المنافس على الرئاسة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انسحابه وطلب من النواب الذين يؤيدونه التصويت بورقة بيضاء، ما يعني أن الجلسة التي ستبدأ في الساعة الثانية عشرة اليوم باتت نتيجتها محسومة بإعلان عون رئيساً للبلاد.
وأعلن نصر اللـه أواخر كانون الثاني الماضي أن «المشهد السياسي حتى هذه اللحظة هو عبارة عن ربح سياسي كبير لفريقنا السياسي»، في إشارة منه حينها إلى أن المرشحين البارزين إلى الانتخابات ينتميان إلى قوى 8 آذار، التي يقودها حزبه، وانتخاب عون اليوم يعتبر استكمالاً للربح السياسي الذي تحدث عنه نصر اللـه.
واليوم وفي ظل الأزمة التي تعصف في سورية من أكثر من خمسة أعوام فمن المتوقع أن يكون استقرار لبنان بوابة لاستقرار سورية، فكما كان لبنان أحد مداخل إشعال الأزمة، بات مرشحاً اليوم ليكون أحد مخارجها، ولاسيما مع تراجع الدور السعودي في المنطقة وخاصة في سورية والعراق مؤخراً، ما دفعها إلى إرسال وزيرها لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان إلى بيروت منذ الجمعة والتقى رؤساء الوزراء السابقين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وسعد الحريري والحالي تمام سلام إضافة إلى عون نفسه مباركاً المخرج السياسي الذي قد يحفظ بعض ماء الوجه لمملكته التي أدركت أن الوضع يسير إقليمياً في غير مصلحتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن