سورية

أكدت أن الإعلام الذي يعبر عن الحق أقوى من الإعلام الذي يستهدفه … شعبان: معركتنا باتت أفضل مع نشوء أقطاب جديدة في العالم

| سامر ضاحي – تصوير: طارق السعدوني 

اعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان أن «المعركة قاسية وصعبة» ولكننا مع نشوء أقطاب جديدة في العالم اليوم «أصبحت المعركة أفضل».
وخلال محاضرة لها بعنوان «دور الإعلام في المرحلة الراهنة وآفاق المستقبل» التي ألقتها في المركز الدولي للتدريب وتنمية المهارات الإعلامية والإدارية التابع لمؤسسة «دام برس» الإعلامية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للمؤسسة قالت شعبان: علينا أن نتقن أساليب التحدث مع الآخر وأن ننقل الوقائع التي تجري في بلدنا، معتبرة أن الإعلام الغربي المضلل أصبح سلطة أولى في هذه الحرب على سورية «لأننا ليس لدينا أصوات خارجية وحتى الأقطاب الناشرة في العالم مثل روسيا والصين وجنوب إفريقية ليس لديها القوة الموازية التي يملكها الغرب».
واعتبرت شعبان أنه «من أجل انتصار الحق لا بد من إتقان الأدوات التي تؤدي لانتصار الحق «لأن الإعلام الغربي هو المصدر الوحيد لكل معلوماتنا عما يجري في العالم» معتبرة أن هذا هو «مكمن الخطورة».
وأضافت: «في الماضي كنا نتحدث عن الإعلام الملتزم.. وأرى أن الالتزام قضية جوهرية أساسية ولا عيب في ذلك على الإطلاق»، داعية الإعلاميين إلى التحرر من المفاهيم التي يغرسها الغرب و«استبدالها بمفاهيم نضعها نحن وألا نخجل». وتابعت: «علينا أن نضع الأسس المعيارية والقيمية لتحررنا نحن وكتابتنا نحن وتصرفاتنا نحن، وألا نعبر عن مجرد ردود أفعال عما يقوله الآخرون وأن نتمتع بالمصداقية».
ورأت شعبان أن «المعركة قاسية وصعبة ولكننا اليوم مع نشوء أقطاب جديدة في العالم أصبحت المعركة أفضل»، معتبرة أن «العالم يتغير اليوم»، وأن «الأمر الأهم أنه حتى من الدول الغربية أستقبل أناساً من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ضاقوا ذرعاً بما يقدمه الإعلام الغربي من أكاذيب».
وقدمت شعبان مثالين قريبين عن تعاطي الإعلام الغربي عن قصف قافلة المساعدات الإنسانية في حلب منتصف أيلول الماضي، وقالت: «إلى الآن لم يتحقق أحد عما حدث لأنهم يعرفون أن الإرهابيين سرقوا القافلة وأضرموا بها النار وقبل أسبوعين من العملية أشار (القاضي الشرعي في ميليشيا «جيش الفتح») عبد اللـه المحيسني إلى ذلك».
وأضافت: «أول من قال إن القافلة قصفت من روسيا أو سورية كان (مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض) رامي عبد الرحمن وأخذها عنه الإعلام الغربي وبدأ يروج لها حتى الآن.. وحتى إن الولايات المتحدة تراجعت عن اتهاماتها وإلى حد اليوم لم يوافقوا على تحقيق حول هذه القافلة».
المثال الآخر الذي قدمته شعبان كان «قصف مدرسة قبل أسبوعين في إدلب ومباشرة وزير خارجية بريطانيا اتهم إما روسيا أو سورية وحتى إذا كانت سورية فبدعم من روسيا»، معتبرة أن «وزراء خارجيتهم لا يخجلون أن يقولوا شيئاً غير متأكدين منه على الإطلاق». وأضافت: «لأول مرة (وزير الخارجية الروسي) سيرغي لافروف يستخدم كلمة أكاذيب».
وشددت شعبان على أن «المهم هو بناء المصداقية وأن نتأكد من الخبر وأن نصيغه بالطريقة التي يفهمها الآخرون، ويمكن أن نستفيد من الأساليب والطرائق التي تمكنت من إيصال الإعلام الغربي إلى المكانة التي يحارب بها»، متمنية «إتقان اللغات الأخرى والاطلاع الدائم، لأن الإعلام الغربي يعتمد على من يجهل الوقائع»، وأضافت: «نحن أصحاب حق والإعلام الذي يعبر عن الحق أقوى من الإعلام الذي يستهدف الحق».
وختمت شعبان حديثها بالقول: «أخبرني مفكر فرنسي أن الإعلام أصبح وسيلة الدمار الشمال ويستعدون في فرنسا وبريطانيا لتأسيس مؤسسات إعلامية تقول الحقيقة».
وأشارت «الوطن» في مداخلة لها إلى عدم استفادة الإعلام الوطني مما يسمى «الإعلام البديل» الناشئ كوسائل التواصل الاجتماعي، واستغلال القوى الإعلامية العالمية لتجهيزات بسيطة اعتمدت على كاميرا الهاتف المحمول فقط خلال تغطيتها للأحداث، لافتة إلى ضرورة منح التسهيلات لوسائل الإعلام المحلية على غرار تلك الممنوحة لوسائل الإعلام الأجنبية. وطرحت «الوطن» مثالاً أنه حتى اليوم يتم اللجوء إلى أخبار وصور تنقلها وسائل إعلام أجنبية عن تقدم الجيش العربي السوري مثلاً في حلب وريف دمشق وريف حماة دون أن تكون وسائل الإعلام المحلية قادرة على التغطية من قلب الحدث.
وردت شعبان بالقول: ما زلنا نعالج أحداثاً طارئة وسريعة اليوم بأسلوب قديم.
وفيما دعا عميد كلية الإعلام بجامعة دمشق بطرس حلاق إلى فتح باب اتحاد الصحفيين لجميع العاملين في الإعلام وليس فقط للموظفين اقترحت شعبان عقد ورشة عمل لتحديد مشكلة الإعلام وكيف يمكن أن نطوره. وأضافت: نحن بحاجة لفكر مختلف والنخبة من واجبها تجديد الأفكار والإعلامي لا يقدر منفرداً على حل هذه الإشكالية، داعية إلى الحفاظ على التواصل مع مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في سورية.
من جهته أشار عضو مجلس إدارة «دام برس» أيمن ديوب إلى أهمية التخصص في الإعلام، مطالباً بإعادة هيكلة الإعلام الوطني بشكل كامل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن