شؤون محلية

مواطنون بلا هويات!!

اللاذقية- عبير سمير محمود : 

(صرلي سنة ونصف مقدّم على هوية وما طلعتلي!) كلمات لشاب من محافظة حمص يعيش باللاذقية يشكو حاله وحال الكثيرين من الأحوال المدنية في اللاذقية بعد أن اضطر لاستعمال بيان عائلي وجواز سفره الذي لا تقبله كل الجهات المختصة التي «تصادفه» وهو في طريقه لجامعته أو إلى مكان داخل وخارج المحافظة ما يضطره للبقاء في المنزل طيلة هذه الأشهر إلا حين تقديمه لامتحاناته الجامعية، والسبب الوحيد أن قيد نفوسه في محافظة حمص ولم يتمكن من الحصول على هويته من نفوس اللاذقية منذ أكثر من عام وهو موعد تقديمه الطلب للحصول عليها، وكذلك الأمر بالنسبة لطالب- من حمص أيضاً- في الثالث الثانوي يقدم بطاقته الامتحانية مرفقة ببيان عائلي لكل حاجز في المدينة وحين يتم سؤاله عن الهوية – وخاصة أن هيئته توحي بأنه في العشرينيات من عمره – يجيب بأنها لم تصل من حمص بعد!! وحين مراجعة هؤلاء الشباب وغيرهم الكثير من محافظة حمص على وجه التحديد لمديرية الأحوال المدنية «النفوس» في اللاذقية يكون الرد بعد عرضنا الوصل الذي يثبت تقديمنا لطلب الحصول على البطاقات الشخصية (سنرسل تأكيداً لمديرية النفوس في حمص لنعرف سبب التأخير، راجعونا الأسبوع القادم) وعلى هذه الحال مضى أكثر من عام ونصف العام ولم تصل بطاقتنا الشخصية، ناهيك عن استغلال بعض الأشخاص العاملين أمام مبنى النفوس الذين يقولون لنا «ادفعوا كل واحد 5 آلاف ليرة فنجدد لكم إخراج القيد ومنتفق عسعر الهويات بس تعتمدوا!!» في حين يحصل المواطنون من باقي المحافظات على كل وثائقهم دون أي مشاكل ولا نعلم ما سبب التأخير هذا، نتمنى أن ينظر في حالنا من قبل المعنيين فقد تعبنا من الانتظار ومن نظرات الاتهام عند كل من يطالبنا بإظهار البطاقات الشخصية وبتنا مواطنون بلا هويات منتظرين الإفراج عنها بأقرب وقت.
وبالعودة لمديرية الأحوال المدنية في اللاذقية أكد لـ«الوطن» مصدر مسؤول بأن الضغوط التي تتعرض لها المديرية كبيرة جداً بسبب الازدحام الحاصل فيها حيث وكما يقول إن «نصف سورية» يراجع النفوس يومياً لذلك تم تخصيص عدة كوات للمحافظات الأخرى منها كوة للذكور وأخرى للإناث كما توجد كوة مخصصة لذوي الشهداء وعناصر الجيش العربي السوري، تم تأمين حالة من الانضباط على جميع هذه الكوات من قبل عناصر مختصين حتى لا يتعرض أي مواطن للابتزاز من أي جهة، وخاصة ممن ينادون بالخارج لمساعدة هؤلاء المواطنين بالحصول على وثائقهم «بسرعة» مقابل مبالغ معينة وهو الأمر الذي نرفضه ونحاربه فلا يدفع المواطن داخل النفوس سوى قيمة الطوابع وعلى سبيل المثال قيمة طابع إخراج القيد 35 ليرة سورية فقط ومن يتعرض للاستغلال فعليه مراجعة الإدارة فوراً وتقديم شكوى لتتم محاسبة كل شخص يستغل المواطنين وخاصة من المحافظات الأخرى الذين يعتقدون بأن هؤلاء «أسرع» من موظفي النفوس بجلب وثائقهم، وبالنسبة لموضوع البطاقات الشخصية فلا يكون التأخير إلا إذا كان هنالك خطأ ما سواء بالاسم أو ببعض البيانات والأمور الفنية فقط وهو ما يتم الرد به من قبل المديريات في المحافظات المعنية، كما أننا نقوم بعرض الهويات الواصلة من المحافظات الأخرى بموجب جداول عندما يتأخر أصحابها باستلامها، فالمديرية تسعى لتغطية حاجات المواطنين بما فيهم المهجرين لحصولهم على كل الوثائق التي يريدونها من محافظاتهم الأم دون صعوبات قدر المستطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن