سورية

آكار وفيدان في موسكو.. «الديمقراطية»: لم نتلق السلاح من واشنطن وتعاوننا مع أنقرة «مستحيل» … بعد احتمال مشاركة البلدين فيها.. لافروف: أميركا أجلت معركة الرقة

| الوطن – وكالات

كشفت روسيا أن الولايات المتحدة قررت تأجيل معركة «الرقة» إلى «أجل غير مسمى»، مؤكدة أن معركة الرقة كانت موضوعاً محتملاً لعمليات مشتركة بين البلدين، اللذين سيضطران إلى الاتفاق فيما بينهما لاحقاً.
وفي ظل هذا الخلاف، توجّه كبار العسكريين والأمنيين الأتراك إلى روسيا للتباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة الأزمة السورية، على حين نفت «قوات سورية الديمقراطية» تلقيها أي دعم تسليحي من واشنطن، واصفة تعاونها مع أنقرة في معركة استعادة الرقة بـ«المستحيل».
في الأثناء، أقرت تركيا بأن تنظيم داعش انتزع 5 قرى من ميليشيات «الجيش الحر» المشاركة في عمليتها المسماة «درع الفرات»، وادعت أن قواتها قصفت 80 هدفاً للتنظيم شمالي سورية، على حين أجرى وزير الدفاع، زيارة تفقدية للقوات التركية على الحدود مع سورية عقب التعزيزات العسكرية الأخيرة للمنطقة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياسيس في أثينا امس، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن الولايات المتحدة، «بحسب معطياته»، قررت تأجيل التقدم نحو الرقة معقل تنظيم داعش في سورية لأجل غير مسمى. وأوضح لافروف، أن مسألة الرقة «كانت مطروحة كموضوع محتمل لعمليات روسية أميركية مشتركة، وذلك عندما كانت موسكو وواشنطن على وشك الاتفاق على تنسيق خطوات البلدين في سورية، إلا أن الأميركيين لم يذكروا هذه المسألة بعد ذلك».
وأكد لافروف أن موسكو وواشنطن «ستضطران للتوصل إلى اتفاق»، مضيفاً إنه «من الأفضل الإسراع بذلك».
وذكّر الوزير الروسي بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال قبل شهور: إن «على واشنطن أن تحدد قواعد اللعبة في العالم»، مضيفاً: إن «الأميركيين سيدركون أن أحداً في العالم لن يتمكن من فعل شيء على انفراد».
وتعليقاً على احتمال إعادة النظر في «اتفاقات لوزان» بشأن حدود سورية مع تركيا، قال لافروف: «الإجابة عن هذا السؤال سهلة جداً في جميع الظروف يجب احترام القانون الدولي واحترام الالتزامات المترتبة على تلك الوثائق القانونية الدولية».
ويبدو أن الخلاف الروسي الأميركي بشأن معركة الرقة قد يقود إلى تفاهم روسي تركي بهذا الخصوص، ذلك أن رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار ورئيس هيئة الاستخبارات هاكان فيدان يزوران روسيا حالياً للتباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وخاصة أزمتي سورية والعراق.
وحسبما نقل موقع «ترك برس» عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية، فإن أكار تباحث الثلاثاء مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف بآخر المستجدات العسكرية في مدينة حلب، ومسألة تحرير مدينة الموصل العراقية من يد تنظيم داعش.
كما تباحثا حول التعاون العسكري المشترك بين أنقرة وموسكو، وسبل تعزيزه، وأكّدا ضرورة إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين مؤسسات البلدين العسكرية من أجل التنسيق. وكانت صحف تركية قد كتبت قبل عدة أيام عن توصل تركيا وروسيا إلى اتفاق بشأن الأزمة السورية، يهدف إلى إفشال الخطة الأميركية الرامية إلى إنشاء حزام لتنظيم «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في الشمال السوري.
في الأثناء، أقرت تركيا بأن تنظيم داعش استعاد السيطرة على 5 قرى من ميليشيات «درع الفرات». وفي محاولة للتغطية على خسائرها ادعت أن قواتها قصفت 80 هدفاً لتنظيم داعش شمالي سورية.
وحسب بيان رئاسة الأركان التركية، وفق ما نقل موقع «ترك برس» الإلكتروني التركي، فإن عناصر داعش استغلت الثلاثاء سوء الأحوال الجوية وهاجمت قوات ميليشيا «الجيش الحر» في منطقة مارع بريف حلب الشمالي، وتمكنت من الاستيلاء على عدد من القرى الواقعة جنوب بلدة أخترين.
وحسب «روسيا اليوم» فإن تلك القرى هي: «آك برهان وجبل خربة الكنيسة والغرز وتلتانة والواش».
وأضافت رئاسة الأركان: إن الاشتباكات العنيفة التي جرت بين قوات الجيش السوري الحر وعناصر التنظيم ما زالت مستمرة في تلك المنطقة، وأنها أسفرت أمس عن مقتل 3 من «الحر» وجرح 4 آخرين.
إلى ذلك، أجرى وزير الدفاع التركي، فكري إشيق، أمس، زيارة تفقدية لقوات بلاده على الحدود مع سورية عقب التعزيزات العسكرية الأخيرة للمنطقة.
ووصل إشيق، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، برفقة قائد القوات البرية، صالح ذكي جولاق، وضباط في القوات المسلحة، إلى «ولاية هاتي» (لواء إسكندون السليب)، المتاخمة للحدود السورية، حيث توجه إلى مخفر حدودي للقوات البرية عند نقطة الصفر على الحدود مع سورية.
وأرسلت تركيا في الآونة الأخيرة تعزيزات عسكرية إلى مناطق مختلفة على حدودها مع سورية والعراق، بذريعة ضمان أمنها من الهجمات والتنظيمات الإرهابية والاستعداد لأي طارئ.
إلى ذلك، نفى الناطق الرسمي باسم «قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية طلال سلو تلقيهم من «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، «أي أسلحة أو معدات عسكرية حتى الآن، استعداداً لمعركة الرقة». مشيراً إلى أن «القوات الديمقراطية ترفض رفضاً قاطعاً أي مشاركة لتركيا في حملة محتملة لتحرير الرقة، لكونها قوة محتلة وداعماً أساسياً للتنظيم»، على حد قوله.
من جهة أخرى، وصف سلو إمكانية مشاركة تركيا إلى جانب «قوات سورية الديمقراطية» في حملةٍ للسيطرة على الرقة بـ«الأمر المستحيل». مضيفاً: «تركيا قوة احتلال للأراضي السورية، كما أنها ساهمت في إنشاء داعش وقدمت له كل الدعم، ولا تزال هناك مسرحيات استلام وتسليم تجري في ريف حلب الشمالي، لذا لا يمكن مشاركة الأتراك أبداً في هذه الحملة المرتقبة»، على حد وصفه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن