شؤون محلية

من جديد.. الكلاب الشاردة تهاجم الطلاب في القنيطرة

| القنيطرة- الوطن

يبدو أننا بحاجة إلى انعقاد جلسة عاجلة على أعلى مستويات المسؤولية بالمحافظة لدراسة ظاهرة الكلاب الشاردة في القنيطرة ومدى خطورتها التي أصبحت تطول الصغير والكبير، فأمس اشتكى أحد مديري المحافظة من تعرض ابنه إلى هجوم مباغت من أحد الكلاب الشاردة أثناء ذهابه إلى المدرسة صباحا، حيث تمكن الشاب من الإفلات من الكلب ولكن تعرض إلى جروح كبيرة في ركبته وأكواعه نتيجة الزحف على الزفت للتخلص من عضات كلب كانت ستجبره «لا قدر اللـه» إلى أخذ جرعات ومصل في مشفى ابن النفيس بدمشق، وذلك لأن عيادة داء الكلب توقفت عن الخدمة في مشفى أباظة بسبب عدم توافر الأدوية من فترة ليست بقريبة وصعوبة تأمين الدواء من الوزارة لعدم توفره وبالتالي المكان الوحيد للعلاج حالياً مشفى ابن النفيس.
المتعارف عليه أن القنيطرة محافظة ريفية تقوم بالزراعة وتربية الماشية وفي السابق كان الأهالي يقومون بتربية الكلاب لحراسة المنزل أو الماشية خلال رعيها بالمراعي، ولكننا أصبحنا اليوم نرى الكلاب بجميع الأحياء والمناطق حتى مدينة البعث التي لا تعتمد إطلاقاً على تربية الماشية، وعملياً على أرض الواقع يكاد لا يخلو شارع إلا نجد فيه قطيعاً من الكلاب حتى أصبحنا نعتقد أن عدد الكلاب في محافظة القنيطرة أكثر من عدد السكان المقيمين فيها الأمر الذي يتطلب إجراءات وحلولاً سريعة لمعالجة تلك الظاهرة التي باتت تؤرق السكان، والواقع أن أبناء القنيطرة واقعون بين المطرقة والسنديان فلا الجهات المعنية قادرة على التخلص من الكلاب الشاردة ولا الصحة قادرة على تأمين المصل واللقاح ضد داء الكلب، وكأنه مكتوب على أبناء المحافظة الالتزام بمنازلهم وعدم الخروج أبداً حتى الأطفال بدأوا يخافون من الخروج والذهاب إلى المدرسة نتيجة لذلك، وأيضاً حرموا من اللعب أمام منازلهم.
وكنا أشرنا في مادة سابقة إلى أن كثيراً من الشباب قاموا بتربية الكلاب أمام منازلهم وهي جاءت من باب العدوى والموضة، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: إن عملية تربية الحيوانات الأليفة وكحال أغلب البلدان تحتاج إلى شروط وإجراءات يجب أن تتوفر في الشخص الراغب بتربية الحيوانات، ولكن أن تصبح الأمور عشوائية وغير منظمة، فهذا أمر غير مقبول ومن أي شخص كان.
ونحن بأي حال من الأحوال لا نقصد التخلص من جميع الكلاب ونحرم رغبات البعض في اقتناء حيوان يتباهى به أمام رفاقه، ولكن على من يرغب من الشباب باقتناء كلب عليه أن يحمي أبناء المنطقة والأطفال وخاصة من إمكانية تعرضهم لأية مخاطر يمكن أن تنشأ عن الحيوان الذي يربيه.
الوحدات الإدارية تقول إن الطريقة الوحيدة للتخلص من ظاهرة الكلاب الشاردة باستخدام الخرطوش، وكما علمنا أنه ممنوع استخدامه على أرض المحافظة، أما استخدام الطعوم والسموم فهذا الأمر أيضاً فيه خطورة على البيئة وعلى الماشية والتي يمكن أن تأكل تلك الطعوم وتموت، ولا نعتقد أن الجهات المعنية عاجزة عن اتخاذ إجراءات كفيلة بمعالجة تلك الظاهرة.
بقي أن نشير أخيراً إلى أن محافظ القنيطرة قد وجه كتابا إلى عضوي المكتب التنفيذي المكلفين بمتابعة الوحدات الإدارية على أرض المحافظة وفي تجمعات النازحين ويحمل الرقم 1623 تاريخ 9/8/2016 والذي يؤكد كتباً سابقة والمتضمن الطلب إلى الوحدات الإدارية تشكيل فرق لمكافحة الكلاب الشاردة لديهم والطلب من عضوي المكتب بمتابعة رؤساء الوحدات الإدارية وإعلام المحافظ بالإجراءات المتخذة منهم لتشكيل الفرق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن