بأغلبية أصوات مجلس النواب اللبناني .. العماد عون اليوم رئيساً للجمهورية

انتصر محور المقاومة، وانتصرت سورية وحلفاؤها في لبنان، وانتصر العماد ميشيل عون ليصبح اليوم الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية بعد شغور استمر لأكثر من عامين ونصف العام.
اليوم هو يوم انتصار الخيار الوطني المقاوم، هو يوم استعادة لبنان لألقه المشرقي وموقعه المقاوم، هو يوم تثبيت ثلاثية لبنان الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة.
هو يوم لإعلان التمسك بميثاق جامعة الدول العربية، وبالأخص منه مادته الثامنة التي تمنع أي دولة من التدخل في الشؤون الداخلية لدولة عضو وتعمل على تغيير نظامها السياسي، كما هو حال الجامعة الحالي الذي تجاهل كل المواد والمواثيق العربية والدولية والإنسانية فحرض ودمر وقصف دولاً عربية واغتال شعوبها.
هو يوم التأسيس لبناء دولة قوية قادرة وعادلة، ومؤسسات نزيهة وشفافة.
العماد ميشيل عون الرجل الذي اختبرته الأيام والتجارب ولم يَكِلّ أو يتعب، والمناضل الذي دفع أثماناً سياسية وشخصية على مدى ثلاثة عقود تقريباً بسبب التزامه بالقيم والمبادئ التي آمن بها، يعود الأحد المقبل ليطل من على شرفة «قصر الشعب» في بعبدا، كما يحب أن يسميه، ويخاطب محبيه السابقين والحاليين، الثابتين واللبنانيين جميعاً بعبارته الشهيرة «يا شعب لبنان العظيم».
هو مسار تعايش وطني بدأه ميشيل عون من كنيسة مار مخايل في السادس من شهر شباط عام 2006 مع الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه، وعمَّده خلال عدوان إسرائيل على لبنان في شهر تموز من العام نفسه، حين قال لمناصريه: «سننتصر على العدو الإسرائيلي»، وهو خيار قومي كرسه حين زار سورية في العامين 2008 و2009 وتعرف إلى رئيسها بشار الأسد وإلى شعبها، فأحبها وأحبته، بعد خلاف دام لعقود كان فيها العماد من أبرز المعارضين للوجود السوري في لبنان، لكنه لم يكن يوماً عدواً لسورية، فكان صادقاً في مواقفه المعارضة لأي وجود عسكري أجنبي على الأرض اللبنانية، وكان صادقاً في تحالفه مع دمشق بعد خروج القوات السورية من لبنان، لإيمانه بالبعد القومي للبنان، وأهمية سورية ودورها في مقاومة مشاريع التقسيم والتفتيت في المنطقة.
اليوم هو يوم لبنان الذي سيرسخ من خلال وصول العماد عون، ثوابته الإستراتيجية في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب التكفيري، كما يمهد لاستعادة وحدته الوطنية على أساس احترام الدستور وميثاق التعايش بين جميع مكوناته.