ثقافة وفن

معرض تشكيلي سنوي وموضوعات متعددة … بسام أبو غنام لـ«الوطن»: الفنان التشكيلي في سورية يعيش فقيراً ويموت غنياً.. فلوحاته بعد وفاته تصبح أسعارها غالية

| سارة سلامة – تصوير: طارق السعدوني 

رغم الأزمة التي نعيشها بقيت المعارض مستمرة، فهي تعتبر حالة تعكس الإيجابية والحركة الفنية المعاصرة في سورية وتجسيداً للواقع المعيش، الأمر الذي يبرز دور الفنان ومسؤوليته عبر التاريخ.

برعاية وزير الثقافة محمد الأحمد أقام فرع ريف دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين المعرض الفني السنوي لفناني الفرع، بمشاركة 34 فناناً وفنانةً، متضمناً لوحات رسم وتصوير زيتي وغرافيك ونحت وذلك في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق، فبعد غيابه لسنوات عاد المعرض ليرسخ لنا صورة معبرة عن الوطن والشهيد وجمال الطبيعة والارتباط بالأرض والمرأة والتراث السوري، وفق مدارس متعددة بين الانطباعية والتجريدية والرمزية والسوريالية وباستخدام تقنيات مختلفة عكست مدى تمكن الفنان من أدواته.
وحول تشجيع وزارة الثقافة للحركة الفنية خلال الوضع الراهن صرح لصحيفة الوطن معاون وزير الثقافة بسام أبو غنام: «الوزارة تشجع دائماً على إقامة هذه المعارض، حيث تقوم مديرية الفنون الجميلة بمراسلة جميع الفنانين التشكيليين للتحضير لـ«معرض الخريف أو الربيع»، الذي نحن نعقد عليه أملاً كبيراً وخاصة أنه قائم على دمج بين الجيل القديم والجيل الجديد، من خلال المعرض الذي سيقام في الشهر الحالي تحت اسم «الخريف» في خان أسعد باشا، وفيه لوحات وتحف فنية رائعة تضاهي العالمية، ولا يخفى على أحد أن الفنان التشكيلي في سورية وصل إلى العالمية مثل فاتح المدرس وغيره كثر».
أما بالنسبة للصعوبات التي يواجهها الفنانون في ريف دمشق فتحدث أبو غنام عن المعارض التي قاموا بها رغم كل الظروف حيث أقيم منذ يومين معرض لفناني الاتحاد التشكيليين بريف دمشق وكان معرضاً ناجحاً جداً وذلك في صالة الشعب حيث قدموا منحوتات فنية ولوحات تشكيلية إضافة للنحت على الخشب.
وعن جدوى إقامة مثل هذه المعارض ومن الفنانون المشاركون قال أبو غنام: «الجدوى من هذه المعارض هي تقديم لوحات للفنانين المشاركين الموجودين بسورية للجمهور ليراهم وهم فنانون من الأطياف كافة، وهناك أسماء كثيرة فالأمر ليس حكراً على أي إنسان وبالنسبة لعملية ترشيحهم تتم من خلال لجنة تقوم بمراقبة الأعمال وترشيح اللوحات وهل هي جديرة بالعرض أم لا.
وبخصوص دعم الفنانين المشاركين بما يخص اقتناء أعمالهم أشار «عادة عند انتهاء كل معرض هناك لجنة يتم تشكيلها بغرض أخذ واقتناء لوحات ذات قيمة فنية، ولوحات جيدة المستوى، ولوحات فوق الوسط، وهنا لابد لي من ذكر أنّه حتى اللوحات التي تكون ضعيفة يتم اقتناؤها وذلك من باب التشجيع».
وأكد معاون وزير الثقافة أن الواقع الذي يعيشه الفنان التشكيلي في الأزمة سيئ أسوة بظروف الكثيرين مشيراً إلى نقطة مهمة «الأسعار المحلية للوحات لا تضاهي الأسعار العالمية، فاللوحة التشكيلية للفنان السوري إذا كانت هنا بسعر نحو 1000 دولار، سعرها في الخارج يتجاوز الـ10000 و20 و30 ألف دولار، فالفنان التشكيلي في سورية يعيش فقيراً ويموت غنياً، فلوحاته بعد وفاته يمكن أن تعيش وتصبح أسعارها غالية ويمكن أن تصل إلى ملايين الدولارات».
من الفنانين المشاركين في المعرض الفني السنوي لفناني الفرع المقام في صالة الشعب الفنان محمود سالم، الذي تناول في لوحاته البيئة والطبيعة لينقل صورة البيت الريفي، صحيفة الوطن التقت الفنان الذي تحدث عن الظروف الصعبة وكيفية تجاوزها من فناني ريف دمشق بعد سنوات من الغياب: «إقامة هذا المعرض بالذات ومن خلال الظروف الصعبة التي تعصف ببلادنا، هو تأكيد على الهوية الوطنية وتضافر الجهود بين أطياف الشعب السوري الذي يرفض أي تدخل في شؤونه. وأنا أعتبره رسالة من الفنانين التشكيليين السوريين بريف دمشق إلى كافة أطياف الشعب وقوفاً جنباً بجنب مع إخوتنا في الجيش العربي السوري».
وعن مشاركته في المعرض صرح قائلاً: «مشاركتي لها هدف نبيل وهو النداء للحفاظ على البيئة والعودة إلى الطبيعة الأم، من خلال لوحة تمثّل البيت الريفي البسيط المبني من الطين والخشب والحجر، وهذا البيت يقع في ريف دمشق في المنطقة بين دمر والهامة، محاطاً بالأشجار المثمرة والطبيعة الخلابة التي تشتهر فيها بلادنا وخاصة الريف السوري».
وأوضح الفنان أن العمران السكني أصبح المهدد الأول للطبيعة وكل عناصرها مؤكداً أنه علينا وعلى كل من هو معني دق ناقوس الخطر «تعرضت البيئة والطبيعة في ريف دمشق خلال العشرين سنة الماضية إلى التدمير القاسي من خلال هدم البيوت القديمة واستبدال الأبراج السكنية بها لكسب المال والتجارة الرابحة الخاسرة، الأمر الذي يجعلنا ندق ناقوس الخطر، ولوحتي التي رسمتها والتي تجسد البيت الريفي، في الوقت الحالي أصبح مكانه أبنية إسمنتية، تفتقد فنون العمارة الدمشقية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن