سورية

روسيا تريد تعاوناً «صادقاً» حول سورية.. وتنتظر من أميركا أن تفي بالتزاماتها

| الوطن- وكالات

أكدت روسيا أنها تبحث عن حل سياسي للأزمة في سورية بالتعاون مع واشنطن ودول المنطقة، وشددت على أنها تريد تعاونا «صادقا» من أجل التوصل إلى حل سياسي. كما أكد أن «جبهة فتح الشام» المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية (جبهة النصرة سابقاً) تحتجز سكان الأحياء الشرقية من مدينة حلب كرهائن، موضحة أنها لا تزال تنتظر من الولايات المتحدة أن تفي بالتزاماتها بالفصل بين ما يسمى «المعارضة» والإرهابيين.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله خلال لقائه الرئيس اليوناني بركوبيس بافلوبولوس في أثينا أمس: «أتذكر أننا عندما تبنينا قراراً بشأن وقف العمليات القتالية وبدء المحادثات السياسية في سورية قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري حينها: إن على أولئك الذين يريدون أن يكونوا جزءا من الحل أن يقطعوا علاقتهم بالإرهابيين فوراً»، مضيفاً: «هذه كلمات من ذهب ونحن مازلنا نعول على أن تقوم واشنطن بتجسيدها وقرنها بالفعل».
وتابع لافروف: «نحن نحاول منذ عدة أشهر حل المشكلة في الأحياء الشرقية من مدينة حلب وكان هناك الاتفاق الروسي الأميركي المناسب لذلك ولكن للأسف خرجت الولايات المتحدة من هذا الاتفاق بعد أن كان قيد التنفيذ».
وأعاد وزير الخارجية الروسي للأذهان أن «هدنات إنسانية أعلنت مراراً وتكراراً.. حيث لم تنفذ القوى الجوية الروسية والطيران السوري عمليات منذ أسبوعين في حلب ولكن في كل مرة من الهدنات المعلنة كان المتطرفون يستخدمونها لتجميع صفوفهم وتجديد ترسانتهم من الأسلحة».
وأشار لافروف إلى أن تنظيم «جبهة النصرة والمجموعات المسلحة التابعة له تسيطر على الأحياء الشرقية من حلب وإنها في الواقع تحتجز المدنيين كرهائن». وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس في أثينا قال لافروف: «إن موقفنا مشترك مع اليونان في تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن سورية». إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي أن «محاولات البدء بالعملية السياسية في سورية من دون تأخير يجري تعطيلها من قبل أولئك الذين يعكسون في الواقع وفي انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي موقف المتطرفين الذين لا يريدون المفاوضات وإنما إسقاط الدولة السورية». وجدد لافروف المطالبة بضرورة تطبيق القرارات الدولية حول سورية قائلاً: «لو تم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سورية من قبل الجميع بصدق وحسن نية لكان الوضع الآن مختلفا وتغير نحو الأفضل».
وكان لافروف أكد الاثنين امتناع الولايات المتحدة عن الفصل بين ما يسمى «المعارضة المعتدلة» و«جبهة النصرة» الإرهابية يثبت أن الولايات المتحدة لا تريد الإسهام في هذا الأمر وقال: «إذا كنا تحدثنا سابقا عن أن أميركا وحلفاءها إما أنهم غير قادرين أو أنهم لا يريدون إبعاد المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة فعلينا الآن التأكيد أنهم بالفعل لا يريدون القيام بذلك». وأول من أمس أكد رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف خلال لقائه نظيره التركي خلوصي آكار في موسكو أولوية فصل «جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى عما يسمى «المعارضة المعتدلة» في سورية. وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أشار في تصريح الثلاثاء أن هناك نقاشات حامية في مجلس الأمن وفهما متزايداً يشهد نمواً بضرورة فصل ما يسمى «المعارضة المعتدلة» عن الإرهابيين والذي شكل مطلب قرار مجلس الأمن وقرار المجموعة الدولية لدعم سورية. ونقل موقع «سبوتنيك» عن وزارة الدفاع الروسية قولها في بيان: «إن غيراسيموف وآكار بحثا حل الأزمة في سورية والأوضاع في حلب».
وأوضح البيان أن غيراسيموف «أطلع آكار على التدابير المتخذة والجهود المبذولة من الجانب الروسي لتحسين الأوضاع الإنسانية في حلب وتم تأكيد ضرورة وأولوية فصل التنظيمات الإرهابية عن «المعارضة المعتدلة».
وكانت الحكومة السورية بالتعاون مع روسيا فتحت ممرات إنسانية لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية لحلب لكن التنظيمات الإرهابية منعت الأهالي من الخروج عبر تلك المعابر الإنسانية لاستخدامهم دروعاً بشرية والمتاجرة بالوضع الإنساني في المدينة من قبل الدول الداعمة والممولة للإرهابيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن