«السبكي».. تعود من جديد
| محمود الصالح
السبكي ليست مجرد حديقة من الأشجار والمقاعد الخشبية. بل هي واحة من الذكريات الجميلة لمن سكن دمشق أو مر فيها زائراً. كم من الأحلام نسجها الأحبة على مقاعدها وكم من البوح الجميل شهدته ممراتها. وبعد سنوات طويلة من تأسيس هذه الحديقة التي تتوسط مدينة دمشق. ومع مر السنين شاخت أشجار الحديقة وترهلت أرصفتها ومقاعدها. كان لابد من إعادة تأهيلها لتعود تنبض بالحياة من جديد. اليوم وبعد انتظار طويل أخذت محافظة دمشق على عاتقها إعادة تأهيل هذا المتنفس الدمشقي المهم وبدأت بالعمل في حزيران الماضي وقبل انتهاء 5 أشهر عادت «السبكي» لفتح أبوابها لاستقبال زوراها ممن اشتاقوا إلى استراحة جميلة من تعب الأيام.
اليوم كسبت دمشق من جديد واحة جميلة يحدثنا عن الأعمال التي تمكنت ورشات محافظة دمشق مشكورة من إنجازها خلال فترة قياسية المهندس بسام عباس مدير الحدائق في محافظة دمشق في تصريح خاص لـ«الوطن»: تم البدء بإعادة تأهيل حديقة السبكي في حزيران الماضي من خلال جهود مشتركة بين مديريات الحدائق والصيانة والإنارة والإشراف في محافظة دمشق وفق مخطط وضع بالتعاون مع جامعة دمشق. حيث تم إنجاز شبكة الصرف الصحي حيث تم إنجاز شبكة الصرف الصحي لدورة مياه وتنفيذ خزان للمياه تحت الأرض بسعة 100م3 وتنفيذ دورات مياه روعي فيها أن يكون بينها دورات مياه لذوي الاحتياجات الخاصة وتنفيذ شبكة الكهرباء للإنارة وخطوط تشغيل المضخات وشبكة الري المؤتمتة وتنفيذ ممرات للحديقة تلتقي في مركز الحديقة حيث توجد شجرة الزيتون الكبيرة التي تعتبر إحدى العلامات البارزة في حديقة السبكي وتم تجهيز البحرة وتركيب 3 نوافير داخلها، واحدة مركزية على شكل كرة وواحدة رغوية وثالثة عادية مع المضخات اللازمة وتبلغ مساحة البحرة 750م2. وأضاف عباس: تم تنفيذ ملعب أطفال وتركيب بلاط مطاطي لأرضية الملعب لمنع الأذى عن الأطفال وتبلغ مساحة ملعب الأطفال 650م2 وتم تركيب مجموعة من الألعاب المصنعة محلياً. كما تم تخصيص أماكن لجلوس العائلات حيث وضعت الطاولات الخشبية حيث استفدنا من جذوع الأشجار اليابسة في تصنيع الطاولات والمقاعد من خلال ورشاتنا. وتم وضع 45 حاوية موزعة في أرجاء الحديقة للمواد العضوية وأخرى للزجاج وأخرى للبطاريات ورابعة للمواد المعدنية. وتم مراعاة عدم استخدام المواد المصنعة قدر الإمكان في عملية التأهيل حيث وضعت الرمال والبحص ولم يتم استخدام الإسفلت والبلاط وتم تصنيع المقاعد من أخشاب الأشجار اليابسة. وتم لحظ مركز لخدمة المواطن في ركن من هذه الحديقة ولتأمين مياه الري للحديقة تم حفر بئرين لسقاية الأشجار والأعشاب. تبلغ مساحة الحديقة الإجمالية 20 ألف م2 منها 14500م2 من المرج الأخضر.