شؤون محلية

وجه جديد لهلال الحسكة.. فهل يغير واقع توزيع المعونات؟

| الحسكة – دحام السلطان

ارتفعت حدة الشكاوى وازدادت وتيرتها بشكل ملحوظ وغير مسبوق، التي باتت تردنا وتصل إلينا باستمرار وبشكل علني ومباشر وصريح من المعوزين والفقراء وطالبي الحاجة في منطقة الشدادي وريفها «جنوب مدينة الحسكة بنحو 60 كم»، الذي عانى ما عانى من ظلم وجور الإرهاب طوال سنوات الأزمة التي تمر على البلاد، ومنها ما أفرزته بعض السلوكيات التي لا تزال تصدر عن بعض المستغلّين للموقع الذي جاؤوا إليه متطوّعين في شعبة الهلال الأحمر في المنطقة المذكورة أعلاه، الذين لا يزالون يلعبون «بالبيضة والحجر» ومواظبين على تطبيق مقولة «شيل وحط بالخرج» وبأعلى معيار من منسوب سقف الزيادة ومن دون نقصان! عندما انحرفوا عن مسار الصيغة الإنسانية التي حددتها روائز وضوابط عمل المتطوعين من أجله، بعد أن ضربوا عرض الحائط بما تتضمنه قاعدة البيانات التي تجري عليها أسس وقواعد ومستندات العمل الإغاثي في منظمة الهلال الأحمر، ذي الطابع الإنساني الخاص وعند موعد توزيع المعونات والسلل الغذائية لأصحابها ووضعها في المسار الصحيح وتثبيت الموازين في نصابها، على أساس الفئة العمرية والوضع الاجتماعي (أرامل، ذوي الشهداء……) وإلى ما هنالك، بموجب الثبوتيات الورقية المقيّدة والمثبّتة في جداول قاعدة البيانات.
وبناءً على ذلك أصبح أولئك المستغلّون من المتطوعين في شعبة الهلال الأحمر بالشدادي يقومون (بتمريق) بعض دفاتر العائلة العائدة للفئات العمرية التي لا تستحق المعونة على مبدأ «الأقربون أولى بالمعروف»، وكل هذا يأتي متماشياً وموازياً مع (الشيل والحط بالخرج) الذي ذكرناه آنفاً! أي بإعطاء المعونات لأرباب أسر متوفين وللرجل وللمرأة على حد سواء، وبوجود الأولاد المتزوّجين الذين لا يستحقون (الصدقة) عفواً المعونة! أي (تدبيرة)، مع وجود السجلات العائدة للشعبة التي من المفترض أن تكون رسمية وهي في الأصل وعلى ذمة الشاكي منتهية الصلاحية، والتي يطلب فيها من شعبة الهلال الأحمر أن تُعيد النظر بسجلاتها، علماً أن طاقم الشعبة موجود في محله منذ زمن بعيد، ويبدو أنه كان مسنوداً ومدعوماً جداً، لأن عليه شكاوى متواترة منذ زمن بعيد ولم يُحرّك باتجاهه ساكناً، والدليل على دعم ودلال ذلك الطاقم أن حجم الشكاوى ونداء الاستغاثات نحوهم لم تجد الاستجابة ولا القبول لأن جدران الهلال كانت صمّاء وعلى ذمتهم.! ولأن الشيء بالشيء يُذكر فإن أهلنا في الشدادي الذين تحرروا من جور المجموعات الإرهابية المسلحة في شهر شباط الماضي، ويرزحون اليوم تحت نير ميليشيات قوات سورية الديمقراطية كلهم أمل أن تجد نداءاتهم آذاناً مصغية من جديد لدى فرع المنظمة بالحسكة، بوجود رئيسها الجديد صالح حويجة الذي كُلّف العمل حديثاً، ويمنّون النفس بألاّ تضيع عنده حقوقهم أو لومة لائم وهو المشهود له بالخبرة والتفاني والعطاء!
حيث ذكر الحويجة أن المنظمة كانت قد وزّعت خلال شهر أيلول الماضي 3600 سلة غذائية، حصة الشدادي وحدها منها 750 سلة غذائية، مبيناً أنه قد أشرف على توزيعها بنفسه، ومؤكداً أن أداء شعبة الهلال في الشدادي التي تتألف من 3 متطوّعين والعمل فيها أعرج.! وهي وغيرها من شعب الهلال كلها ستخضع للدراسة والتقييم فور اكتمال النصاب العددي للفرع وترميم الشواغر الثلاثة فيه.
وأضاف: سنقوم بتنفيذ عملية إحصاء دقيقة للذين سيستفيدون من الجانب الإغاثي وبقاعدة بيانات جديدة بعد رفد شعب الهلال في المناطق بمتطوّعين جدد من ذوي الكفاءات والخبرة والسيرة الحسنة كي لا تقع المنظمة التي يغطي حجم عملها مدينة الحسكة وجزءاً من ريفها ورأس العين والشدادي أيضاً، والوافدين إليها القاطنين في المحافظة من المحافظات الأخرى في منزلقات لا تختلف كثيراً عن المنزلقات السابقة!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن