سورية

واشنطن ترفض دعوة صينية لاستئناف تعاونها مع الروس.. ورواية غربية عن انطلاق معركة حلب قريباً … موسكو متمسكة بالفصل الكامل لـ«المعتدلين»  عن الإرهابيين واجتثاث الإرهاب في سورية

| وكالات

مع انتهاء الهدنة الإنسانية، التي أعلنتها روسيا من طرف واحد يوم الجمعة، من دون أن يلاقيها المسلحون المتحصنون شرقي مدينة حلب، سوى بالقصف، أعلنت الدبلوماسية الروسية تمسك موسكو بـ«الفصل» بين «المعارضة المعتدلة» والتنظيمات الإرهابية و«بشكل كامل» و«بلا أي مماطلة»، واجتثاث الإرهاب من الأراضي السورية ومنع تجدد بؤره مستقبلاً، بالتزامن مع العمل من أجل الحل السياسي للأزمة في سورية.
وتجددت الروايات الغربية بشأن قرب هجوم لقوات الجيش العربي السوري على مواقع المسلحين في أحياء حلب الشرقية، بمشاركة روسية قوية في الجو «وعلى الأرض»، وذلك في حين رفضت واشنطن دعوة صينية لاستعادة التعاون مع موسكو حول الأزمة السورية.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا يوم الجمعة الفائت من الساعة التاسعة ولغاية السابعة مساء، «أتاحت للمجموعات المسلحة إمكانية مغادرة مدينة حلب وإجلاء المرضى والمصابين، وكذلك السماح للمدنيين الراغبين في الخروج من المناطق الشرقية»، مبينةً في تصريح صحفي للناطق باسمها الجنرال إيغور كوناشينكوف، نقلته وكالة «سانا» للأنباء، أن قوات الجيش السوري «سحبت آلياتها على مسافة من الممرات الإنسانية المخصصة، لخروج المجموعات المسلحة، وذلك بالترافق إلى إحضار حافلات وسيارات إسعاف لإجلاء المرضى والمصابين». ويؤكد الدبلوماسيون الروس أن الهدف من التهدئة في حلب إعطاء فرصة للولايات المتحدة لتنفيذ التزاماتها وفصل من تسميهم «معارضين» عن الإرهابيين، وهو ما لم يحصل حتى الآن.
لكن الوزارة أوضحت أن المسلحين المتحصنين في الأحياء الشرقية من حلب، في المقابل، لم يلتزموا بالهدنة وتعمدوا قصف الممرات الإنسانية. وقال البيان: إن «المجموعات المسلحة في شرق حلب بادرت إلى إطلاق النار على الممر الإنساني في الكاستيلو، على الرغم من علمها بوجود حافلات نقل وسيارات إسعاف وصحفيين في تلك المنطقة»، مشيراً إلى أن المسلحين «قصفوا هذه المناطق بقذائف الهاون وباسطوانات الغاز، ما أدى إلى إصابة ضابطين روسيين تابعين لمركز التنسيق الروسي وعسكريين سوريين اثنين».
وشددت الدفاع الروسية على أن طائرات سلاحي الجو الروسي والسوري لم تنفذ غارات على مواقع المسلحين في حلب منذ 19 يوماً، على الرغم من مواصلتهم «إطلاق النار واستفزازاتهم».
ولم تأت الوزارة على ذكر الخطوة التالية بعد إحباط المسلحين لهدنة يوم الجمعة. ولم يرد في بيان الدفاع الروسية أي حديث عن تمديد الهدنة أو تجديدها، وذلك في حين أشار السكرتير الثالث في سفارة روسيا الاتحادية بسلوفاكيا ديميتري فاشيتشينكو إلى أن المهام الرئيسية التي تقوم بها روسيا الآن في سورية هي القضاء على التهديدات الإرهابية بشكل كامل، وفي نفس الوقت البدء بعملية سياسية على أساس القرارات التي تم التوصل إليها في إطار «مجموعة العمل الدولية حول سورية».
وفي مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة السلوفاكية براتيسلافا، لفت فاشيتشينكو إلى تمسك روسيا «بمواقفها المعلنة حول ضرورة الفصل الكامل وبلا أي مماطلة بين ما يسمى «المعارضة المعتدلة» والتنظيمات الإرهابية، وضرورة بذل كل الجهود لاجتثاث الإرهاب من سورية ومنع تجدد بؤره مستقبلاً، إضافة طبعاً إلى العمل الجدي من أجل الحل السياسي للأزمة فيها». وشدد على اهتمام روسيا بأن تتم مكافحة الإرهاب بشكل جماعي واستناداً إلى القانون الدولي، معرباً عن الأسف لقيام الدول الأوروبية بوقف التعاون معها في محاربة الإرهاب وفي مجالات أخرى. في غضون ذلك، رفضت وزارة الخارجية الأميركية دعوة صينية لاستئناف التعاون الروسي الأميركي حول سورية، والذي علقته واشنطن قبل أسابيع. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي: إن «واشنطن ممتنة لبكين على دعوتها إلى استئناف المحادثات الروسية الأميركية حول سورية»، وأضاف: «لكنها غير جاهزة للاستجابة لهذه الدعوة».
واتهم كيربي الروس بعدم الوفاء بتعهداتهم، معتبراً أن الأحداث الأخيرة تدل على جدية الجهود الأميركية لبناء التعاون مع روسيا حول الحل في سورية، وتابع قائلاً: إن واشنطن تسعى حالياً إلى فعل ما لا يقلّ عما كانت تعمله في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية، «والمناقشات مستمرة وسنرى نتيجة ذلك فيما بعد»، في إشارة على ما يبدو إلى الاجتماعات التي يعقدها خبراء عسكريون من روسيا، الولايات المتحدة، السعودية، قطر وتركيا في جنيف لبحث مسائل فصل الإرهابيين عن المعتدلين، ضمن ما يعرف بـ«صيغة لوزان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن