رياضة

خفة وزن

| مالك حمود

بين زيادة الوزن والعمل على تخفيفه يعيش الكثيرون أرقاً كبيراً وضغطاً مريراً في السعي للوصول إلى جمالية المظهر العام.
هذا الكلام يبدو هاجس الكثيرين من الإناث والذكور أيضاً، الأغلبية تعمل على (تخسيس) وزنها بشتى السبل والوسائل والوصفات الطبية والعربية، ومنهم من يلجأ إلى الطب البديل، عله يحمل له الحل الجميل، وإن كانت الأغلبية على يقين بأن الفم هو بوابة الرشاقة، والحل يبدأ من ضبط الأكل من حيث الكمية والنوعية، لكنهم يحاولون الهروب من هذه الحقيقة والالتفاف عليها متناسين أن الصبر والحرمان مفتاح الوصول.
الكثيرون أيقنوا هذه الحقائق وعملوا عليها إلا حكام كرة السلة في بلدنا، وكي لا نظلم الكل فالبعض منهم مازال محافظا على رشاقته ولياقته (وستايله الجميل) في الملعب، بينما ينأى البعض الآخر بنفسه عن ذلك الأمر تاركاً لنفسه وشهيته (الحبل على الغارب) وضاربا عرض الحائط بكل برامج الأكل المدروس.
في مباريات كأس الجمهورية لكرة السلة شاهدنا العجب من بعض حكام كرة السلة، فالزيادة في الوزن كانت فائقة لدرجة غير مقبولة لإنسان عادي، فكيف لحكم كرة سلة يفترض أن يكون نموذجاً في الشكل العام؟!
وكيف لحكم بوزنه الزائد على الحد الطبيعي بعشرات الكيلوغرامات أن يركض بسرعة وبشكل يوازي لاعباً أصغر منه بعشرات السنين؟!
هي مسألة جمال وأداء، والغلط لا يقبل به العقلاء.
نعرف أن الحكام لهم همومهم ومعاناتهم المتعددة والتعويضات الممنوحة لهم غير لائقة ولا تتقارب مع ما يتقاضاه حكام الدول المجاورة على الأقل، وهذا حق يفترض استمرار المطالبة به من اتحاد كرة السلة، حتى لو لم يلق الاستجابة من القيادة الرياضية العليا في المحاولات السابقة، لكن الإلحاح في الطلب المحق ضروري.
وبالوقت ذاته فإن ذلك لا يعني أن نعالج الخطأ بالخطأ، والصح يبدأ من الذات.
وكل حكم مادام قد اختار هذه المهنة وقرر العمل فيها فإنه يفترض أن يعمل على تحديث نفسه من مختلف الجوانب بدءاً من الناحية المعرفية ومواكبة قانون اللعبة بكل مستجداته وصولاً للناحية البدنية، والمسألتان بذات الأهمية والترابط مطلوب بينهما وكل منهما يرتكز على الآخر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن