رياضة

قصص وحكايا من الدوري الكروي…الملاعب- الحكام- الضغط وأمور أخرى

ناصر النجار : 

أسدل الستار عن الدوري الكروي في مجموعته الثانية وقد تباعدت مبارياته بين الذهاب والإياب، ثم تباعدت في الإياب بين البداية والختام، ثم سلقت، ورافق المباريات تأجيل هنا وهناك، حتى صار الدوري (مسلوقاً) وملخبطاً وتائهاً لا نعرف أوله من منتهاه.
وساور الشك الكثيرين حول نتائج الدوري أو حول صفقات ستعقد هنا وهناك حول ترتيب بعض النتائج لمصلحة هذا الفريق أو ذاك، كما يُقال كل موسم، وكما يُشاع في كل مباراة، لكننا نقر ونعترف أن الشائعات التي أطلقها البعض لم تكن صحيحة، رغم علمنا القطعي بمحاولات حثيثة جرت هنا وهناك للتأثير على الحكام أو بعضهم أو لتطبيق بعض اللاعبين وغيرهم، وكلها فشلت وهذه نقطة إيجابية نسجلها لفرقنا وللاعبينا ولحكامنا الذين كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
ونحن لا نريد إيضاح كلامنا بالأمثلة التي بين أيدينا حتى لا نفضح المستور ما دام أنه مرّ مرور الكرام، لكننا نؤكد حسب مصادر موثوقة من داخل نادي مصفاة بانياس ومنعاً للشك والقيل والقال أن المدرب ولاعبيه تعاهدوا على القرآن الكريم في إحدى مباريات الدوري وحلفوا أغلظ الأيمان ألا يخونوا ناديهم، وقدمّ المدرب بعد هذه المباراة مكافأة مالية مجزية للاعبين تقديراً للوفاء وتكريماً للعطاء.
هذه نقطة إيجابية سجلناها لفرق الدوري في تعاملها المسؤول مع الأحداث، ومثلها نسجلها للكثير من الحكام الذين تعاملوا مع كل المباريات التي أداروها بحس وطني ومسؤولية عالية.
الملاعب
بكل صراحة فإن ملاعب اللاذقية أتعبت الفرق بعدم صلاحيتها، واشتكت معظم الفرق من سوء الأرضية التي تحولت إلى شبه خريطة جغرافية فيها الوديان والسهول والهضاب وغيرها.
وهذا أثر على أداء الفرق، وساهم كثيراً بإصابات العديد من اللاعبين فما من فريق شارك في الدوري إلا وخسر ثلاثة لاعبين أو أكثر جراء سوء أرض الملاعب مع تفاوت حجم الإصابة.
الملاحظة الأهم: إن الملاعب لم تكن موحدة القياسات، فملعب جبلة مثلاً صغير، وملعب المدينة كبير، والفرق التي لعبت في جبلة (مثلاً) ضاعت عندما انتقلت إلى ملعب المدينة الكبير بمساحته وهذا ما ساهم بضعف الأداء وتردي النتائج، لذلك من المفترض أن يتم البحث عن طريقة لإصلاح الملاعب أولاً وتهيئتها والفرصة اليوم متاحة لذلك وخصوصاً أن الزمن المتوقع للدوري في الموسم القادم قد يفصلنا عنه بضعة أشهر، أما الحالة الثانية فتحتاج إلى علاج من خلال تمكين الفرق من نيل حصة كافية من التدريبات سواء على الملعب الكبير أو على الملعب الصغير، تكريساً للعدالة.

الحكام
يمكننا تناول المسألة التحكيمية من زاويتين متباعدتين ونأمل أن يصل القصد من حديثنا تماماً إلى من يعنيه الأمر ونقف هنا عند لجنة الحكام أولاً وهي معنية بكل شاردة وواردة وللأسف لم تناصر حكامها ولم تدافع عن حقوقهم، والأكثر من ذلك كالت بمكيالين في التعامل مع الحكام، فمنهم المدلل ومنهم المظلوم.
وعلى سبيل المثال فإن إقامة الحكام وخصوصاً الدوليين من نخبة تحكيمنا لم تكن جيدة، على حين نام بعض أعضاء لجنة الحكام في (الميريديان) فأي عدالة هذه، وهل المسألة التحكيمية تقاس بمبدأ السيد والعبد؟
أيضاً على صعيد أجور التحكيم بات الأمر لا يُطاق مع ارتفاع نفقات السفر وغيره، ومع ارتفاع أسعار المواد، وهذا الأمر واضح ولا يحتاج إلى دليل، فكيف لحكم أن يتقاضى أجراً يدفعه ثمن وصوله للمباراة، وكيف نحمي حكامنا من الفساد إذا أردنا تضييق المال عليهم.
الشيء الأهم ما زالت الوساطات أسيرة لجنة الحكام، فكل عضو في هذه اللجنة له أصحابه وأتباعه الذين لهم مقاعد ثابتة في المباريات وحجزهم عال العال وإقامتهم مضمونة وغيرها، ومن لا يصدق فليسأل «بيليه التحكيم» الذي صار مفروضاً على الدوري رغم أنه لا يستطيع قيادة مباراة ساحة لفئة الأشبال، والدليل أنه منذ سنوات يقود مباريات الدوري بكل الفئات والدرجات وبكل المحافظات بمقعد ثابت هو «حكم رابع» المهم أن يقبض فقط!!
وتحدثنا مع اللجنة في هذا الأمر في كل موسم وكانوا يعدوننا خيراً، لدرجة أننا قلنا لهم ضعوه مراقباً إذا كان مفروضاً عليكم، وضعوا مكانه حكماً واعداً يستفيد منه تحكيمنا في المستقبل، لكن (فالج لا تعالج) وعلى فكرة، فهذا مثال، ولدينا نماذج أخرى، أغلبها أكل عليه الزمن وشرب!
السؤال الذي ما زلنا نلح به على لجنة الحكام: متى ستزجون بالحكام المواهب الصغار ليأخذوا فرصتهم في الدوري، ونقول هذا رحمة بتحكيمنا، فحكامنا الخبراء الذين نعتز بهم، باتوا قريباً على أبواب الاعتزال، ونحن نحتاج إلى كم جديد من الحكام الشباب ليكتسبوا الخبرة وليكونوا جاهزين عند غياب أي حكم للاعتزال أو الإصابة (لا سمح الله).
الزاوية الأخرى هنا، تختص بالحكام، فحكامنا اكتسبوا خبرة كبيرة في السنوات السابقة، وقدموا الكثير، وبعضهم مشكوراً يضحي بكل شيء من أجل سمعة التحكيم وإنجاح الدوري، لهم كامل تقديرنا وشكرنا ولهم محبة جماهير الكرة على كل ما يقدمونه، وتبقى ملاحظاتنا واجبة للبعض منهم الذي ما زال محتاجاً لصافرة أدق ولتركيز أكثر، ونأمل ألا نقول له يوماً ما (انتهى زمانك يا صاح!).

الضغط
آخر الأمور التي يمكن التطرق إليها، هي ضغط المباريات وسلق الوقت، فمن غير المعقول أن ننهي الدوري الكروي بتجمع صغير يحدد بطل الدوري من مباراة واحدة من دون أن يكون لمبدأ تكافؤ الفرص أي دور في ذلك، ولو افترضنا أن الجيش خسر نقطة واحدة في أي مباراة فقد يفقد لقباً ينتظره من دون أن يتمكن من تعويضه وكذلك ينسحب هذا الكلام على الوحدة وأيضاً على طموح من تأهل مثل الشرطة والمحافظة والمجد ومصفاة بانياس.
لذلك من العدالة أن تتغير المفاهيم وأن يسعى اتحاد كرة القدم لمنح الفرق المتنافسة على لقب الدوري كامل الفرص ليكون الختام كاملاً لا ثغرات ولا عيوب فيه.
هذا ما أردناه نصيحة لأهل كرتنا، ولا نقصد الإساءة لأحد إنما نشير إلى مواقع الخلل ليتم تجاوزها، وكل عام وأنتم بخير لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن